حققت قناة دريم في ليلة الأربعاء المُوافق 19 أكتوبر من خلال برنامجها (العاشرة مساء) الذي تُقدمهُ الإعلامية "منى الشاذلي"، سبقا إعلاميا لائقا باستضافتها اللواء /محمد العصار، واللواء/ محمود حجازي، وذلك بالاشتراك مع الإعلامي إبراهيم عيسى والذي يُعرف بأفكارهُ وآراءهُ وأسلوبهُ المُختلف تماماً عن منى الشاذلي. وبالرغم من هذا الاختلاف المُتعارف عليه وحالة الدهشة التي انتابت العديد من (اجتماع الشامي على المغربي) شاهدنا جميعاً اللواءين في هذا الحوار المُشترك بين الإعلاميين بالإضافة إلى نقلهُ ببث مُباشر ومُشترك بين قناة دريم وقناة التحرير. كان حواراً مطولاً به العديد من التساؤلات من قبل المُشاهدين والتي كانت تنقلها "منى الشاذلي" ليرُد عليها اللواءان الحاضران، بما كان يفتح المجال ل "إبراهيم عيسى" لمزيد من التساؤلات والمُناقشة. وعلى الرغم من هذا لم يعترض أحد منهُما، وانتهت الحلقة بسلام، أياً كانت ردود أفعال المُشاهدين التي تباينت بين مؤيد ومُعارض للمجلس العسكري، بالإضافة إلى المُشاهدين الذين أصبحوا في حيرة من أمرِهم في تحديد رؤية واضحة حول مدى مصداقية المجلس العسكري. ولكن أتى اليوم التالي الموافق الخميس 20 أكتوبر لتُعلن قناة أون تي في عن حلقة للرد على كلام مُمثلي المجلس العسكري وما جاء في حلقة (العاشرة مساء)، وهذا من خلال برنامج (آخر كلام) للإعلامي "يُسري فودة" والذي لا أُنكر احترام الكثيرين له، فهو إعلامي ذكي لا يقع بسهولة في الأخطاء الشائعة لأغلب بني مهنتهُ وخاصة التي وقعوا فيها بعد ثورة (25 يناير). تلك الحلقة التي اشتهرت دون إذاعتها نتيجة الإعلان عن قرار إلغائها في نفس اليوم التي أُعلن عنها فيه، والتي كان من المُقرر أن يكون ضيوفها الكاتب "علاء الأسواني، والإعلامي "إبراهيم عيسى" والذي أدهشني تنقُلهُ بين القنوات ودفعني إلى التساؤل هل يبحث "إبراهيم عيسى" عن ميدان آخر غير الموجود في قناة التحرير لبث آراءه !! ولكن ليس هذا موضوعنا، فالأهم أن قرار إلغاء الحلقة تسبب في استياء الكثيرين وخاصة على شبكات التواصل الاجتماعي، ومن الجدير بالذكر أن هذه الرواية لم يعرفها قاعدة عريضة من الشعب الغير مُستخدم أو مُتابع لشبكات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى الشعب البسيط"واللي القوة السياسية بتزايد عليه، وهو مش عارف حاجه من الأساس".. ومن ثم انتشرت الشائعات والروايات كالمُعتاد حول قصة إلغاء هذه الحلقة الغامضة، حتى تم الاستقرار على أنه قرار نتج عن رغبة المجلس العسكري والذي وصفهُ الكثيرون بأنهُ قمع للحُريات مرة ثانية وأنه "يا ثورة ما تمت "". ولكن المُتابع لبرنامج (أخر كلام) يستطيع أن يتذكر أن هذا السيناريو لم يختلف كثيراً عن ما حدث مع حلقة الاثنين المُوافق 23 مايو، والتي بعدها ظهر "يُسري فوده" وبشكل طبيعي في اليوم التالي مع تقديم اعتذار عن إلغائها، وتقديم أسباب ذلك بكُل مصداقية والتي أتذكر أنها أُرجِعت لبعض المشاكل والاختلافات حول إذاعة الحلقة مُباشرة أو مُسجلة مع اثنين من قادة المجلس العسكري وهُما (اللواء / مُحسن الفنجري، واللواء / محمود حجازي)، والكاتب "علاء الأسواني" والكاتب "بلال فضل"، هذا اللقاء الذي كان نسقهُ معهُ شخصياً اللواء : "إسماعيل عتمان" وهذا كُله على حد قول "يُسري فوده". إذاً كما نُلاحظ ليس هُناك اختلافا كبيراً في السيناريو، فلماذا حدث كل هذا الجدل في هذه المرة ؟! ولماذا يُعلق "يُسري فوده" حلقات برنامجهُ إلى أجل غير مُسمى، ولماذا يُقرر المجلس العسكري إلغاء هذه الحلقة ؟! على حد الأقاويل الحالية. فيا تُرى ما السبب الذي استدعي طلب إلغاء هذه الحلقة الغامضة في نفس يوم إعلانها، هل هُناك حقائق حول قناة أون تي في لا نعلمها ؟! أم هل كان هُناك نية غير معلومة بالنسبة لنا كانت في هذه الحلقة الغامضة تضُر بمصلحة البلد ؟! أم هل هو سبب خاص بالإعلامي "يُسري فوده" سوف نعلمهُ في الفترة القادمة؟! أو سبب خاص بأحد الحاضرين في هذه الحلقة الغامضة ؟! أم أن المجلس العسكري قال كلمته من خلال "العاشرة مساء" ووقته لا يسمح بمزيد من النقد والمُهاترات التي في الواقع سأم منها الكثيرون، وقرر أن يكون "آخر كلام" ؟!! ** مُدير وحدة الدراسات الإعلامية والمعلوماتية (المركز الدولي للدراسات المُستقبلية الإستراتيجية)