7 يونيو... في أجندة أيام القدس الصعبة! د. أحمد يوسف القرعي في تاريخ القدس( القديم والوسيط والحديث والمعاصر) أيام صعبة يتوقف عندها كل من يقرأ ويتابع تاريخ المدينة علي مدي خمسة آلاف عام, أي منذ أن بناها الكنعانيون العرب, فقد تعرضت القدس أربعين مرة لصنوف مختلفة من الغزوات الاستعمارية, واستطاعت الأمة العربية والاسلامية الدفاع عن المدينة عبر مختلف العصور حتي تعرضت القدس يوم7 يونيو1967 للاحتلال الواحد والأربعين من قبل القوات الاسرائيلية التي شنت عدوان5 يونيو علي مصر وسوريا والأردن( وكانت القدس في إطار الضفة الغربية وديعة لدي الأردن). هكذا سقطت القدسالشرقية في يد اسرائيل ثالث أيام عدوان1967 وعندئذ وصف موشي ديان وجوده في القدس(7 يونيو) بأنه اللحظة التي تتجاوز في أهميتها قيام اسرائيل. وبعد ثلاثة أسابيع وبالتحديد في28 يونيو1967 أعلن موشي شابيرو وزير داخلية اسرائيل ضم الأحياء العربية في القدسالشرقية قسرا وتوحيد المدينة. وكانت تلك أول خطوة في مخطط التهويد لكامل أرض القدس والتطهير العرقي لسكانها العرب علي يد الاحتلال الإسرائيلي منذ7 يونيو1967 وحتي الآن, أي علي مدي41 عاما من الاحتلال الاستيطاني شهدت خلالها المدينة المقدسة أياما صعبة تشكل صفحات كتاب أسود للاحتلال الاسرائيلي. وحتي لا ننسي يجدر التذكير بخطورة ما جري للقدس منذ احتلالها في7 يونيو1967 وكان ليفي أشكول آنذاك رئيسا لحكومة اسرائيل وتولي الرئاسة بعده كل من جولدا مائيرا واسحق رابين ومناحم بيجين واسحق شامير وشيمون بيريز ونيتانياهو وباراك وشارون وأخيرا أولمرت. ولقد حاول كل واحد من رؤساء حكومة إسرائيل ان يترك بصماته علي المدينة المقدسة احتلالا وتوسيعا وتهويدا وتطهيرا, لكن من الأهمية الإشارة إلي أن بن جوريون كان أول من تطلع إلي القدس كعاصمة للدولة العبرية حتي قبل إعلان قيامها يوم15 مايو1948 ثم وهو يرأس الحكومة المؤقتة حتي أصبح رئيسا للوزراء في فبراير1949 ولمدة15 عاما( باستثناء سنوات53 1955) أي حتي اعتزاله عام1963, ونظرا لتمتعه بكاريزما قيادية ظلت تصريحاته بشأن القدس حتي رحيله1973 نبراسا لكل رؤساء حكومة اسرائيل من مختلف الاتجاهات, والي بن جوريون وحده يعود مخطط فرض الأمر الواقع مبكرا علي القدس منذ قرار تقسيم فلسطين في نوفمبر1947 وتقسيمها إلي مدينتين والتهويد المبكر للقدس الغربية منها قبل احتلال القدسالشرقية في7 يونيو1967, وسارع بن جوريون بعد أسابيع قليلة من الاحتلال بتقديم مشروعه للكنيست بتوحيد القدسينالغربيةوالشرقية كعاصمة لإسرائيل. وجاء ليفي أشكول رئيسا للحكومة فيما بين1963 و1969 وكان يفخر بدوره باحتلال القدسالشرقية يوم7 يونيو1967 في فترة حكمه ولم يتردد في مباشرة أولي عمليات تهويدها. وكان من أصعب الأيام التي مرت علي القدس العربية يوم29 يونيو1967 عندما أصدرت إسرائيل أمرا بحل مجلس أمناء القدس العربي المنتخب من سكان القدس وبإقصاء أمين القدس عن عمله. وبعد أشكول جاءت جولدا مائير وقد استهلت فترة حكمها بأبشع جريمة عرفتها القدس وذلك بمحاولة احراق المسجد الأقصي في21 أغسطس1969. وخلفا لجولدا مائير جاء اسحق رابين عام1974 وواصل سياسته الاستيطانية وشهدت الأراضي المحتلة بما فيها القدس هيمنة استيطانية زادت في حجمها عن السنوات السابقة لتولي رابين رئاسة الحكومة, كما واصل ضم المدينتين الغربيةوالشرقية خطوة خطوة بمصادرة مزيد من الأحياء العربية والاستيلاء علي الأراضي المحيطة بالمسجد الأقصي للبدء فيما يسمي مشروع بناء القدس الكبري, وفي سنوات حكمه اصدر الكنيست قانونا في10 مايو1994 يزعم فيه أن القدس ستبقي موحدة الي الأبد تحت سيادة اسرائيل وفي ديسمبر1994 اصدر الكنيست قانونا آخر يحظر نشاط بيت الشرق الذي كان مقرا لفيصل الحسيني المسئول عن ملف القدس منذ عام1991. وبعد مقتل رابين وتولي شيمون بيريز فترة قصيرة جاء نيتانياهو الي رئاسة الحكومة الإسرائيلية ببرنامج لتهويد القدس أشد خطورة من سابقيه, ويكفي الاشارة الي افتتاحه أول نفق تحت المسجد الأقصي في26 سبتمبر1996 واستمرار عمليات الحفر وتكثيف عمليات بناء المستوطنات ومن أبرزها مستوطنة جبل أبو غنيم( هارحوما). وبعد نيتانياهو جاء باراك ليدخل في مزايدة سياسية حول القدس بصفة خاصة وكان أمله أن يحقق طموحه السياسي في مؤتمر كامب ديفيد 2 عام2000 , لكن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات تحفظ علي التوقيع لأن الاتفاق الذي جري بوساطة الرئيس الأمريكي كلينتون لا يتفق مع ثوابت القضية المقدسية. ومن هنا التقط شارون الفرصة وفاز في انتخابات يناير2001, ويبادر في قلب مفاوضات القدس رأسا علي عقب واستباح كل الحقوق والممتلكات والشئون الفلسطينية حتي غاب عن الساحة السياسية في ديسمبر2006 اثر اصابته بغيبوبة لم يفق منها حتي الآن. وعندما تولي أولمرت رئاسة الحكومة الإسرائيلية بعد شارون مارس خدعة المراوغات السياسية ولم تحرز قضية القدس قيد أنملة علي طريق المفاوضات واللقاءات وكأنه يستوحي سياسة بن جوريون بفرض الأمر الواقع أولا وأخيرا ويصادر المزيد من الأراضي حتي في الاسبوع الذي تعرض فيه للاتهام الاخلاقي ويقوم بزيارة للولايات المتحدة لعله يحظي باعتراف القدس عاصمة لإسرائيل طمعا في دخوله من أوسع أبواب التاريخ الاسرائيلي بدلا من دخوله قفص الاتهام. تلك مجرد قراءة سريعة في أجندة أيام القدس الصعبة. ابتداء من7 يونيو1967. عن صحيفة الاهرام المصرية 5/6/2008