انتقد الائتلاف السوري المعارض، بياناً للخارجية الروسية اعتبرت فيه تقدم قوات المعارضة في "الساحل"، غربي البلاد، بأنّه يعطّل عملية تسليم السلاح الكيماوي في الموعد المحدد، كما يقتل كافة الحلول السياسية للأزمة السورية. وفي بيان أصدره الائتلاف، ووصل وكالة "الأناضول" الإخبارية نسخة منه، اليوم السبت، قال هشام مروة، عضو اللجنة القانونية للائتلاف، إنّ "كلام الروس غير منطقي ويبيّن عدم جديتهم في السعي للوصول إلى منطقة خالية من الكيماوي". وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أصدرته، أمس الجمعة، أن تصاعد نشاط من أسمتهم ب"المتطرفين" في سوريا يهدف إلى "عرقلة المفاوضات بين الأطراف السورية وتعطيل عملية نزع الكيميائي السوري"، في إشارة للمعارك الأخيرة التي بدأتها قوات المعارضة في منطقة الساحل السوري منذ بداية الأسبوع الماضي. وقالت الوزارة: "إن نشاط المتطرفين موجه لمنع استئناف المفاوضات بين السوريين وحرمانهم من إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية دبلوماسية، وتعطيل عملية نزع الكيميائي السوري، معلنة رفضها لمثل هذا السيناريو". وأضاف مروة أن بيان الخارجية الروسية لا يتنبأ بالواقع أو يحلله، لكنه يعكس "الخطة السياسية التي سيتّبعها بشار الأسد مع حلفائه بالمنطقة بالنسبة لملف الكيماوي". واعتبر عضو اللجنة القانونية أن الملف الكيماوي يعد "جزءاً لا يتجزأ من ضمان وجود ديكتاتورية الأسد وحلفائه العسكريين داخل المنطقة"، حسب تعبيره. وبعد تهديد الولاياتالمتحدة بشن عملية عسكرية ضد النظام السوري على خلفية اتهامه بارتكاب "مجزرة الكيماوي" بريف دمشق التي راح ضحيتها نحو 1400 قتيل، قرّر النظام السوري تسليم ما بحوزته من أسلحة كيميائية، وبدأت عمليات نقل تلك الأسلحة عبر ميناء اللاذقية على البحر المتوسط مطلع العام الجاري، إلا أن تسليم الدفعات من الأسلحة تأخر عن البرنامج الزمني المحدد. واستدرك مروة بالقول: "ربما نسي الروس أنّه كان على بشار الأسد أن يسلّم السلاح الكيماوي منذ أشهر حسب الموعد المحدد، ولم يفِ بذلك، علماً أنه لم تكن توجد عمليات الساحل بعد". ومنذ بداية الأسبوع الماضي، أعلنت قوات المعارضة عن إطلاق معركتين باسم "أمهات الشهداء"، و"الأنفال" تستهدف مناطق تسيطر عليها قوات النظام شمالي محافظة اللاذقية "غرب" ذات الغالبية العلوية، التي ينحدر منها بشار الأسد، ومعظم أركان حكمه، والتي يتم عن طريقها نقل الأسلحة الكيميائية عبر البحر المتوسط لإتلافها خارج البلاد. وأشار مروة إلى أن "تجاهل الروس لتوصيف الواقع السياسي في سورية كما هو، يؤخر الوصول إلى حلّ سياسي بعيداً عن القتل والدمار". واختتمت منتصف فبراير/ شباط الماضي الجولة الثانية من مفاوضات "جنيف2"، التي عقدت الجولة الأولى منها ما بين 22 و31 يناير/كانون الثاني، دون التوصل إلى أي تقدم في سبيل إيجاد حل سياسي للأزمة السورية، وذلك باعتراف الوسيط الأممي والعربي، الأخضر الابراهيمي.