تساءلت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية عن مدى استعداد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشن حرب سواء كانت حربا على اوكرانيا كاملة او معظم اراضيها أم انه سيكتفي بمنطقة القرم أم بعض الأقاليم الجنوبيةالشرقية. ورأت المجلة الأمريكية في تحليل اوردته على نسختها الالكتروني اليوم الاحد أن تكاليف عملية التوغل العسكرية في ما وراء شبه جزيرة القرم سوف تزداد بزياده التوغل وسوف يشعل الهجوم على القرم غضب الأوكرانيين وأوروبا الوسطى إلا أنه اذا تم بحنكة ربما يخفف من غضب بروكسل وبرلين وواشنطن الا ان غزو جنوب شرق أوكرانيا والاستيلاء على أراضيها قد يكون بداية لحقبة حرب باردة جديدة وعزل روسيا عن المجتمع الدولي. وقالت المجلة إن شن موسكو حربا واسعة النطاق والتي ستسفر عن العديد من الضحايا المدنيين، والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والتطهير العرقي للأوكرانيين من الجنوب الشرقي قد يجعل من بوتين منبوذا ويكسبه سمعة مجرمي الحرب وفي الوقت نفسه سيتم عزل موسكو تماما وبالإضافة قد تخضع لزيادة مطالب غير الروس داخل روسيا ومزاعم من دول عظمى مثل الصين على حدودها. ومضت المجلة الامريكية تقول إن التدخل والحرب والعزلة الدولية وما على شاكلتهم لن يؤدي إلى تحسين مستويات معيشة الروس أو شعورهم بالرفاهية فقد يكون هناك شعور بالاثارة الوقتية برؤية العلم الروسي مرفوع في مدينة دونتسك الاوكرانية ولكن سرعان ما سيتلاشي هذا النوع من الحماس عندما يدرك الروس أن هذه المناطق سوف تكبد موسكو مسؤولية اقتصادية شاقة. وهناك سبب واحد فقط لشروع بوتين في الأمر، وهو ما وصفه زعيم المعارضة الديمقراطية الروسي بوريس نيمتسوف بال "حماقة": وهو استعراض قوة موسكو العسكرية لتعزيز سلطة بوتين على أنه رجل قوي وإعادة عظمة روسيا وتوضيح موقفه برفضه لقيام أي سلطة شعبية في دول الاتحاد السوفيتي السابق. ويشير اجتياح بوتين العسكري إلى تخوفه من أوكرانيا لدرجة انه على استعداد للمخاطرة برخاء واستقرار روسيا.. واختتمت المجلة الامريكية مؤكدة إن القادة السيئين يرتكبون دائما اخطاء سيئة وحينما يفعلون ذلك تكون قواهم قد خارت و لسوء الحظ سيلقي الالاف الأوكرانيين والروس حتفهم قبل حدوث هذا.