ناشد المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بغزة، فيليبو جراندي، إسرائيل ومصر برفع "حصارهما" المفروض على القطاع ب "شكل فوري". وطالب خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر "أونروا" الرئيس بغزة، للإعلان عن انتهاء مدة عمله في القطاع، السلطات المصرية بفتح معبر رفح الحدودي، "فلا يمكن أن يُحتجز سكان غزة في مدينتهم وخاصة المرضى والطلبة"، على حد قوله. واستدرك جراندي حسبما ورد بوكالة "الأناضول" الإخبارية: "أحترم قرار مصر في حماية أمنها، ولكن أندد بأي أعمال عنف ضد غزة، وعلى العالم ألا ينسى بأن للفلسطينيين حق الأمن والحياة كما جيرانهم". وتغلق السلطات المصرية، معبر رفح، الواصل بين قطاع غزة ومصر، بشكل شبه كامل، وتفتحه فقط لسفر الحالات الإنسانية، عقب إطاحة قادة الجيش، بمشاركة قوى شعبية وسياسية ودينية، بالرئيس المصري محمد مرسي، في يوليو/تموز الماضي. وتابع جراندي: "حصار غزة تجاوز أشهر الحصارات في التاريخ"، مطالبًا إسرائيل برفع "حصارها غير الشرعي" فورًا. واعتبر جراندي إسرائيل المسئول الأول عن حصار القطاع، محمّلا في ذات الوقت، "مصر والحكومتين الفلسطينيتين في غزة ورام الله" جزءًا من المسؤولية أيضًا. ووجه رسالة لجميع الأطراف سالفة الذكر قائلا:" لا تدعوا المدنيين يدفعون ثمن هذا النزاع بينكم، فهذا غير مقبول، وسنفعل ما بوسعنا ولكن لا نستطيع مواجهة كل هذا المشاكل بمفردنا". وأكد جراندي على استمرار تقديم "أونروا" لخدماتها للاجئين الفلسطينيين رغم ما يذاع في الإعلام من تقليص الوكالة لخدماتها، مضيفا" سنستمر ببناء المدارس، والمشاريع وتقديم المساعدات للفقراء". ولفت إلى أن تقليص وكالته لبعض المساعدات، ناتج من صعوبة الحصول على الأموال من الجهات المانحة، التي باتت تعتبر أن هناك "حالات طوارئ فيالعالم تحتاج أكثر من قطاع غزة". وأشار جراندي إلى أن الحصار منع وكالته من تنفيذ مشاريع بقيمة 150 مليون دولار، مشيرًا إلى أن آخر تصريح حصلت عليه "أونروا" من إسرائيل لإدخال مواد البناء كان منذ عام تقريبًا. ووجه نداء للمجتمع الدولي ب "أن يعير مشكلة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا اهتماما أكثر، فهم في وضع خاص جدًا"، على حد تعبيره. ودعا جراندي أطراف النزاع في سوريا إلى تجنيب المخيمات الفلسطينية ومنشآت أونروا ما يحدث بينها، وعلى "الفئة القليلة" من الفلسطينيين المشاركين في الصراع نزع سلاحها، كما يقول. ولفت إلى أنه سيغادر عمله كمفوض عام لوكالة "أونروا" نهاية الأسبوع القادم، بعد عمل استمر ثماني سنوات ونصف.
