إنْ عُدْتُم عُدْنَا د. عائشة سعيد أبو الجدايل لا نريد الرد عليهم برسوم مماثلة، ولا مقاضاة، أو سحب السفراء.. فذلك ليس له أثر رادع مثل المقاطعة الاقتصادية.. دعوا العقوبة الاقتصادية تأخذ مجراها، وسترون العجب!? هو الشعار الذي يجب أن يرفعه المسلمون في وجه مَن كرر الإساءات للرسول صلى الله عليه وسلم، ونذكّرهم بما فعلنا بهم في المرة الأولى، عندما نشرت الصحف الدانماركية الرسوم المسيئة لرسولنا صلى الله عليه وسلم.?ولكن وللأسف الشديد فإن ردود الفعل الإسلامية على الرسوم المسيئة لرسولنا صلى الله عليه وسلم هذه المرة لم تكن على المستوى المطلوب، لا شعبيًّا، ولا رسميًّا. هذا ما جاء به ملحق (الرسالة) بالمدينة في 17/2/1429ه، ونحن نؤيد بشدة هذا القول. ويوضح ملحق (الرسالة) أن المواقف الإسلامية الرسمية والشعبية إزاء أزمة الرسوم المسيئة لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل عامين تبلورت في أربعة أمور:? 1 - إعلان منظمة المؤتمر الإسلامي التي تضم 57 دولة إسلامية، وتمثل المسلمين في شتّى بقاع الأرض، عن تحرك داخل الأممالمتحدة لتبني إعلان عالمي بتحريم الإساءة للدين الإسلامي وللمقدسات الإسلامية، وهذا اسوة بتجريم مَن يتعرّض للدين اليهودي، وللهولوكست، وذلك بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي الذي حاول وقف التصعيد الشعبي في العالم الإسلامي ضد الدانمارك، وكان التصعيد في ذلك الوقت انصبّ على المقاطعة الاقتصادية للبضائع الدانماركية، ونحن نتساءل عن تحرك منظمة المؤتمر الإسلامي داخل الأممالمتحدة؟؟ علامات أسئلة كثيرة؟؟ أيضًا عن تعاون الاتحاد الأوروبي من عرض الصور المسيئة مرة ثانية في الدانمارك، وبشكل جماعي، وتحدٍّ سافر. هذا إلى جانب فكرة حرية الرأي التي دافع عنها الوزير الألماني، وكأنه يهدد بالتصريح بنشر الصور في الصحف الألمانية !!. 2- الإعلان الشعبي عن تأسيس منظمات وهيئات للنصرة! أين المنظمات والهيئات؟ ألم يكن عامان من الزمن كافيين للتأسيس؟ ثم أين اللجنة العالمية لنصرة خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم التي أعلنت أنها بالتعاون مع جمعيات ومراكز إسلامية في الدانمارك سوف ترفع دعاوى قضائية ضد الصحيفة التي نشرت الرسوم وضد الرسام نفسه؟. والآن أتى التحدي السافر لمشاعر المسلمين، والاستفزاز الذي لا بعده استفزاز، بإعادة نشر الرسوم المسيئة لرسولنا صلى الله عليه سولم من 17 صحيفة، وفي يوم واحد! فما هي ردة الفعل الإسلامية؟ هل نكتفي بالكلام؟ أم نأخذ بالاقتراح برفع دعاوى قضائية ضد جميع الصحف الدانماركية؟ هل نكتفي بفكرة التعريف برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قد يجد أو لا يجد آذانًا صاغية؟. إن ردود الفعل يجب أن تكون ردود فعل مؤلمة، رادعة على أرض الواقع؛ لأن الفعل في حد ذاته عملية تأجيج الصراع الديني، وصراع وصِدام للحضارات، وعملية استفزازية، الغرض منها أن يأتي المسلمون بردود فعل غاضبة تصمهم بالإرهاب. إن ردود الفعل على تكرار الحدث في العالم الإسلامي هذه المرة قاصرة ومقصّرة، باستثناء الندوة التي عُقدت في اليمن، ونادت بالمقاطعة. الرد هو العقوبة، والعقوبة الاقتصادية في نظري هي العقوبة الرادعة المؤلمة. لقد نجح العالم الإسلامي في مقاطعة البضائع الدانماركية، والتي عادت بخسائر مادية كبيرة، ذاق مرارتها جميع أفراد الشعب الدانمركي، الذي يجب أن يقف وراء مصالحه المادية، ونترك كيفية تأديب الصحف الدانماركية التي تجرّأت على المسلمين،وعلى الدانماركيين. وعلى المسلمين في هذه المرة التشدد في المقاطعة؛ لأنه عندما تراخى المسلمون في المقاطعة قاموا قومة رجل واحد، وهاجمونا هجومًا شرسًا.. نريدها مقاطعة اقتصادية موحدة شعبيًّا ورسميًّا. شعبيًّا لا نشتري بضائعهم بجميع أنواعها. ورسميًّا بعدم السماح لدخول تلك البضائع للدول الإسلامية، وذلك فداء لكرامتنا، كرامة الوطن المسلم، والفرد المسلم، والدين الإسلامي، ولنبيه صلى الله عليه وسلم. نحن لا نريد أن نرد عليهم برسوم مماثلة، ولا مقاضاة، ولا سحب السفراء، وطرد سفرائهم.. إن كل هذه الأمور ليس لها أي تأثير شعبي مؤلم ورادع مثل المقاطعة الاقتصادية، التي تهزهم هزًا، وتكون عبرة لمن تسوّل له نفسه محاولة الإساءة. فكما هم أحرار في التعبير عن الرأي، نحن أحرار في المقاطعة. دعوا العقوبة الاقتصادية تأخذ مجراها، وسترون العجب. عن صحيفة المدينة السعودية 3/3/2008