خريطة لبنان سياحة لا شك أن الأزمة السياسية والأمنية التى يعيشها لبنان هذه الأيام،كأحد تداعيات حرب الصيف الماضى بين حزب الله وإسرائيل وظهورأحداث نهر البارد، أصبحت تمثل واقعاً مؤلماً لصناعة السياحة الرافدالأساسى لاقتصاد ذلك البلد الذى لم يتجاوز حتى الآن محنة اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريرى.
محيط : منال فؤاد
وقد تكون آخر الاحصائيات المتاحة هى أفضل دليل يعكس الواقع الذى تعيشه حالياً الحركة السياحية والتجارية فى لبنان حيث تؤكد الأرقام الرسمية تراجع الحجوزات لدى وكالات السياحة والسفر فى لبنان خلال شهر يونيو الحالى بنحو 80% فى الوقت الذى انخفضت فيه نسبة إشغال الفنادق فى مختلف المناطق اللبنانية بحوالى 70% وهو ما قد يعنى أن القطاع السياحى فى لبنان سيخوض عاماً جديداً من الركود. ووفقاً لبيانات وزارة السياحة اللبنانية التى أوردتها صحيفة "الرياض" السعودية، فقد شهدت حركة السفر على خطوط طيران الميدل ايست بنسبة 25% وإن كانت الشركة لم تلغ الرحلات الإضافية المنظمة لفترة الصيف. وأظهر تقرير لوزارة السياحة اللبنانية تراجعا في حركة السياحة للبنان بنسبة 33.59% خلال شهر مايو الماضي مقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضى. وأشارالتقرير الذى أوردته وكالة الأنباء السعودية "واس"، إلى أن عدد السياح بلغ 109.441 سائح في شهرمايو 2006 فيما بلغ عدد السياح نحو 72.676 سائح في مايو العام الحالي أي بتراجع 33.59% عن مايو العام السابق.
قصف مخيم نهر البارد ومن الواضح أن الحركة السياحية فى لبنان تواجه بالفعل أزمة حتى قبيل تفجر أحداث نهر البارد حيث تشير أرقام وزارة السياحة اللبنانية إلى تراجع عدد السياح بنسب ملموسة بلغت في الأشهر الأربعة الأولى من السنة نسبة 22.9% مقارنة مع الفترة عينها من العام الماضى، دخل إلى لبنان حتى نهاية إبريل الماضى 270062سائحاً مقابل 350272سائحا في الفترة عينها عام 2006أي بتراجع ملموس يبلغ 80210 سائحاً وهي تشكّل نسبة 22.9%. وحافظت الدول العربية على ترتيب السياحة الوافدة إذ بلغ عدد السائحين 105234سائحاً في الأشهر الأربعة الأولى من العام أي بنسبة 39% من العدد الإجمالي للسياح، تليها الدول الأوروبية بعدد سياح يبلغ 76061أي 28.2% من العدد الإجمالي، ثم آسيا 36889سائحاً أي 13.7% ، والولايات المتحدةالأمريكية 28240سائحا أي 10.5% وإفريقيا 15765سائحاً أي 5.8% من إجمالي عدد السياح. في المقابل تصدّرت الأردن القائمة من حيث أعداد السائحين المتوجهين إلى لبنان إذ بلغوا 37458سائحاً أو 13.9% ، تليها فرنسا 20325سائحاً أو 7.5% ، إيران 19472سائحاً أو 7.2% ، العراق 17241سائحاً أي بنسبة 6.4% ، المملكة العربية السعودية 15831سائحاً بنسبة 5.9% من إجمالي عدد السياح مما يظهر تراجعاً في أعداد السياح الخليجيين المتوافدين للبنان مقارنة بالأعوام الماضية. ويبدو أنه فى ظل الأرقام الراهنة وأن عائدات صناعة السياحة لن تكون قادرة على التخفيف من وطأة الأزمة التى مازال يعانيها الاقتصاد اللبنانى، حيث تشير التقديرات إلى أن تلك الصناعة قد واجهت فى العام الماضى خسائر مباشرة وصلت لمليارى دولار نتيجة الحرب الإسرائيلية بينما تجاوزت الخسائر غير المباشرة الأربعة مليارات دولار. وتشير بعض المصادر كما أوردت مجلة "الكفاح العربى" اللبنانية إلى أن هناك أكثر من 250 سائحاً قد ألغوا حجوزاتهم فى المناطق الشمالية من لبنان تخوفاً من امتداد أزمة مخيم نهر البارد إلى مناطق أخرى. ومن المعروف أن عائدات لبنان واستثماراته في البنى التحتية السياحية تبلغ 4.4 مليارات دولار, علماً أن هذا القطاع يشكل أكثر من 10% من إجمالي الناتج المحلي ويعمل فيه نحو 140 الف شخص, لكن الأزمات السياسية والأمنية التي تشهدها البلاد اضطرت أصحاب الفنادق إلى الاستغناء عن خدمات 25% م فنادق لبنانية ن العاملين لديهم البالغ عددهم 25 ألفاً. في هذا السياق يصف بيار الأشقر رئيس اتحاد المؤسسات السياحية رئيس نقابة أصحاب الفنادق الوضع السياحي القائم ب "المريض في العناية الفائقة", مؤكداً أهمية هدنة المئة يوم التي اطلقتها الهيئات الاقتصادية على الصعيدين الإعلامي والسياسي, الأشقر ويؤكد الأشقر أن الظروف الراهنة ستؤدي إلى ضرب هذا الموسم قبل انطلاقته.
وأكد ضرورة أن تفرض القوى الأمنية اللبنانية الاستقرار محذراً من مغبة عدم عودة الاستثمارات للقطاع السياحى، ومن جانبه أكد بول عريس نقيب أصحاب المطاعم في لبنان لا سياحة في لبنان مع غياب الاستقرار السياسي والأمني, مشيراً إلى أن تلك الأوضاع تستهدف تخريب الموسم السياحي وهو العصب الأساسي للاقتصاد اللبناني. غير أنه أعرب عن أمله فى إنقاذ الموسم السياحى فى لبنان إذ ما تم معالجة الوضع الأمنى بصورة سريعة. ويتفق عاملون فى مكاتب السياحة والسفر بالأردن مع ذلك الرأى حيث يرون ، كما أوردت صحيفة "الغد" الأردنية عودة ارتفاع الطلب على الرحلات السياحية إلى لبنان مع استقرار الأوضاع الأمنية. وكان جو سركيس وزير السياحة اللبنانى قد أشار فى تصريحاته لصحيفة "الشرق الاوسط" إلى أنه "بإمكاننا احتواء الوضع وإعادته إلى ما كان عليه للاستفادة من الموسم السياحى إذا انتهت الأزمة فى الشمال وانتهى مسلسل الانفجارات المتنقلة فى أقرب وقت ممكن". ويمكن القول أنه فى ظل الأجواء الراهنة التى يعيشها لبنان يبقى الوضع السياحى حائراً بين متفائل ومتشائم إلى أن يتم وضع نهاية حاسمة للمأزق السياسى والأمنى لذلك البلد السياحى .. عفواً السياحى سابقاً..