بيروت: صدرت عن دار "الجمل" الترجمة العربية لكتاب "أناشيد مالدورور" للشاعر الفرنسي لوتريامون، وقام بالترجمة الكاتب اللبناني سمير الحاج شاهين في الثمانينات، وصدرت في طبعة وحيدة عن المؤسسة العربية في بيروت وسرعان ما نفدت. وبحسب صحيفة "الحياة" ضمت الطبعة الجديدة من الكتاب مقدمة طويلة ومهمة، هي بمثابة مدخل نقدي لقراءة لوتريامون والذي توفى قبل أن يبلغ الخامسة والعشرين من عمره إلا أنه ترك وراءه تراثاً أدبياً لا يزال محل دراسة وبحث من النقاد والأدباء. كان لوتريامون دائم الصداع مورَّقاً لا يعرف النوم، وإذا حدث تهاجمه الكوابيس الرهيبة وذكر حالته تلك في أناشيده، مما يقوله : "سعيد من يغرق في سبات عميق ساعة يضع رأسه على مخدته، ها إني منذ يوم ولادتي المشؤوم أعاني من الأرق الذي نذر أن يجرف دائماً أعضائي الى أعماق الحفرة التي تنبعث منها منذ الآن رائحة المقابر". في النشيد الأول من الكتاب يقول "نرجو السماء أن يهتدي القارئ، المتجاسر وقد أصبح موقتاً ضارياً أسوة بما يقرأه، من دون أن يتوه، الى طريقه الوعر والمهجور، عبر المستنقعات الموحشة لهذه الصفحات الكامدة والمليئة بالسم، لأنه إذا لم يجلب الى قراءته منطقاً صارماً وحصر ذهنٍ مساوياً على الأقل لريبته، فإن الفيوض المميتة لهذا الكتاب ستبلل روحه كما تفعل الماء بالسكر".