حذرت الأممالمتحدة من أزمة إنسانية جديدة في سوريا مع فرار الآلاف من هجوم مكثف للقوات الحكومية على بلدة تسيطر عليها المعارضة المسلحة شمال غرب العاصمة دمشق. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية ال"بي بي سي" إن القصف المكثف على بلدة يبرود والتحصينات العسكرية على مشارفها يشير إلى هجوم أرضي وشيك. وقالت الأممالمتحدة :"إن عشرات الآلاف في البلدة ذات الكثافة السكانية العالية قد يحاصرون جراء القتال". وتقع يبرود قرب الحدود مع لبنان، وهي على خط إمدادات رئيسي، مما يجعلها ذات أهمية إستراتيجية للجانبين. ويتفق العمل العسكري يبرود مع هدف الحكومة تأمين ممر يربط دمشق بمعقل الرئيس بشار الأسد على ساحل البحر المتوسط. وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب حقوق الإنسان بالأممالمتحدة "تلقينا تقارير من داخل سوريا أن هناك العديد من الهجمات الجوية والقصف مع حشد عسكري حول البلدة مما يشير إلى أن هجوما بريا قد يكون وشيكا." وأضاف أن بعض التقديرات تشير إلى أن ما بين 40 و50 ألف شخص مازالوا داخل البلدة وإن آلافا آخرين فروا على مدى الأيام القليلة الماضية. وقال كولفيل في تصريحات صحفية في جنيف إن الكهرباء انقطعت الأربعاء وإن المستشفيات الميدانية بحاجة الى إمدادات طبية حيث يحتاج العشرات لعلاج عاجل. وأضاف إن عدم السماح للمدنيين بالمغادرة يصل الى حد "الانتهاكات الخطيرة" للقانون الانساني الدولي من قبل دمشق. وقالت ميليسا فليمنج المتحدثة باسم مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين إن ما بين 500 و600 من الأسر النازحة وصلت إلى عرسال في لبنان وإن المفوضية تتوقع تدفق أعداد كبيرة عبر الحدود. وقال تلفزيون المنار التابع لحزب الله اللبناني إن الجيش السوري تقدم في منطقة يبرود وسيطر على الطريق الرئيسي بالبلدة ومعبر حدودي قريب وأشار إلى أنه كان يستخدم في التهريب. وجاء القصف في الوقت الذي اقتربت فيه جولة ثانية من محادثات السلام في جنيف من نهايتها دون مؤشر على إحراز تقدم فيما تتشبث الحكومة والمعارضة بمواقفهما.