تهدئة بمواصفات إسرائيلية أنور صالح الخطيب لم يرشح إلا القليل عن الوساطة المصرية بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي من جهة وبين حكومة الاحتلال الإسرائيلي من جهة أخري حول ما يقال عن تهدئة بين الطرفين تتوقف بموجبها "إسرائيل"عن قصف قطاع غزة فيما تتوقف المقاومة عن إطلاق الصواريخ علي المستعمرات الإسرائيلية فلسطينيا لا يوجد تأكيد حول التوصل إلي مثل هذا الاتفاق . كما أن أكثر من مصدر رسمي إسرائيلي نفي حصوله إلا أن الوضع الميداني في قطاع غزة يشير إلي أن ثمة صفقة بالفعل يجري دراستها إلا أنها لا زالت قيد التحضير والهدوء الذي يشهده القطاع ربما هو فرصة لاختبار نوايا الطرفين لا غير في تقديري أن التوصل إلي هدنة بين الطرفين أمر صعب للغاية بل ويكاد يكون مستحيلا لا لشيء إلا لان إسرائيل تريد هدنة أو تهدئة علي مواصفاتها الخاصة فهي ترفض الربط بين الهدنة في قطاع غزة والضفة الغربية والدليل علي ذلك قيامها أمس باعتقال أكثر من 45 فلسطينيا في المدن الفلسطينية المحتلة فضلا عن إعلانها بناء 750 مسكنا جديدا في مستعمرة شمال القدس وهو ما قد يحبط أية نوايا للتوصل إلي تهدئة فعلية الهدوء الذي يشهده قطاع غزة هدوء يسبق العاصفة وتوقف عمليات إطلاق الصواريخ الفلسطينية من القطاع سببه أن المقاومة التي خرجت الأسبوع الماضي من معركة كبيرة انتهت باستشهاد أكثر من 120 فلسطينيا غالبيتهم من المدنيين تعيد النظر في تكتيكاتها وخططها وتلتقط أنفاسها تمهيدا لجولة جديدة متوقعة في أية لحظة فضلا عن أن جيش الاحتلال الإسرائيلي خفض من مستوي عملياته العسكرية في قطاع غزة وبالتالي فان الوضع الطبيعي أن تخفض المقاومة من مستوي عملياتها أيضا لان لها مصلحة حقيقية في هذه الظروف علي الأقل أن تتحقق التهدئة لتلتقط أنفاسها. أيضا عملية القدسالغربية التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي والتي لم تعلن أية جهة فلسطينية رسميا عن مسؤوليتها عنها بعد فرضت أيضا واقعا جديدا لدي تل أبيب التي باتت تواجه ردا علي عملياتها في قطاع غزة ليس بإطلاق الصواريخ علي المستعمرات بل في قلب القدسالمحتلة الأمر الذي يقتضي بالضرورة أن تعيد حساباتها فالثمن الذي يمكن أن تدفعه مقابل كل غارة جوية علي قطاع غزة أصبح مرتفعا وربما لا تستطيع تحمله عموما الهدوء الذي يشهده قطاع غزة هدوءا مؤقتا ونجاح المساعي المصرية في إيجاد تهدئة منوط بأمر واحد أن تعيد تل أبيب النظر في سياستها القائمة علي قتل الآخر لتحقيق الأمن. عن صحيفة الراية القطرية 11/3/2008