أجرى السائق الألماني نيكو روزبرج إحماءه لسباق الجائزة الكبرى الماليزي لسيارات فورمولا -1 بالقفز داخل حوض لأسماك القرش، وذلك قبل أن يبدأ باقي سائقي بطولة العالم لهذا العام ملاحقة متصدر البطولة الألماني من جديد غدا الأحد خلال السباق الماليزي. وقال روزبرج عقب قفزه داخل حوض القروش خلال أحد احتفالات الرعاة يوم الأربعاء الماضي: "للأسف ظلت القروش بعيدة عني. لا أعرف ما إذا كنت أخفتهم". ولم يكن حال منافسي روزبرج مختلفا كثيرا عن حال القروش خلال السباق الافتتاحي للموسم في 16 آذار/مارس الجاري بأستراليا، حيث انطلق روزبرج بمفرده تماما نحو إحراز اللقب ليؤكد تفوق فريقه مرسيدس الذي ظهر من خلال نتائجه بالتجارب السابقة للموسم. ويأمل الفريق الألماني وسائقه النجم الآن في مواصلة حماسهما على حلبة "سيبانج" ، في الوقت الذي يتقدم فيه بطل العالم سيباستيان فيتيل سائق فريق ريد بول فريقا آخر يسعى لإصلاح الأوضاع. ولكن يبدو أن هذا الأمر لا يزعج روزبرج كثيرا حيث قال :"من الرائع أن أعرف أنني بإمكاني الآن أن أنافس على مركز الانطلاق الأول وعلى الانتصارات بشكل مستمر". وأحرز روزبرج مع زميله في مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون مجتمعين ثمانية مراكز انطلاق خلال موسم 2013 ولكنهما لم يفزا سوى بثلاثة سباقات حيث أحرز فيتيل وفريقه ريد بول لقب بطولة العالم على مستويي السائقين والصانعين (الفرق) للعام الرابع على التوالي. ولكن روزبرج يفضل المحافظة على حذره خاصة مع عدم تمكن هاميلتون من إنهاء سباق الجائزة الكبرى الأسترالي. كما أن الرطوبة العالية والاحتمالات الكبيرة بسقوط الأمطار خلال السباق الماليزي يجعلان منه سباقا غامضا بالنسبة للسائقين ولا يمكن التنبؤ بنتائجه على الإطلاق. وقال روزبرج :"كانت أستراليا هي البداية المثالية لموسمي، ولكن السباق الأسترالي أثبت أيضا أننا لسنا فريقا مثاليا فيما يتعلق بالاعتماد على السيارة .. آمل أن تتمكن كلتا السيارتين من تحقيق نتيجة جيدة في السباق المقبل لكي نكمل انطلاقتنا القوية للموسم". من ناحية أخرى، يأتي فيتيل من انسحاب مبكر من سباق ملبورن بسبب مشاكل فنية في سيارته. وجاءت هذه النتيجة لتبلور مشاكل ريد بول التي واجهها خلال التجارب السابقة للموسم، وإن كان فيتيل وجد الحافز الكافي في إنهاء زميله الأسترالي بالفريق دانييل ريتشاردو لسباق ملبورن في المركز الثاني. وذلك رغم أن ريتشاردو تم تجريده لاحقا من نتيجته بسبب مخالفة لوائح تدفق الوقود، وهو القرار الذي قدم ريد بول تظلما ضده لاحقا. وقال فيتيل :"آمل أن نتمكن من حصد بعض النقاط المهمة. لا يوجد سبب يدعونا للإحباط .. فالإمكانيات موجودة لدينا. وهذا سبب يدعو للتفاؤل ، ولذا فإنني في حالة نفسية جيدة". وعلى أي حال فقد حقق فيتيل ثلاثة انتصارات على مضمار سيبانج البالغ طوله 5543 مترا بالتساوي مع الألماني مايكل شوماخر والأسباني فيرناندو ألونسو. وإن كان نجاح فيتيل في إحراز لقب السباق الماليزي في الموسم الماضي قد غطى عليه مخالفته لأوامر فريقه عندما تجاوز زميله آنذاك الأسترالي مارك ويبر على المضمار. وتتضمن مجموعة الفرق المطاردة للصدارة فريق ماكلارين الذي استعاد توازنه سريعا بعدما أنهى موسم 2013 دون اعتلاء واحد لمنصة التتويج، حيث أحرز كيفن ماجنوسين المركز الثاني في أول سباق فورمولا -1 له وحل البريطاني جنسون باتون في المركز الثالث بعد تجريد ريتشاردسون من نتيجته في ملبورن. وقال باتون :"كان السباق الأسترالي حافزا كبيرا بالنسبة للفريق كله" مشيرا إلى أن ماجنوسين "يتطلع بشدة للسباق الماليزي. يراودني شعور رائع عندما أقود السيارة وآمل أن نحظى بأسبوع رائع آخر". وبعد بدايته المتواضعة خلال المواسم القليلة الماضية، يشعر فريق فيراري ببعض الحماس بعدما أنهى سائقاه ألونسو ورايكونن سباق ملبورن في المركزين الرابع والسابع على الترتيب. وإن كان الفريق الإيطالي لم يعجبه إنهاء السباق بفارق زمني كبير خلف روزبرج، حيث خلفه ألونسو بفارق نصف دقيقة. من جانبه طالب روزبرج، الذي لم يسبق له الفوز في سيبانج ولكنه اعتلى منصة التتويج للمرة الأولى بمشواره بسباقات فورمولا -1 هناك عندما حل ثالثا عام 2010 ، فريقه بعدم التراخي لأن "خصومنا سيواصلون مطاردتنا كالمجانين". ولكن روزبرج سيكون لديه دافع شخصي آخر غدا لإحراز لقب سيبانج، لأنه بذلك سيعادل رقم الانتصارات التي حققها والده كيكي روزبرج، بطل العالم عام 1982 ، والذي أحرز إجمالي خمسة ألقاب طوال مشواره بسباقات فورمولا -1 .