دعوات لمسيرة مليونية للتنديد بأحداث "جمعة التطهير" بميدان التحرير محيط - أحمد عامر القاهرة: دخل الآلاف من الشباب في اعتصام مفتوح بميدان التحرير احتجاجا على الأحداث التي شهدها الميدان فجر السبت عندما حاولت قوات الشرطة العسكرية فض اعتصام المتظاهرين بالقوة. وقال عمرو علي القيادي في حركة "6 أبريل" أن المتظاهرين لن يتركوا الميدان هذه المرة حتى تتحقق كافة مطالبه، مشيرا الى أن المجلس العسكري تباطأ في تحقيق مطالب الثورة. ولفت الى أن المطالب العاجلة الآن تتمثل في محاسبة المسئولين عن أعمال العنف التي وقعت فجر اليوم بحق المتظاهرين وأدت الى إصابة العديد منهم بجروح متفاوتة. ونصب المعتصمين الخيام في الحديقة التي تتوسط ميدان التحرير كما شكلوا اللجان الشعبية لتفتيش المواطنين الراغبين في الانضمام الى الاعتصام للتأكد من عدم حوزتهم أي أسلحة أو مواد صلبة. ورفض المعتصمين أن يقوم رجال النظافة بتنظيف الميدان، مؤكدين التزامهم بعملية التنظيف وهو ما أدى الى انصراف عمال النظافة على الفور. ووقعت مشادات كلامية بين شباب الحركات الاحتجاجية وبعض الملتحين، محملين جماعة "الإخوان المسلمين" المسئولية عن تأخير تحقيق مطالب الثورة من خلال استخدامهم الدين لدفع المواطنين للتصويت ب"نعم" على التعديلات الدستورية. وهتف الشباب "لا أحزاب ولا إخوان الشرعية من الميدان"، مؤكدين إصرارهم على تحقيق مطالب الثورة. مسيرة مليونية الى ذلك دعت عدد من الحركات الاحتجاجية الى تنظيم مسيرة مليونية في الثالثة من عصر السبت للاحتجاج على أحداث العنف التي وقعت في ميدان التحرير. وأوضح أحمد رفعت قياديي في "حركة 6 أبريل" أن أعداد المعتصمين تجاوز 5 آلاف متظاهر، مشيرا الى أن الاعتصام هذه المرة سيكون مفتوحا حتى تلبية كافة مطالب ثورة "25 يناير". وأشار رفعت الى أن المظاهرة المليونية المزمع تنظيمها اليوم ستؤكد على مطالب الثورة، موضحا أن الثوار سيمهلون الجيش 48 ساعة لمحاكمة مبارك وإلا توجه الشباب الى شرم الشيخ لمحاكمة مبارك بإرادة شعبية. وأضاف: "ثقتنا في القوات المسلحة والمشير طنطاوي كبيرة ونحن نطالبه بأن يكون عند هذه الثقة"، مشيرا الى أن الاعتداءات التي وقعت على المعتصمين أمس غير مقبولة وتسيء الى المؤسسة العسكرية التي اعتبرها الثوار الشرعية الوحيدة في البلاد. بدوره تعهد المجلس العسكرى بالحزم فى فرض وتطبيق القانون إذا ما اقتضى أمن الوطن وسلامة المواطنين ذلك، متهما عناصر من الخارجين عن القانون بالقيام بأعمال شغب وترويع للمواطنين بميدان التحرير، وعدم الالتزام بتوقيتات حظر التجوال بعد تظاهرة أمس الجمعة، التى وصف الجيش من قام بها بأنهم مواطنون شرفاء. وكشف بيان للقوات المسلحة أن هناك أفراد ادعوا انتماءهم للقوات المسلحة، كما قامت عناصر من وزارة الداخلية وبعض المواطنين الشرفاء بالتصدى لأعمال الشغب وتطبيق حظر التجوال دون أى خسائر. وشددت القوات المسلحة فى بيانها على أنها لم ولن تسمح بأى عمل، أو إجراء قد يضر بأمن وسلامة الوطن والمواطنين. وكان عدد كبير من المعتصمين بميدان التحرير قد قاموا بوضع أسلاك شائكة وحواجز حديدية فى مداخل ومخارج شوارع الميدان، فيما تحولت ساحة الميدان إلى ساحة للجدال والحوارات بين التجمعات المتفرقة لتفسير ما حدث فجر أمس الجمعة. وتجمع المتظاهرون حول سيارتين للقوات المسلحة محروقتين بجانب الميدان، وردد شهود عيان أن الحريق تم فجرا أثناء أحداث المواجهة التى تمت بين المعتصمين لصد هجوم عدد كبير من المهاجمين غير معروفى الهوية. عمل فردي من جهتها أكدت اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة المصرية أن كافة القوى السياسية التى تنضوى تحت لوائها بما فيها جماعة الإخوان المسلمين وائتلاف شباب الثورة، لم تطلب من أنصارها الاعتصام فى ميدان التحرير عقب انتهاء فعاليات "جمعة التطهير والمحاكمة". وقال الدكتور عصام العريان المتحدث الرسمى لجماعة الإخوان المسلمين مساء الجمعة: " إن الإخوان يلتزمون بموقف اللجنة التنسيقية، باعتبارهم أحد أعضائها الذين وقعوا على بيان الدعوة لتنظيم جمعة التطهير والمحاكمة، وهو البيان الذى وصفه بأنه كان واضحا فى عدم الدعوة للاعتصام والمبيت فى ميدان التحرير". وتجدر الإشارة الى أن اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة المصرية هى المظلة السياسية التي تضم الغالبية العظمى من القوى السياسية الفاعلة فى تنظيم أحداث ثورة 25 يناير ومنها مجلس أمناء الثورة، وجماعة الإخوان المسلمين، والجمعية الوطنية للتغيير، وائتلاف شباب الثورة، وتحالف ثوار مصر، وائتلاف مصر الحرة، وحركة شباب 25 يناير، وائتلاف الأكاديميين المستقلين. ونقت بوابه "الاهرام" عن مصدر مسئول فى اللجنة التنسيقية - فضل عدم الكشف عن هويته -تأكيده "إن هناك توافقا داخل اللجنة بشأن الموقف من اعتصام بعض الثوار والمتظاهرين والناشطين السياسيين داخل ميدان التحرير، وهذا الموقف يتلخص فى أن أية اعتصامات أو دعوات للمبيت فى الميدان هى عمل فردى لم تتم الدعوة له من جانب أى من القوى السياسية الموقعة على بيان اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة المصرية". من جانبه، أكد محمد طمان المتحدث الرسمى باسم مجلس أمناء الثور أن التوافق العام داخل اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة المصرية يؤكد على ضرورة الالتزام بمواعيد حظر التجوال. من جهته قال الدكتور محمد البرادعى المرشح المحتمل للرئاسة فى تعليق له بعد الأحداث التى وقعت بميدان التحرير صباح اليوم "إنها مشاهد تدمى القلوب"، محذرا من المساس بالثقة بين الشعب والجيش. وقال البرادعي في صفحته على موقع "تويتر" : "استمرار الثقة بين الشعب والجيش خط أحمر للحفاظ على الوطن"، مؤكدا على أن الحوار هو البديل الوحيد. وأشار البرادعى إلى أن الطريق إلى الاستقرار، يتطلب استجابة سريعة لمطالب الثورة ومشاركة مدنية فى المرحلة الانتقالية وخارطة طريق متكاملة وحوار وطنى جاد حول أسس الدولة.