بيروت : رحل عن عالمنا الروائى اللبناني سهيل ادريس مؤسس مجلة "الآداب" واحد مؤسسى اتحاد الكتاب اللبنانيين، بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز 83 عاما. ولد ادريس فى بيروت عام 1925 وتلقى دراسته الابتدائية في كلية المقاصد الإسلامية بيروت. التحق ب"كلية فاروق الشرعية" وارتدى الزي الديني طوال خمسة أعوام، ليتخلى عنه بعد تخرجه عام 1940. بدأ العمل محرراً في جريدة "بيروت" لصاحبها محيي الدين النصولي، وفي "بيروت المساء" الأسبوعية لصاحبها عبد الله المشنوق. ثم عمل، بالإضافة الى ذلك، محرراً في "الصياد" لصاحبها سعيد فريحة، وفي "الجديد" لصاحبها توفيق يوسف عواد. نشرت "المكشوف" لصاحبها فؤاد جيش اول مقال له عام 1939، ثم أخد ينشر في "الرسالة المصرية" و"الأديب" و"الأمالي" اللبنانيتين. سافر الى فرنسا، وحاز الدكتوراه في الآداب بجامعة السوربون عام 1952، وكانت أطروحته بعنوان "القصة العربية الحديثة التأثيرات الأجنبية فيها من عام 1900 الى عام 1950". أنشأ عام 1953 مجلة "الآداب" بالاشتراك مع المرحومين بهيج عثمان ومنير البعلبكي، وما لبث عام 1956 أن استقل بها عن شريكيه، وبقي رئيساً لتحريرها حتى العام 1992. عام 1955 أسس مع المرحومين رئيف خوري وحسين مروة "جمعية القلم المستقل". عام 1956 تزوج بعايدة مطرجي، وانشأ دار الآداب بالاشتراك مع الشاعر الراحل نزار قباني، ثم استقل بها عام 1961 لاضطرار قباني الى الانفصال عنه بسبب احتجاج وزارة الخارجية السورية على عمله في النشر الى جانب عمله الديبلوماسي. عام 1961 عمل أستاذاً للترجمة والتعريب في جامعة بيروت العربية. عام 1967 عيّن أميناً عاماً مساعداً لاتحاد الأدباء العرب، وأميناً للجنة اللبنانية لكتاب آسيا وافريقيا. عام 1968 أسس، مع قسطنطين زريق وجوزيف مغيزل ومنير البعلبكي وادونيس، اتحاد الكتاب اللبنانيين، وانتخب أميناً عاماً له ثلاث دورات متوالية، ثم أعيد انتخابه مجدداً عام 1989 وعام 1991. له ثلاث روايات: "الحي اللاتيني" (1953)، و"الخندق الغميق" (1958)، و"اصابعنا التي تحترق" (1962)، وست مجموعات قصصية: "أشواق" (1947)، و"نيران وثلوج" (1948)، و"كلهن نساء" (1949)، و"الدمع المرّ" (1956)، و"رحماك يا دمشق" (1965)، و"العراء" (1973)، ومسرحيتان: "الشهداء" (1965)، و"زهرة من دم" (1969). الّف معجم "المنهل" الفرنسي العربي مع المرحوم د. جبور عبد النور، وعكف منذ أكثر من ربع قرن على تأليف "المنهل" العربي الفرنسي و"المنهل" العربي العربي بالاشتراك مع الشهيد الدكتور صبحي الصالح والدكتور سماح ادريس. ترجم ما يزيد عن عشرين كتاباً، أبرزها كتب لسارتر وكامو ودوبريه ودورا ، أما عن حياة الراحل العائلية فقد رزق ثلاثة أولاد: رائدة ورنا وسماح.