نشرت صحيفة "الإندبندنت" مقالا لباتريك كوكبيرن حول العلاقات الأمريكية السعودية بمناسبة زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمملكة. وجاء المقال تحت عنوان "أمريكا تدفع ثمن مساندة آل سعود بينما تبدأ التصدعات الداخلية". وقال كوكبيرن، إن أوباما طار إلى السعودية ليحاول ترميم العلاقات معها حيث تتركز الخلافات على نقاط أساسية، موضحا أن الرياض لا ترضى عن قرارات واشنطن بالحوار مع إيران وتوقيع اتفاقات معها بخصوص برنامجها النووي كما ترفض أيضا عدم خوض واشنطن الحرب في سوريا لإطاحة نظام الأسد. واضاف كوكبيرن أن واشنطن من جانبها لا تشعر بالرضى عن تمويل الرياض الجماعات المعارضة الإسلامية في سوريا مثل جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام. وأشار كوكبيرن إلى ما يسميه غرابة التحالف الأمريكي السعودي من الأساس لأنه جرى بين "نظام ملكي ديني رجعي"، حسب وصفه، وبين دولة تعتبر نفسها قائدة للعالم الديمقراطي العلماني. وأضاف أن الحقيقة تؤكد أن العلاقات بين البلدين لم تتأثر كثيرا بحقيقة أن أغلب المشاركين في هجمات برجي مركز التجارة عام 2001 كانوا على علاقة بالسعودية. واستعرض كوكبيرن ما يصفه بالقرارات السعودية الخاصة بدعم الجماعات الإسلامية مثل أنها غضت الطرف عن سفر السعوديين إلى سوريا للانضمام لجبهة النصرة و"الدولة الإسلامية" حتى بلغ عدد السعوديين المقاتلين هناك أكثر من 2500، ثم قامت الرياض بعد ذلك بإعلان أنها ستعاقب من يعود منهم بعقوبة قد تصل إلى السجن 20 عاما. وأكد الكاتب أن هذا التراجع في السياسة السعودية قد لا يفلح في دولة أغلب شعبها يشعر بالتعاطف مع المقاتلين في سوريا ضد نظام الأسد وهو ما بدأ يشكل انتقادا للأسرة المالكة في منتديات الإسلاميين على الإنترنت التي بدأت تنشر صورا للملك عبد الله يقلد جورج بوش قلادة المملكة مع عنوان تحتها يقول "تكريم لغزو بلدين مسلمين". وقال إن أحد المنتديات نشرت صورا لأرتال من السيارات المدججة بالسلاح وكتب تحتها "إلى شمال السعودية" مضيفا أن الجهاديين السعوديين يشعرون بأنهم قد تعرضوا للخيانة من آل سعود الذين سمحوا لهم بالسفر إلى سوريا ثم اعتبروهم مجرمين. وأشار الكاتب إلى أن السعودية قطعت شوطا طويلا في مواجهة المد الشعبي الذي أطاح عددا من الرؤساء والأنظمة القمعية في المنطقة كما حدث عندما أطاح الجيش المصري أول رئيس منتخب ديمقراطيا العام الماضي. وأكد أن السعودية تعتبر أي معارضة للأسرة المالكة ولو كانت سلمية عملا يستجلب العقاب مضيفا أن 52 نائبا في الكونغرس الأمريكي قد وقعوا خطابا وسلموه لأوباما يطالبه بضرورة تذكير آل سعود بأنهم انتهكوا وسجنوا أغلب قادة جماعات حقوق الإنسان في المملكة. واختتم كوكبيرن مقاله قائلا: "الأسرة المالكة السعودية نجت من انتفاضة 2011 دون مشكلات داخلية. ومنذ ذلك الحين قطعت شوطا طويلا في إعادة الأنظمة القمعية في المنطقة العربية لكن المملكة نفسها أصبحت أكثر انقساما وأقل استقرارا من أي وقت مضى".