أعلن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إنه "تم الاتفاق مع الروس على وجوب إيجاد حل سياسي للأزمة الأوكرانية". جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده كيري بمقر السفارة الأمريكية في باريس، عقب عقده اجتماعا بنظيره الروسي سيرجي لافروف استمر قرابة ال4 ساعات في مقر السفارة الروسية في العاصمة الفرنسية، حسبما أعلنت وكالة "الأناضول" للأنباء . وأوضح كيري: "لدينا اختلافات حول الأسباب التي أدت إلى الأزمة لكننا نتفق مع الروس على أنه يجب أن نجد حلا دبلوماسيا للأزمة الأوكرانية ويجب أن نلبي حاجات الشعب الأوكراني وهذا ما اتفقنا عليه مع الروس الليلة " . وأضاف كيري: " قدمنا حلولا و مقترحات للحد من التصعيد و لإيجاد حل للوضع السياسي في أوكرانيا و اتفقنا على العمل مع الحكومة الأوكرانية على تحقيق الأولويات التالية، حقوق الأقليات العرقية، نزع السلاح من القوات غير النظامية، عملية إصلاحية دستورية شاملة و انتخابات نزيهة تحت رقابة دولية". ولفت وزير الخارجية الأمريكي إلى أن بلاده "تتشاور مع أوكرانيا في كل مراحل هذه العملية" مؤكدا أن بلاده "لن تتخذ أي قرار بدون أوكرانيا". وتابع: " المجتمع الدولي يقف الى جانب الشعب الأوكراني"، مشيرا إلى ان "الولاياتالمتحدة ما زالت تعتبر تحركات روسيا في القرم غير قانونية و غير شرعية"، داعيا روسيا لسحب قواتها من الحدود مع اوكرانيا . يشار إلى ان هذا اللقاء يأتي بعد اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي باراك أوباما الجمعة الماضية في أول محادثة مباشرة بين الرئيسين منذ أن فرضت واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون العقوبات. وتفجرت الأزمة الأوكرانية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حين تراجع الرئيس آنذاك فيكتور يانوكوفيتش، المدعوم من روسيا، عن توقيع اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي لصالح التقارب مع موسكو. وإثر ذلك التراجع اندلعت احتجاجات شعبية ضد يانوكوفيتشس قادت إلى عزل البرلمان له الشهر الماضي، وتعيين رئيس مؤقت، في خطوة دعمها الغرب، بينما اعتبرتها روسيا "انقلابا". وبعدها سيطر مسلحون، يتردد أنهم موالون روسيا، على شبه جزيرة القرم، التي ترتبط تاريخيا وثقافيا وسياسيا بروسيا، وسط اتهامات لموسكو بالتحرك من أجل ضم القرم إليها. وأجري منصف الشهر الجاري في جمهورية القرم، تتمتع بالحكم الذاتي، جنوبي أوكرانيا، استفتاء بشأن انضمام الجمهورية إلى روسيا، أو البقاء جزء من أوكرانيا، مع إعادة العمل بدستور القرم لعام 1992. وأعلن رئيس لجنة الانتخابات في جمهورية القرم، ميخائيل ماليشيف، أن 96.77% من المقترعين صوتوا لصالح الانضمام إلى روسيا. ولاقى الاستفتاء رفضا واسعا من الدول الغربية، خاصة من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وصوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الخميس الماضي، بالموافقة لصالح قرار يؤكد علي وحدة أراضي وسيادة أوكرانيا، ورفض الاعتراف باستفتاء القرم الذي تم في 16 من مارس/آذار الجاري. وصوّت لصالح مشروع القرار 100 دولة فيما رفض القرار 11 دولة، وامتنعت 58 أخرى عن التصويت، و24 صوتًا باطلا من إجمالي أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة ال 193. وينص القرار علي أن "الاستفتاء الذي تم إجراؤه في جمهورية القرم المتمتعة بالحكم الذاتي ومدينة سيفاستوبول في 16 مارس /آذار 2014،لا يمكن، بحكم افتقاده للمشروعية، أن يشكّل الأساس لأي تغيير في وضع جمهورية القرم المتمتعة بالحكم الذاتي أو مدينة سفاستوبول".