أعادت التحركات العسكرية الروسية، في شبه جزيرة القرم، جنوبأوكرانيا، إلى ذاكرة تتار القرم المسلمين، مأساة الترحيل الجماعي ، الذي تعرضوا له قبل 70 عاما، بأمر من الزعيم السوفيتي، جوزيف ستالين، ونكأت المخاوف من حدوث موجة جديدة من الترحيل القسري جرحا لم يندمل بعد، منذ أن فُرق غالبيتهم في سيبيريا، وآخرون في مناطق آسيا الوسطى، إبان العهد السوفيتي. ووفقا لما جاء على وكالة "الأناضول" للأنباء فقد أفادت إيديل إزميرلي، عضو الهيئة التدريسية في جامعة جورج ماسون الأميركية، والتي عملت سابقا في المفوضية العليا للأقليات القومية في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أن تولي فلاديمير قسطنطينوف، المعروف بكراهيته لتتار القرم، رئاسة برلمان الجمهورية، التي تتمتع بحكم ذاتي ضمن أوكرانيا، كان أبرز المؤشرات على بوادر أزمة حقيقية في المنطقة، لاسيما بالنظر إلى الطريقة التي جرى اختياره فيها، إذ حوصر البرلمان من قبل موالين لروسيا، وتم الأمر بأصوات 40 برلمانيا من أصل 90. وأوضحت "إزميرلي" أن التطورات في القرم ليست وليدة يوم وليلة، وإنما ترتبط بالمساعي المستمرة للأوساط الراغبة بالالتحاق بروسيا منذ إعلان استقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفيتي عام 1991، والتي كانت تبحث عن ذريعة لطلب المساعدة الروسية في هذا الإطار، ووجدت في الحراك الشعبي الراغب في التوجه نحو أوروبا فرصة سانحة. من ناحيتها، أكدت الرئيسة السابقة للاتحاد الأميركي لأتراك القرم، حورية ألطان، رغبة تتار القرم في البقاء تحت السيادة الأوكرانية، وفي إطار وحدة أراضي البلاد، معربة عن قلقهم من تجدد مأساة الترحيل الجماعي التي عانوها في 18 أيار/مايو 1944. يشار أن تتار القرم، وهم مجموعة عرقية تركية، خاضوا نضالا سلميا لعقود من الزمن للعودة إلى أراضيهم، وقد تحقق ذلك بأعداد كبيرة منذ عام 1989، وكان لأصواتهم ثقل حاسم في الاستفتاء على الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي عام 1991.