أنا بحب النور وهو مقطوع بحس إن في حاجة كدة حلوة الدنيا ضلمة عندك ترقب للحظة اللي هتسمع فيها العيال وهيا بتقول هيه.. منتظرة اللحظة اللي ييجي فيها ويقطع بسرعة وكأنه رجع في رأيه.. أو كأنه منتظر إنه ييجي بس حب يخبّط الأول.. إنك تكون قاعد مندمج في شغلك مذاكرتك لعبك أي حاجة بتعملها والحكومة تعملك مفاجأة كدة بانقطاع التيار الكهربائي.. ياه إحساس المفاجأة نفسه ممتع. والمفاجأة مش بتكون مرة واحدة وكأن صديق قديم جابلك هدية فجأة لا مش بس كده وكمان الحاجة اللي كان نفسك فيها.. بالظبط هو ده انقطاع الكهرباء.. إنه يقطع فجأة وييجي فجأة.. وكمان في حاجات كتير أوي تقدر تعملها غير القعدة أدام التليفزيون وإنت ماسك الريموت.. بأنك تقوم تضبش في الشقة كده زي العيل التايه عشان تلاقي الكبريت أو البطارية أو الشمع.. إحساس البحث تحس إنك دخلت في كهف معتم شديد الإظلام وكأن في فيلم مغامرات أمريكي.. ويا سلام لو حد من أهل بيتك خبط فيك.. بتكون مفاجأة جميلة بجد وكل واحد فيهم يقول للتاني إيه مش شايف، وهو منفعل كده. يا سلام بقى وأنت قايم كده كوعك يتخبط في أوكرة الباب.. ولا صباع رجلك الصغير يتخبط في حرف الكرسي ولا الكنبة.. ساعتها بتحس بكهرباء جسمك اللي تقدر تدمر أي حاجة طاقة حقيقية بجد.. طاقة بتحسسك إنك تقدر تتنطط. عارفين إن كل دول العالم الأول وأوروبا وأمريكا محرومة من انقطاع الكهرباء.. الحكومات بتاعتهم حرماهم من هذه المتعة والمفاجآت.. ويا سلام بقى لما تكون راجع بيتك عرقان وحران ونفسك تطلع تاخد دش وتاكل لقمة سخنة وتشرب شوية ميه ساقعة.. تلاقي الشارع مضلم وكل المحلات مولعة شمع وأنت يا دوب رجل بتحسس الخطي على الأرض غير الممهدة.. وطبعاً مفيش ميه.. وطبعاً مفيش أكل.. وطبعاً مفيش ميه ساقعة في التلاجة. بس متقلقوش خالص.. مصر أعظم دول العالم.. بص كده حواليك.. شوف الناس بره استغفر الله العظيم.. بلاد كافرة.. ولا البلاد اللي حوالينا كل بلد وفيها مشاكلها.. مصر فيها كنوز بس إحنا مش عارفين نستغلها.. شايفين الصين عاملة إزاي.. مهي بدأت معانا في وقت ثورة يوليو.. اليابان الناس فيها ساعة الزلزال مجريتش ووقفوا يسندوا الرفوف عشان بيحبوا بلدهم.. المسنين هما اللي شالوا مخلفات المفاعل النووي ليبعدوا الضرر عن الشباب والأطفال اللي هما المستقبل.. شباب مصر هم المستقبل الحقيقي.. بس.. يجب الاستعانة بأصحاب الخبرة في المجالات المختلفة.. إحنا لو اشتغلنا وبطلنا الكسل اللي إحنا فيه ده.. هنكون كويسين.. ده كلام المسئولين. الحقيقة ليست كذلك.. الشعوب اللي بره عايشين بالأمل اللي بيلاقوه بيتحقق كل يوم.. عندهم أمان في المعيشة أمان اجتماعي وصحي وتعليم مجاني تعليم حقيقي.. الحكومات أسست المتطلبات الأساسية لحياة الفرد عشان يكون عنده انتماء.. لأن الواقع والحقيقة هي إن الانتماء لا يتأسس أبدا بالأغاني الوطنية والكلمات الرنانة ورفرفة الأعلام فوق مؤسسات فاسدة.. فاسدة من أصغر عمالها لأكبر مسئوليها.. الأمل لا يأتي ب عشمتني بالحلق خرمت أنا وداني.. لا يأتي بالخطط الجادة التي تتحدد بالإمكانيات المتاحة ومحاولة زيادتها وتضاعفها عن طريق العلم.. العلم الذي نفتقد إليه لأننا نعتمد على الخبرات التقليدية وليست الأفكار المناسبة.. ولذلك نجري منذ قديم الأزل في مكاننا. لا يوجد ما يسمى بهيبة الدولة ولا رمز الوطن ولا أي شئ من هذه الأسماء التي نبتكرها.. لكن توجد الخطط التي نفتقدها.. التخطيط الذي يعتمد على دراسات حقيقية.. وتطبيق القانون العادل الناجز على الجميع ولا فرق بين أحد لمنصبه أو عرقه أو نسبه أو حسبه.. لكن الإحباطات ومطالبة الشعب بأن يكون مثل غيره بالرغم من أن غيره متوافر له المقومات الأساسية في الحياة غير الموجودة الآن.. أو تكون موجودة في المواسم أمر غير مقبول.