الدوحة : عقد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أمس الأربعاء ندون بعنوان "مستقبل الأمة في ظل التطورات الراهنة". تناولت توضيح المفاهيم الخاطئة الخاصة بأحاديث الفتن ودور الحرية في نهضة الأمة الإسلامية ، ومدى تأثير الثورات العربية علي مصير القضية الفلسطينية. في بداية الندوة التي عرضتها موقع "الجزيرة نت" اعتبر العلامة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن حديث بثينة شعبان مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد عن قرارات "القيادة القطرية" يعكس أنهم ما زالوا يعيشون خارج سياق الأحداث. وأضاف إن الشعوب العربية انتصرت وأسقطت عهود الأسر الجمهورية ولم يعد هناك من مجال لمقولات مثل "مع الأسد إلى الأبد"، وخاطب النظام السوري قائلا "ليذهب حزب البعث إلى الجحيم". وطالب القرضاوي بتصحيح ما سماه فهما خاطئا لأحاديث الفتن، وحثّ الشعوب العربية على الثورة ضد نفسية الاستسلام وتكسير الأصنام من الحكام الذين لا تنطبق عليهم صفات المؤمنين، حسب وصفه، لأنهم "حكموا بالظلم ونهبوا الأمانات". وقال إنه وقف ضد أحداث البحرين ليس لأنها دولة خليجية بل لأن المتظاهرين تحركهم قضايا طائفية، حسب رأيه، وتابع "عندما يجتمع السنة والشيعة على مطالب سنؤيدهم". أما وزير الأوقاف السوداني الأسبق الدكتور عصام البشير فاعتبر أن الثورات العربية خلقت إرادة التغيير التي تتطلب الحوار وتقبل الآخر وتجاوز الجراح والسفاسف، "وليس المهم أن نقطع رأس الدكتاتور". من جانبه، ربط الأمين العام للاتحاد علي محيي الدين القره داغي بين الحرية ونهضة الأمة الإسلامية، "فالشعوب لا تُنتج في ظل الاستبداد وكلما ضاقت مسالك الحرية انقرضت حركة الأمة". ورأى مفتي سلطنة عمان أحمد محمد الخليلي أن الشعوب العربية محقة في بحثها عن الحرية بعد أن عاشت عقودا طويلة في ظل حكام قال إن الاستعمار هيأهم لخلافته فكانوا أشد منه قسوة وتدخلوا حتى في حرية المعتقد. أما زعيم حركة النهضة التونسية الشيخ راشد الغنوشي فشدد على أن انتزاع فلسطين تحد وجودي ولا يمكن للأمة الاستمرار دون استردادها "فليس صدفة ربْط القرآن بين الأقصى والمسجد الحرام". واعتبر أن الثورات العربية تهدد كيان إسرائيل حيث جاءت في ظل تخلخل في ميزان القوى الغربية، وتؤرخ لبداية عصر جديد خصوصا أن الرأسمالية تعاني منذ سنتين من داء عضال. من جانبه، طالب المفكر المصري الدكتور سيف الدين عبد الفتاح بحماية مكتسبات الثورة ومتابعة التغيير بالتعميم والتطهير لأن الثورة تولد معها مضادات "وهذه سنة التدافع". هذه المخاطر تعني حسب نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور عبد الله بن بية أن الأمة لا تزال في طريقها إلى النهوض و"لم تستو السفينة على الجودي"، مما يتطلب حسبه أن يقوم العلماء بوضع قيم ومبادئ تهتدي بها الثورات. وحذر بن بية من إنسدادات وحواجز من شأنها تعطيل الطاقات في الدول العربية وفتح مجال للخارج للاستفادة والتدخل، وإن أكد أن "الأمة العربية قادرة على الانتصار والخروج من النكبات مرفوعة الرأس". بدوره رأى المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا علي صدر الدين البيانوني أن "الثورة السورية" في طريقها للحاق بالثورة في كل من مصر وتونس. وقال للجزيرة نت إن حديث نظام الأسد عن وقوف سلفيين وإرهابيين خلف الأحداث خدعة لم تعد تنطلي حتى على الغرب.