قتل 12 شخصًا، وأصيب آخرون، مساء أمس الخميس؛ إثر تعرض مراسم جنائزية بعاصمة أفريقيا الوسطى، بانغي، لإطلاق نار وقنابل يدوية في الحي المسيحي، بحسب شهود عيان. وقال أحد شباب الحي، رفض الكشف عن هويته "تم إطلاق الرصاص على المراسم في وقت متأخر من مساء أمس، كما تم إلقاء قنابل يدوية أيضًا. سمعنا أن عددًا كبيرًا من الأشخاص قتلوا، وأصيب آخرون". وأضاف آلان يانغا، أحد سكان الحي، لوكالة الأناضول "فقدت 3 أفراد من عائلتي.. الحي كان مشتعلاً بالاشتباكات". من جانبه، استبعد عبدالعزيز ميريغا، نائب رئيس جمعية الإطارات المسلمين في أفريقيا الوسطى، لوكالة الأناضول "ضلوع المسلمين في هذه المجزرة، ما حدث أمر مؤسف جدًا، ولا أعتقد أن المسلمين متورطين في ذلك. المسلم ليس عنيفًا". وفيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث، لم تعقب السلطات الرسمية على الأحداث سواء بتأكيدها أو نفيها. كانت أفريقيا الوسطى، الغنية بثروتها المعدنية، انحدرت في مارس من العام الماضي، إلى دوامة من العنف، وشهدت حالة من الفوضى والاضطرابات بعد أن أطاح مسلحو مجموعة "سيليكا" الإسلامية بالرئيس فرانسوا بوزيزي، وهو مسيحي جاء إلى السلطة عبر انقلاب في عام 2003، ونَصَّبت بدلاً منه المسلم "ميشيل دجوتويا" كرئيس مؤقت للبلاد. وتطور الأمر إلى اشتباكات طائفية بين سكان مسلمين ومسيحيين وشارك فيها مسلحو "سيليكا" ومسلحو "أنتي بالاكا" المسيحية، أسفرت عن مقتل المئات، وفقًا لتقديرات وكالة الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين، ما أجبر دجوتويا على الاستقالة من منصبه، بفعل ضغوط دولية وإقليمية؛ وتنصيب كاثرين سامبا بانزا رئيسة مؤقتة للبلاد. ويتواجد حاليا في بانغي نحو 1600 جندي فرنسي، إضافة إلى 6000 من جنود قوات حفظ السلام الأفريقية، وكثيرا ما يتهمهم المسلمون بالفشل في نزع سلاح ميليشيات أنتي بالاكا التابعة لمتشددين مسيحيين.