الفنون التّشكيليّة ما هي إلاّ جزء واسع من حركة فعل التّخاطب النّصّي الفنّي التّشكيلي من قبل الفنّان التّشكيلي إبن بيئته ومجتمعه للمتلقّي أينما كان وكائنا من كان... بحيث يستطيع الفنّان الخبير والحاذق من إيصال فكرته الإفتراضيّة إلى من يريد بأسرع من الخطاب المحارفي اللساتي عبر إستخدام أبجديّة معيّنة, ناهيك عن سرعة الفهم والإستيعاب لنتاج الفنّان التّشكيلي من قبل المتابه والمهتم... وعليه فإنّ العمل الفنّي التّشكيلي هو عمل إحترافي من حيث التّقنيّات, ورسالة هادفة وهادية من حيث المحتوى التّعبيري والتّرميزي... وتقديم وعرض العمل للمتلقّي يجب أن يحمل الفكرة الّتي تُحاكي الأفق المرتجى بين المرسل الفنّيّ التّشكيلي والمتلقّي للرّسالة الفنّيّة التّشكيليّة ومدى تعبيرها عمّا يتراءى للطّرفين من معاناة واقعيّة يتمّ التّعبير عنها باللون والشّكل وفق رؤى فنّيّة تشكيليّة معروفة أو مبتكرة... وهنا تبرز أمامنا رؤية معيّنة يتمّ التّساؤل من خلالها إلى أنّ اللوحات المعروضة في المعرض تحت عنوان "ذاكرة الأزمنة" ك "كرنفال المحبّة والسّلام" هل أحاطت بالفكرة الّتي تترجم العنوان من حيث ما تمّ تقديمه وعرضه من لوحات وأعمال فنّيّة متنوّعة ومختلفة الألوان والمذاهب والمدارس والإتّجاهات والّتي تتماهى على جدران صالة الأونيسكو؟!... يبقى هذا السّؤال ينتظر أجوبة الفنّانين التّشكيليين المشاركين قبل أجوبة منظّمي المعرض وماسكي إدارته... من حيث النّتاجات المعروضة كفنون تشكيليّة فكلّ لوحة تحكي سيرة شخصيّة فنّانها التّشكيلي للمتلقّي... عاكسة ما يتفاعل به في دواخله راسم اللوحة بأسلوب فنّي جميل, ترفل له العين الباصرة للعمل وهو يتماهى تحت الأضواء في قاعة ممتدّة... فلكلّ فنّان تشكيلي تجاربه وخبراته ورؤاه وثقافته ومستواه الفنّي في بيئته ومجتمعه, وليس يُبخس العمل الفنّي مهما كان كبيرا أو صغيرا وليس يُقيّم العمل الفنّي إلاّ على أساس وقدر ما يتوافق مع الفكرة المطروحة للبحث أو للعرض... نحو نشر المحبّة والسّلام في الشّرق الأوسط والعالم العربي بالمزيد من التّضامن والتّآخي أقام المركز العالمي للفنون التّشكيليّة في لبنان بالتّنسيق والتّكامل مع المركز العالمي للفنون التّشكيليّة في العراق معرض كرنفال المحبّة والسّلام تحت عنوان ذاكرة الأمكنة في الصّالة الشّماليّة من صالات قصر الأونيسكو في مدينة بيروت عاصمة لبنان... وأفتتح المعرض تحت رعاية وزارة الثّقافة والتّعليم العالي في السّادسة من مساء يوم الجمعة الواقع في 28 شباط من العام 2014 للميلاد بحضور الفنّانين العرب والأجانب واللبنانيين المشاركين إلى جانب حضور كثيف من المهتمّين والمتابعين وحشد من وسائل الإعلام والإعلاميين... اللوحات المعروضة تراوحت مقاييسها بين المقياس العادي والمقياس الوسطي والصّغير, فمنها ما كان مستطيلا أفقيّا أو رأسيّا ومنها ما كان تربيعيّا... وغالبيّتها تمّ تنفيذها على أصناف القماش والكانفا وبألوان صارخة توحّشيّة يغلب على الكثير منها الألوان الحارةّ والّتي تمّ تلوينها بألوان الزّيت, ومنها ما تمّ تنفيذه بألوان الباستيل وألوان أخرى صناعيّة... فيما غابت عن المعرض اللوحات بالألوان المائيّة واللونيّة وتلك المنفّذة بالأحبار الصّينيّة وكذلك غابت عن المعرض اللوحات السّاخرة ولوحات الخطوط العربيّة الفنّيّة... وشملت اللوحات المعروضة غالبيّة المدارس الفنّيّة التّشكيليّة ومذاهبها وإتّجاهاتها وإجتهاداتها المنبثقة, عنها... فيما إفتقدت اللوحة المحارفيّة والخطوطيّة وإفتقدت اللوحة الروّحيّة واللوحة الأيقونيّة واللوحة الوطنيّة واللوحة الزّخرفيّة واللوحة المعماريّة ولوحة النّحت البارز واللوحة الكلاّسّيكيّة واللوحة المعماريّة واللوحة الهندسيّة من بين اللوحات المعروضة... وشارك بعض الفنّانين من النّحّاتين ببعض القطع الصّغيرة من أعمال نحتيّة محدودة جدّا وكأنّها أتت على هامش المعرض... واللاّفت أنّ اللوحات تمّ توزيعها إستنسابيّا ولم يُراع فيها التّصنيف حسب الأقطار المشاركة فيما غابت عن بعضها أسماء أصحابها, وكذلك لم يتم الإنتباه لجهة الأحجام أو لجهة الأسلبة أو لجهة فصل اللوحات الإحترافيّة عن لوحات الهواة بحيث إختلطت اللوحات ببعضها ولم يُفرّق بين الفنّان الأكّاديمي والفنّان الهاوي ومن تعلّم بالتّجارب... المهتمّون بإدارة المعرض والإشراف عليه, قدّموا للحضور ملف نموذجي فارغ المحتوى يحمل غلافه الأوّل شعاريّ المركزين العالميين للفنون التّشكيليّة في لبنانوالعراق, إضافة لإسم عنوان المعرض مع لوحة تجريديّة صارخة الألوان... يحتضن عناصر الغلاف إعلان تجاري لا يتوافق مع لوحة الغلاف... فيما حمل الغلاف الأخير للملفّ قائمة بأسماء الفنّانين التّشكيليين المشاركين في المعرض واللافت أنّ بعض الأسماء المدرجة لم تشارك في المعرض... اللاّفت في الحركة الفعليّة التّوثيقيّة الإعلاميّة الهادفة للفنّانين المشاركين في المعرض أنّها كانت في خبر كان, بحيث كان من المفترض عملا لنجاح المعرض من جهة وإستمراريّة الذّكرى له, أن يقدم المعنيين على شأن إدارته وتنظيمه على طبع ونشر كتيّب توثيقي يحتوي السّير الذّاتيّة الشّاملة ولوحة الفنّأن المشاركة في المعرض وسمتها الفنّيّة وحجمها مع إسم وصورة الفنّان المشارك مع ذكر القطر أو الدّولة القادم منها, ناهيك عن ملحقات الكتيّب التّوثيقي من كلمات تعريفيّة بالمعرض والهدف منه القريب والبعيد... عدا عمّا تقدّم من ملاحظات وبشكل عامّ غاب عن المعرض التنظيم والإنضباط والإدارة, بحيث شاهد الجميع من الحضور جميع اللوحات قبل الإفتتاح الرّسمي, وخلال الإفتتاح إختلطت الأمور ببعضها البعض من حيث الإجراءات الضّعيفة مرورا بالكلمات الإنشائيّة الإستعراضيّة إلى جانب لعبة منح الأوسمة غير المدروسة مع غياب منح شهادات التّقدير للفنّانين المشاركين على الأقلّ, وكانت ما يشبه همروجة إعلاميّة لأخذ وفقع اللقطات التّصويريّة... شارك من القطر العراقيّ الشّقيق كلّ من الفنّانين: إبراهيم الملّي, أحمد الشّهابي, أحمد جمعة, أحمد حيدر, أزل عديّ, أزهر داخل, أشرف نذير عبد الهادي, أمل الدّارجي, أيمن الطّائي, بلاسم محمّد, برتار عبد القادر, تحرير علي, ثائر الكركوشي, ثائرة المياحي, حامد المالكي, حسن طالب جنزي, حيدر خالد, حيدر عرب, حيدر علوان, خالدة عبد القادر العبيدي, دلال فلاح محسن, رشا خير الدّين, زينة قاسم, سبهان الغبشة, سهام محمّد ضاهر, سوسن العقابي, سيف الخليفة, شاكر محمود الياسين, صبا مجيد, صبري المالكي, صفاء الفرحان, عماد الشّريفي, عادل خالد, علياء الوهاب, عبد الأمير كريم المالكي, عبد الجبّار النّعيمي, عبد الكريم الدّوسري, عبد الملك عاشور, عبد الرّحمن الكناني, علي القريشي, علي جبر, فاضل وتّوت فاضل عبد الحكيم, فاطمة العبيدي, فلاح الشّكرجي, فوزيّة جيداني, كمال هاجر, ماجد البيضاني, محمّد ناجي, محمّد سمير, مهدي المعلّم, مؤيّد الحيدري, نازادار شيرزاد, ناثر البياتي, نضال العفراوي, هديل أيّاد, وليد شيت, ياسر جمال العيتابي... وشارك من لبنان المستضيف كلّ من الفنّانين: أجود أبو زكي, إنعام إسماعيل, أتالي جبيلي, أحلام عبّاس, أسيمة دمشقيّة, أسماء دندشي, أكرم أبو عاصي, إلياس الهاشم, آمنة عضّاضة, أنور خانجي, إيما حركة, برنار رنّو, جنان موسى, حسين جمعة, حسين أحمد سليم, حنان البارودي, دعد أبي صعب, دلال الشّيباني, ديانا عراجي, ريتّا دكّاش, ريما كبّي, سناء عمّار, عبد الرّحمن المحمود, عصمت خليفة, علب زين الدّين, عمران ياسين, غازي ريمان, غنوى رضوان, فادية الخطيب, فائزة السّمروط, لميس رمّال, لميا صعب المهتار, مارسيل ناصر الدّين, ماهر قرطيم, مريم شحرور, محمّد نابلسي, مصطفى العطّار, مفيد زيتوني, ميشال روحانا, ميرنا الأسطا, نائلة قانصوه, نبيل ريشاني, نبيل رضوان, نبيل سعد, ندى عيتاني, نجلا شميط, نعمان الرّفاعي, هلا نحّاس, ياسر الدّيراني, يولاّ الحسنيّة.... وشارك من تركيّا كلّ من الفنّانين: أحمد تارمان كاراكوز, إيبيك كاراكوز... وشارك من القطر السّوري كلّ من الفنّانين: أريا عطي, إيمان الحسن, خديجة غانم, رشا حمدان, رودي جوتكار, ريهاب بيطار, شيرزاذ إبراهيم, شوقي زيدان, سامر الآغا, عامر أيّوب, عامر العلي, عبّود سلمان, محمّد صفوت, نعمان عيسى, هادي قاصوص... وشارك من القطر المغربيّ كلّ من الفنّانين: آسيا جلاّب, أمّ البنين سيلاوي, مريم المخلوق, محمّد قرماد, محمّد سعود... وشارك من المملكة العربيّة السّعوديّة كلّ من الفنّانين: إشراق داغستاني, ليلى مال الله, صير السّمارة... وشارك من القطر الأردنيّ كلّ من الفنّانين: أوميد عبّاس, بشّار ماردين, شمافون رفيق شمافونيان, لينا النّاصري, مايدة إبراهيم جورج, محمّد ثابت البلداوي, نور سامي العنبكي, نورا عبد الفتّأح, ولاء خضير كاظم, يادة العبيدة... وشارك من البرتغال الفّنانة: باولينا الفيرستو... وشارك من جورجيا الفنّان: تيكو ثاني كيدزة... ومن القطر المصري شارك كلّ من الفنّانين: حامد سالم جمعة عزب, رشا المازن, محمّد النّادي... ومن القطر الجزائري شارك الفنّان: حميد سباع... ومن فلسطين شارك كلّ من الفنّانين: عبد الحليم أبو ناموس, عيسى يعقوب... ومن بوركينا فاسو شاركت ماري بلانش... ومن دولة الكويت شارك الفنّان ناجي الحاي...
