نفى مايكل مكوي وزير الإعلام بجنوب السودان، اليوم الأربعاء، ما ذكرته بعض وسائل الإعلام عن وقوع انقسامات داخل القيادة الجنوبية للجيش الشعبي، على خلفية سماع أصوات إطلاق نار من داخل مقرها جنوبي العاصمة جوبا. وفي مؤتمر صحفي عقده في جوبا، اليوم الأربعاء، -حسب وكالة الأناضول- أوضح مكوي أن ما حدث صباح اليوم داخل القيادة الجنوبية للجيش الشعبي هو "شيء عادي يحدث في أي موقع عسكري". وأشار إلى أن الأمر "يتعلق بقضايا إدارية ودفع رواتب وليس هناك أي علاقة بينه وبين التمرد أو الانقلاب العسكري الذي وقع في ديسمبر الماضي". وكانت وسائل إعلامية ذكرت أن انقسامات حصلت داخل مقر القيادة الجنوبية للجيش الشعبي الذي شهد انقسامات في ديسمبر، بعد سماع أصوات إطلاق نار من داخل المقر، صباح اليوم، الأمر الذي أثار حالة هلع لدى المواطنين في المنطقة المحيطة به. ونوّه الوزير إلى أن القيادة العسكرية الجنوبية ستصدر في وقت لاحق اليوم، بياناً توضح فيه تفاصيل ما حدث، داعياً المواطنين إلى "ممارسة حياتهم بصورة اعتيادية لأنه لا يوجد هنالك سبب لتوترهم". من جهة أخرى، قال مكوي إن الحكومة لن تسمح لأي من وسائل الإعلام بأن تقوم ببث أو القيام بنشر أنشطة "المتمردين" الذين يحملون السلاح ضد الحكومة. وحذر الصحفيين من مغبة القيام بذلك، قائلاً "إذا تكررت التجاوزات من قبل بعض الصحفيين فسنأخذهم إلى المكان الذي نأخذ إليه الأشخاص المعادين للحكومة"، في إشارة إلى السجن. ودعا الصحفيين المعادين للحكومة لمغادرة أراضي جنوب السودان، وقال "لا ندعو الصحفيين لمناصرة الحكومة لكن نريد منهم تقديم الحقائق كما هي". وفي منتصف ديسمبر الماضي، دارت في جنوب السودان مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لنائب رئيس جنوب السودان السابق ريك مشار، الذي يتهمه الرئيس سلفاكير ميادريت بمحاولة الانقلاب عليه عسكريا، وهو الأمر الذي ينفيه مشار ووقعت جوبا، ومجموعة مشار، في يناير الماضي، اتفاقاً لوقف إطلاق النار، بعد محادثات سلام رعتها هيئة التنمية الحكومية لدول شرق أفريقيا "الإيغاد". وشمل الاتفاق وقف جميع الأعمال العدائية من قبل قوات الطرفين، وتشكيل آلية لمراقبة تنفيذ الاتفاق من قبل الطرفين ودول الإيغاد، ووقف الحملات الإعلامية العدائية، وسحب القوات الأجنبية (في إشارة إلى القوات الأوغندية التي قاتلت إلى جانب القوات الحكومية)، والفصل بين القوات المتحاربة. وأشارت تقارير إلى مقتل أكثر من 10 آلاف شخص، وتشريد 400 ألف آخرين؛ بسبب القتال الذي اندلع في أحدث دولة في العالم منذ منتصف ديسمبر الماضي.