يسود الاستحقاق الرئاسي في لبنان ترقب مشوب بكثير من الغموض عقب افتتاح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع سباق المنافسات إلى منصب الرئاسة بإعلان ترشحه، والذي باتت معه الأنظار موجهة إلى قوى 14 آذار لمعرفة موقفها من هذا الترشيح وتاليا اختيار مرشحها الرسمي الوحيد للرئاسة. وذكرت صحيفة "النهار" اليوم الأحد، أن عطلة نهاية الأسبوع شهدت مشاورات على جانب من الأهمية من أجل التوافق على موعد محدد لبت مسألة توافق فريق 14 آذار على مرشحها، لكن أي موعد ثابت لم يتم التوصل إليه بعد. وتوقعت أن تتسم الأيام القليلة المقبلة بكثافة الاتصالات وتسريعها من أجل هذه الغاية رغم أن مختلف القوى السياسية تنتظر الخطوة التي سيقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه بري لتحديد موعد الجلسة الانتخابية الأولى ضمن المهلة الدستورية إيذانا بانطلاق العد العكسي لتحديد الترشيحات الجدية. وتنتظر هذه الخطوة انتهاء الجلسات التشريعية لمجلس النواب يومي الأربعاء والخميس المقبلين حيث يفترض أن ينصرف بعدها بري إلى إجراء مشاوراته الأخيرة قبل تحديد موعد الجلسة الانتخابية. من جانبها، ذكرت صحيفة "الديار" حسبما ورد بوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن زعيم التيار الوطني الحر العماد ميشال عون سيقدم نفسه على أنه مرشح للرئاسة لبناني مائة في المائة وليس مرشح أية جهة إقليمية، وشعاره "لبنان أولا" وسيكون قادرا على التأثير في حلفائه وخصوصا حزب الله في قضايا كثيرة. وأشارت الصحيفة إلى أن العماد عون يحظى بتأييد البطريرك الماروني بشارة الراعي بحيث ترتفع حظوظه كلما ظهر في الأفق توافق أمريكي إيراني أو إيراني سعودي. وقالت: "إن جبران باسيل وزير الخارجية اللبناني وزوج ابنة العماد عون يقوم بعدة اتصالات مع السفير الأمريكي لدى بيروت ديفيد هيل من أجل تكثيف المساعي التي تؤدي إلى وصول عون للرئاسة، كما أن السفير هيل يحضر زيارة لعون إلى السعودية بهدف تقريب وجهات النظر بينه وبين السعودية لكي يحصل على تأييد السعودية وبالتالي على أصوات كتلة تيار المستقبل التي تتشكل من 40 نائبا". وعلى الصعيد الأمني، فإن الاهتمام يتركز على البقاع الشمالي حيث بدأت أمس الخطوات التمهيدية لتمدد الخطة الأمنية التي بدأ تنفيذها بنجاح ملحوظ في طرابلس بشمال لبنان إلى البقاع الشمالي بشرق لبنان وسط معطيات مشجعة برزت في إزالة حواجز حزب الله بين مدينتي بعلبك والهرمل ومنطقة عرسال بما عكس متانة القرار السياسي الذي يغطي الشق الثاني من الخطة التي ستبدأ فصولها تباعا في وقت وشيك. ويرى المراقبون أن المشهد في البقاع لن يتخلف عن المشهد في طرابلس لناحية الإجراءات التي سيتولاها الجيش وقوى الأمن الداخلي في المنطقة مع فارق واحد يتعلق بإجراءات إضافية لتعزيز القوى العسكرية والحواجز والإجراءات على المعابر والمناطق المتاخمة للحدود اللبنانية السورية لمزيد من التشدد في الرقابة ومكافحة محاولات التنظيمات الإرهابية في تصدير سيارات مفخخة إلى لبنان. من جهتها، توقعت صحيفة "المستقبل" مع انطلاق الخطة الأمنية من طرابلس أن ينتهي تمددها في البقاع خلال الساعات المقبلة، خصوصا وأن بوادرها الميدانية بدأت أمس من خلال الإعلان عن تسلم الجيش الحواجز وإزالة المظاهر المسلحة العائدة لحزب الله في المنطقة الممتدة من بعلبك إلى الهرمل وخصوصا على طريق عرسال.