قررت الحكومة المصرية تشكيل لجنة مصغرة لكتابة تقرير جديد عن حقوق الانسان في مصر. تأتي هذه الخطوة بعد يومين من صدور بيانا مشتركا من 27 دولة عضو بالأممالمتحدة، أعربت فيه عن "القلق حيال لجوء مصر المتكرر إلى القوة المفرطة بحق متظاهرين"، وهو ما اعتبرته "انتهاكا من جانب السلطات المصرية لحقوق الإنسان". وكان وفد مصري ترأسته ماهي عبداللطيف نائب مساعد وزير الخارجية لشئون حقوق الإنسان، تقدم الأسبوع الماضي بالتقرير الدوري لمصر، إلى لجنة الأممالمتحدة للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ويعد التقرير الأممي الذي صدر الجمعة، أول تحرك داخل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف منذ قيام قوات الأمن المصرية بفض اعتصام أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في ميدان رابعة العدوية بالقاهرة في 14 أغسطس/ آب الماضي. وبحسب بيان صادر عن وزارة العدالة الانتقالية المصرية، "تم تشكيل لجنة لصياغة التقرير الثاني عن حقوق الإنسان في مصر"، تنفيذاً لقرار اللجنة الحكومية المشكلة من رئيس مجلس الوزراء لخضوع مصر لآلية المراجعة الدورية لمجلس حقوق الإنسان بالأممالمتحدة. واستعرضت اللجنة خلال اجتماعها ظهر اليوم برئاسة محمد أمين المهدي وزير العدالة الانتقالية وشؤون مجلس النواب، الردود التي قدمتها الجهات الحكومية المعنية في شأن التوصيات التي قبلتها مصر في آلية المراجعة الأخيرة، التي خضعت لها في عام 2010، وأيضًا ما تم اتخاذه من إجراءات تشريعية وتنفيذية لتفعيل هذه التوصيات، وتحسين حالة حقوق الإنسان بصفة عامة. وأضاف البيان: "استقر الرأي على تشكيل لجنة مصغرة تتولى صياغة التقرير المصري الثاني، الذي سيقدم إلى آلية المراجعة الدورية في ضوء تقريري اللجنتين الفرعيتين الدستورية والتشريعية ولجنة الشؤون الاجتماعية على أن تنتهي لجنة الصياغة من إعداد التقرير بنهاية الشهر الجاري لعرضه على مجلس الوزراء لاعتماده". وتضم اللجنة المكلفة بإعداد تقرير حقوق الإنسان في مصر، ممثلين عن وزارات الخارجية والعدل والداخلية والإعلام والتضامن الاجتماعي والقوى العاملة والهجرة، والنيابة العامة والمجلس القومي للطفولة والأمومة والمجلس القومي للمرأة، والمجلس القومي لشؤون الإعاقة والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. يذكر أنه في 3 مارس قامت مجموعة مكونة من 15 منظمة غير حكومية، ومنها "هيومن رايتس ووتش"، بإرسال خطاب إلى الدول الأعضاء في الأممالمتحدة تدعو فيه مجلس حقوق الإنسان إلى معالجة ما أسموه "الوضع الحقوقي الخطير في مصر". وكان تقرير الخارجية الأمريكية لحقوق الانسان الاصدر الشهر الماضي، انتقد مصر بسبب ما أسماه "اختفاء الأفراد وظروف السجن القاسية والاعتقالات العشوائية والاحتجاز المطول على ذمة التحقيق وتقييد حرية الاكاديميين وحصانة موظفي الأمن، والدعوة لاستخدام العنف ضد اللاجئين السوريين، وتعطيل ادعاءات ودعاوى فساد أمام المحاكم تتعلق بمسؤولين رسميين".