رحب الأمير تشارلز ولي العهد البريطاني وزوجته كاميلا بالرئيس الإيرلندي مايكل هيجنز اليوم الثلاثاء في لندن مع بدء أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس ايرلندي إلى بريطانيا. ووفقا لما جاء على وكالة الأنباء الألمانية تأتي هذه الزيارة التي تستغرق أربعة أيام بعد أكثر من 90 عاما من حصول ايرلندا على استقلالها عن بريطانيا، كما تأتي بعد أول زيارة تاريخية قامت بها الملكة إليزابيث الثانية لايرلندا عام 2011 . وشهدت العلاقات بين الدولتين تحولا بعد توقيع "اتفاق الجمعة العظيمة" عام 1998، والتي أنهت عقودا من الصراع في إقليم ايرلندا الشمالية البريطاني. وأكد المسئولون في كل من لندن ودبلن على الطبيعة الخاصة للزيارة، وتم التخطيط لمجموعة من الفعاليات لتعكس تعقيدات الروابط بين الدولتين الجزيرتين الجارتين. وقال هيجنز قبل أن يغادر دبلن إنه "من المهم للبلدين أن يتفاعلا معا فيما يتعلق بماضينا المشترك ". وأضاف " إنني آمل أن تسفر هذه الزيارة في النهاية عن أن يأتي مواطنو البلدين بأعداد أكبر للمشاركة في اكتساب الخبرات من التاريخ والظروف الحالية والثقافة، وأن يفعلوا ذلك بأعداد أكبر ". وبعد مقابلة الأمير تشارلز في لندن سيتم اصطحاب هيجنز وقرينته سابينا إلى مقر إقامة الملكة إليزابيث الثانية بقلعة ويندسور حيث تجرى لهما مراسم الاستقبال الرسمية، ومن المقرر أن ينزل الرئيس وزوجته كضيفين كنوع من التكريم الخاص في قلعة ويندسور حيث سيمضيان ثلاث ليالي. وبعد أن تقيم الملكة مأدبة غداء خاصة للضيف الايرلندي وقرينته سيتوجهان إلى كاتدرائية ويستمنستر آبي بوسط لندن، حيث يضع هيجنز باقة من الزهور على النصب التذكاري للجندي المجهول. وفي مناسبة أخرى تعد الأولى أيضا من نوعها بالنسبة لرئيس ايرلندي يلقي هيجنز كلمة أمام مجلسي العموم واللوردات. وفي المساء تقيم الملكة إليزابيث مأدبة عشاء على شرف الرئيس وقرينته في قصر ويندسور، كما ستكون المناسبة غنية بالرمزية حيث أعلن مارتن ماكجينيس نائب رئيس وزراء ايرلندا الشمالية أنه سيحضر هذه المأدبة. وكان ماكجينيس في السابق قائدا في الجيش الجمهوري الايرلندي وهو مجموعة ثورية شنت حملة إرهابية طوال عقود ضد بريطانيا وقتلت اللورد مونتباتن ابن عم الملكة عام 1979 . ورفض ماكجينيس أن يشغل مقعده في البرلمان بلندن عندما تم انتخابه عام 1997، حيث تطلب هذا الإجراء أن يؤدي قسم الولاء للملكة، وعاملها بازدراء أثناء زيارتها لإيرلندا. ومع ذلك صافح ماكجينيس الملكة بعد ذلك بعام في بلفاست، وهي خطوة تعد بشكل واسع لحظة على درجة كبيرة من الأهمية لعملية السلام بايرلندا الشمالية. وأشاد ماكجينيس بالملكة في عطلة نهاية الأسبوع باعتبارها "لعبت دورا قياديا" في عملية السلام، وقال إنه "تأثر كثيرا" بالطريقة التي أحيت بها ذكرى أفراد الجيش الجمهوري الذين لقوا حتفهم وهم يقاتلون من أجل الاستقلال عن بريطانيا وذلك أثناء زيارتها لايرلندا عام 2011 . وأعرب المراقبون عن حرصهم على متابعة ما إذا كان الأمير تشارلز ولي العهد سيقتفي إثر والدته ويصافح ماكجينيس.