أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن "قلقه المتزايد" إزاء التطورات في أوكرانيا، بحسب بيان أصدره الناطق باسمه ستيفان دوجاريك. ووفقا لما جاء على وكالة "الأناضول" للأنباء فقد جدد كي مون أمس الإثنين، مناشدته لجميع الأطراف لنزع فتيل التوتر والدخول في حوار مباشر وبناء من أجل التوصل إلى طريقة سلمية للمضي قدما. وقال كي مون، إن "الأحداث الأخيرة في شبه جزيرة القرم على وجه الخصوص لا تؤدي سوى إلى تعميق الأزمة"، وحث جميع الأطراف على "الامتناع عن اتخاذ أي إجراءات متسرعة والتوقف عن الأساليب الخطابية الاستفزازية". وأضاف كي مون "يتعين على المجتمع الدولي أن يساعد الجهات الفاعلة الرئيسية من أجل تهدئة الوضع والعمل من أجل التوصل إلى حل سياسي دائم وعادل، خاصة وأن مزيد من التدهور في الوضع ستكون له انعكاسات خطيرة على شعب أوكرانيا والمنطقة والمجتمع الدولي". وحذر أمين عام الأممالمتحدة قائلا "لم يعد في وسعنا تحمل أي حسابات خاطئة أو التقاعس عن العمل، لابد من التوصل الي قرار بشأن الأزمة يقوم علي أساس مبادئ ميثاق الأممالمتحدة، بما في ذلك تسوية المنازعات بالوسائل السلمية واحترام وحدة وسيادة وسلامة أراضي أوكرانيا". وعلى صعيد متصل، قالت السفيرة سيلفي لوكاس رئيسة مجلس الأمن الدولي ومندوبة لوكسمبورغ الدائمة لدي الأممالمتحدة: إن "أعضاء المجلس أعربوا أمس الإثنين عن قلقهم ازاء تطور مجريات الأزمة في أوكرانيا". جاء ذلك في تصريحات للوكاس للصحفيين عقب انتهاء جلسة المشاورات الخامسة والمغلقة التي عقدت، أمس الاثنين، بمقر الأممالمتحدة، حول تطورات الأزمة في أوكرانيا. وأضافت لوكاس أن أعضاء مجلس الأمن"أكدوا علي الحاجة الي نزع وتيرة التصعيد بين موسكو وكييف"، ودعوا الطرفين إلى "ضبط النفس والامتناع عن أي أفعال أو أقوال استفزازية تؤدي إلى مزيد من التوتر". وقالت السفيرة سيلفي لوكاس إن "أعضاء المجلس استمعوا الي إفادة قدمها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشئون السياسية جيفري فيلتمان بشأن الأزمة الأوكرانية"، مشيرة إلى أن "أعضاء المجلس أعربوا عن دعمهم الكامل للمهمة التي يقوم بها نائب الأمين العام يان الياسون من أجل ايجاد حل سلمي للأزمة". وأضافت رئيسة مجلس الأمن الدولي "لقد رحب أعضاء المجلس أيضا بالزيارة التي يقوم بها مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إيفان سيمانوفيتش الي شبه جزيرة القرم". وتشهد جمهورية القرم من 27 فبراير/ شباط الماضي انتشار مسلحين بزي عسكري سيطروا على العديد من المقرات المدنية والعسكرية، وما زالوا يحاصرون مباني ومقرات أخرى. وتتهم السلطات الأوكرانية تلك المجموعات بأنهم جنود من الجيش الروسي، فيما ترد روسيا بأنه لا علاقة لهؤلاء بالجيش الروسي، بل هم مجموعات حماية من سكان القرم أنفسهم. وحول اقتراب موعد الاستفتاء المقترح إجراؤه في شبه جزيرة القرم بشأن الانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، يوم الأحد المقبل، قالت رئيسة مجلس الأمن الدولي إن "بعض ممثلي الدول الأعضاء أكدوا في افاداتهم عدم شرعية إجراء ذلك الاستفتاء، وفقا للدستور الأوكراني". يذكر أن برلمان القرم قرر الأسبوع الماضي طرح قرار الانضمام لروسيا على استفتاء حدد موعده في 16 مارس/ آذار الجاري، وهو ما لاقى معارضة من الدول الأوربية والولايات المتحدة، فيما تعهدت السلطات الأوكرانية بالدفاع عن وحدة أراضيها.