الفصل بين بوشهر وبرنامج إيران النووي د.هاني شادي في الوقت الذي كان يجتمع فيه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في برلين مع نظرائه من الدول الأخرى دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي إضافة إلى ألمانيا لبحث فرض عقوبات جديدة على طهران ، أعلنت مصادر روسية أن موسكو سلمت يوم الثلاثاء 22/1/2008 إلى إيران الدفعة الخامسة من الوقود النووي لمحطة "بوشهر" الكهرذرية وقد تسلمت طهران حتى اللحظة حسب المصادر الروسية ما يقارب من 55 طنا من الوقود النووي الروسي وحسب المصادر الروسية والإيرانية تتبقى ثلاث دفعات من الوقود النووي اللازم لتشغيل محطة بوشهر . وسوف ُتسلم إلى إيران خلال الفترة القليلة القادمة وكان سيرغي كيريينكو مدير عام وكالة الطاقة الذرية الروسية قد ذكر الأسبوع الماضي أن روسيا ستنجز توريد الوقود النووي إلى محطة "بوشهر" في شهر فبراير القادم وسبق أن صرح سيرغي شماتكو رئيس شركة "آتوم ستروي أكسبورت" الروسية التي تتولى بناء محطة "بوشهر" أنه سيتسنى تشغيل محطة "بوشهر" الكهرذرية في نهاية العام الجاري وقد يرى البعض تناقضا في هذا الموقف الروسي . ولكن موسكو نجحت ، في حقيقة الأمر ، في الفترة الأخيرة في الفصل بين موقفها من الملف النووي الإيراني وتشييدها لمحطة بوشهر لتوليد الكهرباء في إيران ففي الوقت الذي تدعو فيه روسياإيران إلى وقف أو تجميد تخصيب اليورانيوم والتعامل بشفافية أكبر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، تصر موسكو على أن تعاونها مع إيران في بناء مفاعل بوشهر هو للأغراض السلمية البحتة ولذلك لا يستبعد بعض المراقبين أن توافق روسيا على قرار جديد من مجلس الأمن الدولي في حق طهران . وفي نفس الوقت تستمر في إكمال مفاعل بوشهر ومع ذلك يرى مراقبون روس وغربيون أن موسكو تستغل ورقة بوشهر للضغط على إيران لإقناعها بالاستجابة لمطالب المجتمع الدولي فيما يتعلق ببرنامجها النووي فالتصريحات الصادرة عن المسؤولين الروس بشأن موعد تشغيل بوشهر متناقضة في أحيان كثيرة فقد صرحت إيرينا يسيبوفا، مديرة الجهاز الإعلامي لشركة "اتوم ستروي اكسبورت" الروسية التي تعهدت بإكمال بناء محطة "بوشهر أنها ترى ضرورة التحوط بشأن تحديد موعد بدء عمل المحطة . مشيرة إلى أن من يبني محطة "بوشهر" ما زال أمامه عمل كثير وذلك في وقت أعلنت فيه نفس مصادر الشركة عن احتمال بدء تشغيل المفاعل في نهاية العام الجاري وبالإضافة إلى الوقود النووي الروسي يجب أن تصل محطة "بوشهر" شحنة من المعدات اللازمة لتشغيل المفاعل من بلدان أخرى غير روسيا وهنا يرى البعض أن موسكو يمكن أن تماطل في بدء تشغيل محطة "بوشهر" منتهزة الفرصة التي يهيئها تأخر وصول هذه المعدات إلى طهران ، كعامل ضغط على إيران لتنفيذ مطالب مجلس الأمن الدولي . عن صحيفة الوطن العمانية 23/1/2008