تناول الكافيين يصيب الجنين بالتوحد نصف مرضى التوحد معاقين ذهنياً مشروع التربية والتعليم لدمج أطفال التوحد حبر على ورق التوحد الموهوب سر الذكاء الخارق التوحد.. حالة من حالات الإعاقة التي لها تطوراتها، وتعوق بشكل كبير طريقة استيعاب المخ للمعلومات ومعالجتها، كما أنها تؤدي إلى مشاكل في اتصال الفرد بمن حوله، واضطرابات في اكتساب مهارات التعلم والسلوك الاجتماعي. ويقول الدكتور محمد على يوسف اخصائي تخاطب ومدير مؤسسة "رؤية" للتوحد في حوار خاص ل"محيط"، إن معظم الناس يفتقرون للوعي بمرض التوحد والذي يعرف ب"الأوتيزم" رغم ارتفاع أعداد المصابين به، وللتعرف أكثر على مرض التوحد وأسبابه وأعراضه، إليكم نص الحوار: ما هو مرض التوحد ؟ التوحد أو "الأوتيزم" عبارة عن مجموعة من الاضطرابات مجهولة السبب تظهر على الأطفال من سن 18 شهراً وحتى 36 شهراً، وتؤثر على سلوكياتهم الاجتماعية واللغوية والعقلية. كيف يمكن تشخيص المرض؟ لا يمكن تشخيص هذا المرض من خلال الأشعة والتحاليل، فطبيب المخ والأعصاب لا يستطيع التعرف إذا كان المريض مصاب بالتوحد أم لا، وذلك لأنه عبارة عن مرض سلوكي ونفسي وليس مرض عضوي. ولكن يتم التشخيص من خلال إجراء اختبار مع الأم بحضور الطفل للملاحظة، ولكن بعد إتمام الطفل ثلاثة سنوات حتى يمكن الحكم إذا كان الطفل لديه توحد بالفعل أم أن تصرفاته طبيعية. هل التوحد مرض وراثي ؟ توصلت الدراسات العلمية إلى أن الوراثة عامل أساسي للإصابة بالتوحد، بالإضافة إلى صحة الأم أثناء الحمل مثل، تعرضها لمشكلة مرضية مزمنة من قبل الزواج، كارتفاع نسبة الرصاص في الدم، الأنيميا، وتعاطي الأم عقاقير طبية خاطئة أو تناولها للكحوليات والكافيين، وقد يعود السبب إلى وزن الجنين الأقل من الطبيعي أيضاً، أو إصابته بالصفراء العالية والكدمات. هل توجد إحصائيات بالمرض؟ لا يوجد حالياً احصائيات بالمرض في مصر، ولكن في التسعينات كان من بين كل 10 آلاف يولد طفل متوحد، أما الآن فمن بين كل 800 طفل يولد طفل مريض بالتوحد، والنسبة في ارتفاع مستمر. ماهى أعراض التوحد؟ أوضح يوسف أن أعراض التوحد كثيرة ومن السهل ملاحظتها مثل: - عدم القدرة على التواصل بالعين، ميوله للعزلة، رفضه التام ملامسة الأشخاص. - النقص في التواصل اللغوي، حيث ان 70 % من أطفال "الأوتيزم" لا يتكلمون مطلقاً. - القيام بحركات غريبة مثل رفرفة اليدين، وهزهزة الجسم، ووضع اليد خلف الأذن، لعق الأشياء. - عدم القدرة على التخيل واختلاق القصص، والارتباط الغير طبيعي بالأشياء مثل دمية معينة. - تكرار الكلام وعدم التركيز في معاني الكلمات وهو ما يسمى بعرض "الأوكلاريا". - عدم الاستجابة للنداءات، حيث يبدو للطفل أنه أصم. انتشرت الكثير من الأقاويل أن مريض التوحد يتمتع بذكاء خارق، ما مدى صحة ذلك؟ لمريض التوحد سمات وصفات من ضمنها نوع اسمه التوحد الموهوب أو "الإسبرجر"، وهو طفل توحدي نشيط ذهنياً عالي الذكاء يمكنه حفظ الأرقام والتواريخ والتحدث عنها بمهارة أكثر من الطفل العادي. هل للأسرة دور في إصابة الطفل بالتوحد؟ الأسرة عامل أساسي في تدهور أو تحسن حالة الطفل، فنشأة الطفل التوحدي في بيئة مثقفة تسعى لمواجهة المرض بطريقة علمية وبيئة ثرية بالأنشطة ليس بها أساليب العزل أو العقاب مما يؤدي لتطوره بشكل كبير وسريع. أما البيئات الرافضة فكرة انتماء طفل مصاب بالتوحد لها، في البداية تصاب بصدمة لعدم تطور ابنها وقد تطول هذه الصدمة إلى سنة أو سنتين على حسب قوة عزيمة الأسرة، ثم تبدأ مرحلة القبول الممزوجة بالخجل، حتى يمرون بمرحلة الرضا بعد ضياع فترة كبيرة من الممكن أن يتطور حال الطفل للأفضل بشكل كبير. هل للتوحد مستويات؟ للتوحد ثلاث مستويات، الأول هو الطفل الغير ناطق والغير فاهم وهو المستوى الشديد، والثاني الغير ناطق ولكنه فاهم ويأتي في المستوى المتوسط، والأخير هو المستوى الأعلى وهو ناطق وفاهم، ولكل منهم البرنامج الخاص به في العلاج. هل يمكن الشفاء من التوحد؟ نصف مرضى التوحد معاقين ذهنياً، لذا قد يظل مرض التوحد مصاحباً للإنسان على مدار حياته، فلا شفاء منه ولكن الفكرة في تعديل السلوك وتنمية المهارات لدى الطفل التوحدى حتى يشبه الطفل الطبيعي إلى حد ما، وممارسة الحياة الطبيعية بنسبة 90%. ما هى الأساليب المستخدمة لتقدم حالة مريض التوحد؟ يستحوذ العلاج السلوكي على نسبة 95% لتطور الحالة، بينما العلاج الطبي بنسبة 5% فقط، حيث يتم استخدام أساليب وبرامج دولية معترف بها مع مراعاة الفروق الفردية والتفاوت في النقص اللغوي والتواصل بين الأطفال. ومن ضمن هذه البرامج وهو الأكثر شيوعا برنامج "تيتش" والذي يعتمد على العلاج باللعب والفن والموسيقى والدراما لتوصيل المعلومة، بالإضافة إلى محاولة استغلال القدرات العقلية عند الطفل كالرسم، وعمل أشكال بالمكعبات، "السيكودراما" وهى تمثيل الأدوار. بالإضافة لاستخدام اسلوب التقليد وهو يأتي بنتائج عالية جداً في تحسين التواصل، وكذلك تعليمهم استخدام اللفظ المنغم أي نطق الكلام ببطء لجذب انتباهه. هل أطفال التوحد يلتحقون بمدارس عادية؟ هناك قصور شديد في مصر لهؤلاء الأطفال، على عكس ما يحدث في الدول الأوروبية وكيفية التعامل مع هؤلاء الأطفال كجزء من ثقافة المجتمع. وينصح يوسف بعدم عزل الأطفال في مراكز لذوى الاحتياجات حتى يتقدم مستوى ذكائهم والالحاق فيما بعد بمدارس عادية، مما قد يؤدي إلى تدهور حالتهم النفسية، حيث ان سماح المدارس لدخول مدرس مرافق لطفل التوحد لتعليمه ومراعاته طوال اليوم الدراسي، هو الحل المؤقت لهذه المشكلة. هل تقدمتم كأطباء بمشروع لصالح أطفال التوحد إلى وزارة التربية والتعليم؟ أوضح يوسف أن وزارة التربية والتعليم تعد مشروعاً للدمج لكنه غير مكتمل لعدم توافر مدرسين مُدربين، لإعداد اختبارات تتناسب مع طبيعة مشكلة أطفال التوحد، والفصول المجهزة، إلى جانب عدم قناعة المدرسين بعلاج مثل هذه الحالات بحجة عدم قدرتهم على التغلب على الطفل الطبيعي، فهي مشاريع على الورق فقط دون أخذ ردود أفعال وخطوات حقيقية.