يعقد غداً الأربعاء، في باريس اجتماع وزراء خارجية "المجموعة الدولية لدعم لبنان" بحضور عدد كبير من القوى الدولية، الولاياتالمتحدةوروسياوالصينوفرنسا وبريطانيا وألمانيا، والجامعة العربية ممثلة في أمينها العام نبيل العربي والاتحاد الأوروبي، ومن المتوقع أن يخيم على الاجتماع أجواء التوتر بين روسيا والغرب على خلفية الأزمة الأوكرانية. ووفقا لما ورد بموقع قناة "فرانس 24" الإخباري، يجتمع وزراء خارجية المجموعة الدولية لدعم لبنان الأربعاء في باريس في أول لقاء مباشر بين الغرب وروسيا منذ سيطرة القوات الروسية في نهاية الأسبوع على القرم الأوكرانية، حيث يبدأ اجتماع باريس وسط أجواء سياسية داخلية أفضل، ويتوقع أن يقدم دعمه الكامل للحكومة الجديدة وأن يعبر عن رغبته في تنظيم انتخابات رئاسية في المهل المحددة أي بين 25 آذار/مارس و25 أيار/مايو. وسيحضر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى جانب نظرائه الأمريكي جون كيري والفرنسي لوران فابيوس والبريطاني وليام هيغ والألماني فرانك فالتر شتاينماير. وقد ندد هؤلاء الوزراء منذ السبت بانتهاك روسيا القانون الدولي مع وضع القرم تحت وصايتها. وبعد حوالي ستة أشهر على إنشائها، ستستعرض مجموعة الدعم التعبئة الدولية لمساندة لبنان ودعم أمنه واستقراره في خضم الأزمة في سوريا المجاورة وفيما لجأ حوالي مليون سوري إلى أراضيه. وسيتم بحث تعزيز القوات المسلحة اللبنانية ودعم الاقتصاد عبر صندوق أنشأه البنك الدولي ومساعدة اللاجئين. وأنشئت "المجموعة الدولية لدعم لبنان" في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر 2013، بمبادرة من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن "الصينوالولاياتالمتحدةوروسياوفرنسا وبريطانيا" وتضم ممثلين عن الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي ثم وسعت لتشمل دولا أخرى مثل أسبانياوألمانيا وإيطاليا. ورغم أنها ليست عضوا في المجموعة، دعيت السعودية لحضور اجتماع الأربعاء بسبب دعمها الخاص للبنان، وكانت المملكة تعهدت في نهاية كانون الأول/ديسمبر بتقديم ثلاثة مليارات دولار للجيش للبناني هي الأكبر في تاريخه، تقوم على شراء الأسلحة من فرنسا. ويعاني الجيش اللبناني من نقص في التسليح لاسيما لجهة السلاح الحديث. وتقتصر أسلحته على ناقلات جند مدرعة أمريكية الصنع ودبابات سوفيتية ومدافع ميدانية، إضافة إلى بعض المروحيات المخصصة للنقل. وهكذا سلمت باريس في آب/أغسطس الجيش اللبناني صواريخ متطورة مضادة للدبابات لكن لم تعرف تفاصيل كثيرة حول هذه الأسلحة. وقال دبلوماسي فرنسي رافضا الكشف عن اسمه إن "التزام فرنسا مع السعودية واضح جدا، وسنقوم بما علينا القيام به على أساس مطالب الجيش اللبناني". وقال مصدر لبناني: "إن الجيش حضر خطة للتطور والتجهيز على خمس سنوات وقيم احتياجاته بحوالي 4,6 مليار دولار". ولدعم الاقتصاد في لبنان المتضرر من الأزمة السورية وخصوصا في قطاع السياحة، يمكن أن يعلن البنك الدولي أن الصندوق الذي أسسه بدأ العمل مع مساهمة تصل إلى 50 مليون دولار. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية: "إن المساهمات تصل لكن لا يزال هناك محطات إدارية يجب تجاوزها". وسيستخدم المال في تمويل مشاريع تهدف لمكافحة الفقر وفي مجال التعليم والثقافة لاسيما إدخال أطفال اللاجئين السوريين إلى المدارس في لبنان. ويضاف دعم البنك الدولي إلى مساعدات ثنائية من دول ومن الاتحاد الأوروبي، وهناك حوالي 720 مليون دولار جاهزة للتنمية ولبناء مدارس ومعالجة المياه سبق أن وقعت، وهي في انتظار أن يصادق عليها البرلمان اللبناني. والإعلان في منتصف شباط/فبراير عن تشكيل حكومة تضم معظم التيارات السياسية في لبنان بعد أزمة حادة استمرت عشرة أشهر، أنعش أمال المجموعة الدولية بتحريك الحياة السياسية والإفراج عن مشاريع المساعدة الدولية. كما يمكن أن يتيح أيضا لبعض الدول تعزيز تعبئتها في سبيل اللاجئين السوريين في لبنان مع برامج استيعاب لهم في تلك الدول، وهكذا حصل في حالة ألمانياوفرنسا والسويد وأسبانيا أو فنلندا. ومع نحو أربعة ملايين نسمة يستقبل لبنان حوالي مليون لاجئ سوري وصلوا تدريجيا منذ اندلاع النزاع قبل ثلاث سنوات، كما يواجه "تدفقا مستمرا لحوالي 15 ألف سوري لا يزالون يصلون كل أسبوع" كما قال دبلوماسي. والمساعدة المباشرة للاجئين سبق أن كانت محور مؤتمر للمانحين في الكويت في منتصف كانون الثاني/يناير حيث أطلقت وعود بمساعدات بقيمة 2,4 مليار دولار. وسيمثل لبنان في مؤتمر باريس الرئيس ميشال سليمان برفقة ثلاثة وزراء. وبين المشاركين أيضا نائب الأمين العام للأمم المتحدة أيان إلياسون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي.