أعرب وزير السياحة هشام زعزوع عن شكر مصر لكل من ساندها خلال الفترة الحرجة التي تمر بها ولكل من وثق بقدرة صناعة السياحة المصرية على تخطى التحديات والنجاح في استعادة مسارها السليم ، معربا عن تقديره العميق لعلاقات الصداقة المتينة التي تربط بين مصر وألمانيا وشعبيهما. وأكد زعزوع - خلال الليلة السياسية السياحية التي نظمتها مصر في فندق أودلون كمبينسكى ببرلين على هامش إقامة بورصة السياحة الدولية -أن مصر واجهت العديد من المشكلات السياسية منذ ثورة 30 يونيو التي عبرت عن إرادة الشعب وعن جهود القيادة السياسية والحكومة لتوحيد الصف وتخطى الخلافات وذلك من خلال تنفيذ خارطة الطريق والتحول نحو المسار الديمقراطي الذي يحقق التنمية الاجتماعية والاقتصادية للشعب المصري، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء الشرق الأوسط. وقال إن أولى مراحل تنفيذ خارطة الطريق تمت بالاستفتاء على الدستور والمرحلة القادمة ستشهد المزيد من الاستقرار في البلاد مع إجراء الانتخابات الرئاسية في القريب العاجل ، مشيرا إلى أن مصر تتحرك نحو مرحلة جديدة تحتاج فيها إلى مساندة المجتمع الدولي ودعمه لإعادة بناء الاقتصاد . وشدد زعزوع على أهمية صناعة السياحة بالنسبة للاقتصاد المصري حيث أنها تمثل 11.3% من إجمالي الناتج المحلى فى البلاد، منوها بالمكانة المتقدمة التي احتلتها الحركة السياحية الوافدة من ألمانيا إلى مصر خلال السنوات الماضية ، حيث احتلت المركز الثاني لعدة سنوات متتالية بالنسبة لعدد السائحين الوافدين وعدد الليالي السياحية. وأكد تفهمه لموقف الحكومة الألمانية من إصدار تحذير السفر حرصاً على سلامة مواطنيها بالإضافة إلى التحذير الأخير يوم 26 فبراير الماضي بتجنب السفر إلى سيناءوشرم الشيخ بعد وقوع الحادث الإرهابي الغاشم الذي استهدف أتوبيسا سياحيا كان يقل سائحين كوريين في طابا . ولفت زعزوع إلى أن هذا التحذير جاء في توقيت حرج للغاية تزامن مع استعداد القطاع السياحي المصري للمشاركة المكثفة في فعاليات بورصة برلين الدولية للسياحة والسفر، كما أنه جاء بشكل مفاجئ ، معتبرا أن صدور تلك التحذيرات عن وزارات الخارجية المعنية في الدول الأوروبية لا يتسق على ما تم الاتفاق عليه في اجتماع المجلس التنفيذي للمنظمة عام 2007 والذي ينص على ضرورة أن يتم التشاور مع الدول التي سيتم إصدار تحذيرات سفر بشأنها وأن تكون التحذيرات محددة جغرافيا وتكون محددة لتوقيتات مراجعتها. وأعرب عن دهشته من حدة التحذير الذي أصدرته الحكومة الألمانية والذي أدى إلى وجود حالة من الذعر لدى شركات السياحة التي قامت على الفور بإجلاء سائحيها من شرم الشيخ وهو الأمر الذي كان له انعكاس سلبي بالغ على القطاع السياحي المصري وتسبب في قيام 11 دولة أوروبية بإصدار تحذيرات سفر لمواطنيها بخصوص مصر أو رفع درجة التحذيرات السابق إصدارها، مشيرا إلى أن التحذير تسبب في تراجع الحركة السياحية الوافدة إلى مصر بعد أن كانت الصناعة قد بدأت في استعادة عافيتها مع أوائل شهر فبراير. وأشار زعزوع إلى أنه لا توجد دولة في العالم بعيدة عن وقوع الهجمات الإرهابية ، مؤكدا أن تأمين السائحين من مختلف الجنسيات هو الأولوية الأولى للحكومة المصرية، كما أن هناك تنسيقا مستمرا بين وزارتي السياحة والداخلية لتفعيل الخطط الأمنية المستحدثة في المقاصد السياحية. وأشار الوزير إلى الزيارة التي قام بها مؤخراً وفد أمنى بريطاني إلى مدينة شرم الشيخ ، حيث التقى الوزير بأعضاء الوفد وقام بشرح الأوضاع الأمنية وإطلاعهم على التدابير الأمنية المطبقة، وأشاد أعضاء الوفد بالإجراءات الأمنية في منطقة جنوبسيناء وتحديداً في شرم الشيخ، . وأكد أن المملكة المتحدة لم تغير من مستوى تحذير السفر لمصر ولم تقم بإصدار تحذير لمواطنيها من السفر لشرم الشيخ. وطلب الوزير من كليمنس فون جوتيز السفير بوزارة الخارجية الألمانية ومدير منطقة أفريقيا وأسيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط بالوزارة - فور وصوله إلى برلين- من وزارة الخارجية الألمانية بمراجعة تحذير السفر الأخير الصادر عنها على أن يتم ذلك في أسرع وقت ممكن وقبل بداية الموسم السياحي الصيفي وموسم أجازات عيد الفصح في أوروبا التي تعتبر المصدر الرئيسي للحركة السياحية الوافدة إلى مصر بنصيب 73% . كما دعا الجهات الأمنية الألمانية المعنية لإيفاد وفد يمثلها من الخبراء الأمنيين – بأسرع وقت ممكن – لزيارة مدينة شرم الشيخ للوقوف على أرض الواقع على حقيقة الأوضاع الأمنية المستقرة في المدينة والتعرف على التدابير الأمنية المطبقة والتأكد من أمن وسلامة السائحين. وناشد زعزوع الحضور لمساندة مصر وشعبها ودعم صناعة السياحة بها التي يعمل بها حوالي 4 ملايين مصري بصورة مباشرة وتسبب ضعف التدفق السياحي للبلاد في معاناتهم الشديدة. من جهته رحب الدكتور محمد حجازي سفير مصر في ألمانيا بزعزوع والوفد المرافق له ، مؤكدا استمرار التنسيق والتعاون بين وزارة السياحة والسفارة المصرية على النحو الذي يدعم جهود الوزير. بدوره أكد الدكتور هينريش كريفت السفير بوزارة الخارجية الألمانية ورئيس قسم العلاقات الدولية والتعليمية والحوار بين الحضارات مساندة الشعب الألماني لمصر في المرحلة الحالية ورغبته في أن تستعيد مصر نصيبها العادل من حركة السياحة الدولية ، مشيرا إلى أنه يدعم طلب وزير السياحة بمراجعة وزارة الخارجية الألمانية تحذير السفر الصادر عنها بشأن جنوبسيناءوشرم الشيخ في أسرع وقت ممكن . وأشاد بالتعاون الدائم بين برلين والقاهرة في كافة المجالات الثقافية والأثرية والتعليمية. حضر الليلة السياسية لفيف من كبار الشخصيات السياسية الألمانية وسفراء الدول العربية والأجنبية في ألمانيا على رأسهم سفير المملكة العربية السعودية عميد السفراء العرب في ألمانيا ومجموعة من أهم منظمي الرحلات المتعاملين مع مصر.