ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن روسيا تلمح باستخدام القضية النووية الإيرانية ، كأداة ضغط على واشنطن والاتحاد الأوروبي ، على خلفية العقوبات الموقعة عليها إزاء الأزمة الأوكرانية. ورصدت الصحيفة في مستهل تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة القلق الغربي المتزايد من احتمال أن يؤثر العداء المتصاعد بين الولاياتالمتحدةوروسيا بشأن الأزمة الأوكرانية ، سلبا على المحادثات النووية مع إيران ، وأوضحت أنه حتى قبل توسيع إدارة أوباما أمس الخميس نطاق العقوبات المفروضة على روسيا على خلفية ضم موسكو لشبه جزيرة القرم الأوكرانية ، أرسل الروس إشارات تفيد بأن أدواتهم الانتقامية قد تشمل تغيير موقفهم إزاء المحادثات مع إيران ؛ التي تضم روسياوالولاياتالمتحدة، من بين الدول الست التي تتفاوض مع إيران- حسبما افادت وكالة انباء الشرق الاوسط. وأشارت الصحيفة إلى أن سيرجي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي ، المندوب الروسي لدى المحادثات الإيرانية ، ألمح في تصريحات له أوردتها وسائل إعلام روسية أول أمس الأول الأربعاء ، إلى أن بلاده قد تربط بين الأزمتين الأوكرانية والإيرانية ، كجزء من الضغوط الدبلوماسية التي تمارسها مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. ونسبت إلى ريابكوف قوله "لا نحب أن نستخدم هذه المحادثات كعنصر في لعبة زيادة التهديدات والمخاطر، مع مراعاة آراء بعض العواصم الأوروبية ؛ كبروكسل وواشنطن".."ولكن إذا تم إرغامنا على ذلك، فسنتخذ إجراءات انتقامية هنا كذلك ، فالأهمية التاريخية لما حدث خلال الأسابيع والأيام الماضية بشأن استعادة العدالة التاريخية وإعادة توحيد شبه جزيرة القرم لروسيا ، لا يقارن بما نتعامل به مع القضية الإيرانية". ولم يسرد ريابكوف ماهية الإجراءات الانتقامية التي تصورها ، ولكن بعض خبراء العقوبات الإيرانية ، قالوا إنهم لن يتفاجأوا إذا اتخذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خطوات لإحياء خطط تم تأخيرها لعقد صفقة مقايضة مع الإيرانيين؛ والتي قد تمكنهم من بيع مزيد من النفط ، مما يضعف الضغوط التي تمارس على إيران بفعل العقوبات الغربية. ولكن بعض المحللين السياسيين المراقبين للمحادثات الإيرانية أعربوا عن عدم اضطرابهم من تصريحات ريابكوف ، بحجة أن روسيا تشاطر الغرب مخاوفه من طموحات إيران النووية..مؤكدين أن موسكو تريد أن تحل القضية الإيرانية.