تباين ردود الفعل على خطاب اوباما حول الشرق الأوسط بارك اوباما واشنطن: تباينت ردود الفعل على الصعيدين الرسمي أو الشعبي على خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول التطورات في الشرق الأوسط الذي طرح فيه رؤية الإدارة الأمريكيةالجديدة في المنطقة. فمن ناحيتها، قالت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" إن ما جاء في خطاب الرئيس أوباما حول إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 هو ذر الرماد في العيون، متهمة إياه بأنه منحاز لإسرائيل. وقال إسماعيل رضوان القيادي في حركة حماس نحن لا نؤمن بهذه النظرة الأمريكية المنحازة والمتنكرة للحقوق الفلسطينية. من جانبه، قال سامي أبو زهري الناطق باسم حماس إن حركته"تؤكد أن المصالحة الفلسطينية شأن فلسطيني داخلي والمفاوضات أثبتت عبثيتها، وحماس لن تعترف بالاحتلال في كل الأحوال. مخيب للآمال أما جماعة الإخوان المسلمين في مصر فقد اعتبرت على لسان القيادي البارز عصام العريان الخطاب مخيبا للآمال. وقال العريان إن الخطاب "لايحمل الجديد والاستراتيجية الامريكية كما هي، هناك غطاء أمريكي للرؤساء الطغاة كما هو في سوريا واليمن والبحرين". وأضاف " الوعود الامريكية مجرد وعود لا يوجد قرار حاسم بالانسحاب الفوري من العراق او افغانستان". ويشارك زهير العرجي عضو البرلمان العراقي العريان الرأي ويقول " إن الإدارة الأمريكية يجب توازن في سياساتها ونحن ننتقد صمتها على ما يحدث في البحرين". وأضاف العرجي " نأمل أن تكون هناك سياسة واضحة لدعم الشعوب في الدول التي شهدت تغيرات مثل مصر وتونس والعراق والشعوب في الدول التي تسعى للتغيير مثل سورية وليبيا". اوباما واهم من جانبها ، وصفت الحكومة الليبية الرئيس الامريكي باراك أوباما بأنه واهم بعد أن طالب العقيد الليبي معمر القذافي في خطابه بترك السلطة. وقال المتحدث باسم الحكومة موسى ابراهيم ان اوباما ما زال واهما ويصدق الاكاذيب التي تنشرها حكومته واعلامه في شتى انحاء العالم مضيفا ان اوباما ليس هو من يقرر بقاء القذافي او رحيله وانما الشعب الليبي هو الذي يقرر ذلك. وفي بنغازي معقل المعارضة الليبية، رحبت المعارضة بالخطاب الأمريكي ولكن الترحيب كان مشوبا بالحذر. وقال المتحدث باسم المعارضة " الخطاب خطوة إلى الأمام، لم يتضمن الخطاب اعتراف رسمي بالمعارضة ممثلا شرعيا ولكن الاعتراف بشرعية ومصداقية المجلس هي مجرد خطوة للاعتراف الكامل". ترحيب أردني وفي الأردن ، عبر وزير الخارجية الأردني ناصر جوده عن ترحيب الأردن بالمرتكزات التي حددها الرئيس الامريكي باراك اوباما بشأن حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي في خطابه. وشدد جوده في تصريح لوكالة الانباء الاردنية "بترا" على ان ما قاله الرئيس اوباما في خطابه حول ان الدولة الفلسطينية يجب ان تقوم على اساس خطوط الرابع من حزيران لعام 1967، وان تتمتع بالسيادة والتواصل الجغرافي وتكون لها حدود مع مصر والاردن واسرائيل هو "امر ذو أهمية كبيرة حيث ان هذه هي المرة الاولى التي يطرح فيها رئيس امريكي بمثل هذا الوضوح -وفي خطاب سياسي عام ومعلن- تصوره الرسمي حول موضوعي قيام الدولة على اساس خطوط الرابع من حزيران 1967 وايضا رؤيته الواضحة بان هذه الدولة ينبغي ان تتمتع بالسيادة". وأعرب وزير الخارجية عن أمله بان يتبع هذا الخطاب إجراءات عملية ملموسة وفورية تقوم بها الولاياتالمتحدةالامريكية والمجتمع الدولي بأسره والاطراف المعنية كافة تمكن من تهيئة مناخ ملائم لاستئناف المفاوضات المركزة والجادة" لانجاز اتفاق سريع حول موضوع الحدود والترتيبات الامنية ضمن فترة زمنية قصيرة يزول معها العامل التعطيلي الدائم الذي يشكله موضوع الاستيطان الاسرائيلي-غير الشرعي وغير القانوني اصلا". وقال إن الوصول إلى اتفاق عاجل حول الحدود والامن وفق المرتكزات التي طرحها الرئيس الامريكي من شأنه أن يؤدي إلى إنهاء الاستيطان بالكامل على كل الأراضي الواقعة ضمن الحدود الفلسطينية، ليتمكن بعدها الطرفان من البحث المركز وضمن سقف زمني محدد حول قضايا الحل النهائي الأخرى كلها ولا سيما قضايا اللاجئين والقدس والمياه والوصول لاتفاق حول هذه القضايا الحيوية للاردن. افكار هامة وبدوره ، اعتبر الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون خطاب أوباما اشتمل على افكار مهمة للمضي قدما في محادثات السلام في الشرق الاوسط وحث القادة الفلسطينيين والاسرائيليين على الاستجابة لها بشكل ايجابي. وذكر بيان صادر عن المكتب الصحفي للأمين العام للامم المتحدة ان بان كي مون يعتقد أن الرئيس اوباما قد عرض افكارا هامة يمكن ان تساهم بالمضي قدما في محادثات السلام بما يتوافق مع المواقف الدولية والاستجابة للاهتمامات الأساسية المشروعة لكلا الطرفين. واضاف البيان ان بان يشجع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على الاستجابة لهذا الخطاب الهام كرجلي دولة وصانعي سلام. ويأمل بان كي مون ان تظهر كل الاطراف عزما متجددا للوصول الى اتفاق سلام يوفر لكلا الدولتين العيش جنبا الى جنب بكرامة وامن وسلام. ووصف بان الاحداث في شمال أفريقيا والشرق الأوسط بالتطورات التاريخية وذكر انه هو بنفسه قد عبر باستمرار عن دعمه للتطلعات المشروعة للشعب في المنطقة لمزيد من الحرية والكرامة وحياة افضل. وجدد بان كي مون مطالبته للقادة في جميع أنحاء المنطقة الى "نبذ العنف والقوة والقمع واختيار سبيل الاصلاح والحوار الشامل مشددا على ان الشعب في المنطقة هو الذي يحدد مصيره وتعهد بمساعدة الاممالمتحدة الكاملة".