أكد خبراء المياه ان مصر تعانى عجزا مائيا يصل الى نحو 40% من احتياجاتنا حيث ان حصة مصر من مياه النيل تبلغ 55 مليار متر مكعب سنويا بينما الاستهلاك الفعلى وصل الى اكثر من 80 مليار متر مكعب سنويا، ونحن سنكون في حاجة ماسة الى ضعف حصتنا من مياه النيل خلال العقد القادم ولابد من الاسراع في وضع حلول غير تقليدية لانقاذ مصر من ازمة عطش قادمة. جاء ذلك خلال ندوة عقدتها جمعية المهندسين المصريين حول "ازمة سد النهضة ومشكلة مصر المائية" حضرها لفيف من خبراء المياه واساتذة الجامعات. وكشف الدكتور مصطفى أبو زيد ممثل وزارة الرى ورئيس مصلحة الميكانيكا ان "إثيوبيا ليس لديها اية نية للتفاوض مع مصر بشان سد النهضة"، معربا عن مخاوفه من انعدام الثقة بين الجانبيين. وأكد ان "مصر لديها كل الوسائل للدفاع عن حقها المائى وستستخدم كل الطرق السلمية فى سبيل تحقيق ذلك". وأضاف اذا كان هدف إثيوبيا من بناء سد النهضة هو توليد الكهرباء فليس هناك اى مشكلة ولكن بناء السد له هدف واحد فقط وهو تهديد أمن مصر المائي ا، لافتا الى ان مصر ستظل تدافع عن حقها حتى النهاية. و شدد المهندس محمد العدوى رئيس جمعية المهندسين المصريين على ضرورة إحياء التفاوض المباشر والفوري مع حكومة جنوب السودان لاستكمال وإحياء مشروع قناة جونجلى لتوفير 8 مليارات متر مكعب من المياه لمصر، وذلك بعد دراسة الأثر البيئى للمشروع وتحقيق كل طلبات المفاوض من الحكومة السودانية لتنمية سكان مسار قناة جونجلى فضلا عن مشروع بحر الغزال الذة يهدر فيه سنويا 600 مليار متر مكعب لا تستفيد مصر منهم شيئا. وقال يجب أن يكون التحرك الاستراتيجي المصري مقنعا ومؤمنا بأن ترسيخ وتوثيق العلاقات بين مصر دول حوض النيل هى ضرورة حتمية لتحقيق المصلحة المصرية لمصر. واقترح الدكتور سامح داود أستاذ الموارد المائية بكلية الهندسة جامعة عين شمس أن تستبدل اثيوبيا سد النهضة بثلاثة أو أربعة سدود بحيث يكون الضغط والتصريف المتغير يسمح بعمل وحدات التربينات لتعطي أكثر من الطاقة المولدة من سد واحد فقط . وأوضح أرمانيوس، أن بناء سد النهضة لتوليد الكهرباء قد لا يمثل مشكلة لمصر، ولكن لا بد من الاتفاق على عدة عناصر أهمها فترة وموعد الملء بمعنى أن تقوم إثيوبيا بملء خزانات المياه، طالما كانت كمية المياه الواصلة لمصر في المستوى المتوسط الذي يمثل حصتها الحالية ضمن فترة فيضان عالٍ. وقال ان المشكلة تتمثل فى الاتفاق علي فترات ملء الخزان أمام سد النهضة وهذه الازمة لا تحل إلا بالجلوس سوياً وبالمناقشة الأخوية المبنية على حكمة "لا ضرر ولا ضرار" ويمكن حل هذه المشكلة بعد مناقشة كل الظروف الهندسية التي يمكن أن يتعرض لها السد . وأوصى أرمانيوس بضرورة إحياء التفاوض المباشر والفوري مع حكومة جنوب السودان لاستكمال وإحياء مشروع قناة جونجلي لتوفير كمية مياه 8 مليارات متر مكعب، وتدخل مصر بقوة مع جميع دول حوض النيل والتعاون معها لعدم إعطاء الفرصة لأي دولة أخرى مثل "إسرائيل" لمنازعة مصر في هذا الشأن. ومن جانبه اقترح الدكتور هيثم ممدوح أستاذ هندسة الرى والهيدوروليكا ضرورة حل النقاط العالقة وتعزيز التعاون الكهرومائي بين مصر وإثيوبيا فى سد النهضة، مشيرا إلى أنه سيوفر على خزانة الدولة ما يقارب من 5ر12 مليار جنيه تنفقها الدولة على شراء المازوت لتشغل محطات الكهرباء إذا تم حل نقاط الخلاف حول سعة السد وطريقة تشغيلة.