المجاعة تضرب الصومال ونزوح الآلاف إلى مقديشو المجاعة فى افريقيا مقديشو: تشهد العاصمة الصومالية مقديشو نزوحاً كبيراً إليها من قبل المتضررين من الجفاف والمجاعة في جنوب البلاد أملا في الحصول علي مساعدات إنسانية حيث أن حجم المساعدات المقدمة لا يرقي إلي مستوي المعاناة الكبيرة لهؤلاء المتضررين علي خلفية غياب الدور الفعال لمنظمات الإغاثة الدولية. فقد تحولت مقديشو إلي ملجأ لآلاف الفارين من ويلات الجفاف في جنوب البلاد حيث يعيش السكان في ظروف قاسية والجهود المحلية غير كافية. أما المنظمات الدولية فاقتصر دورها علي نداءات وتحذيرات من خطر حدوث كارثة إنسانية وشيكة بدون تحرك فعلي لمواجهتها مما ولد انتقادات لاذعة من المسئولين في الحكومة الصومالية لهذه المنظمات لما وصفوه بدورها المخيب للآمال ووصلت الانتقادات إلي حد اتهام المنظمات الإنسانية بالتسبب في ووصول الأزمة إلي الحد الذي لا يمكن التعامل معها بسبب عدم تحركها في الوقت المناسب. ويري البعض إن الوضع يتطلب أفعال وليس أقوال أو نداءات إغاثة فقط . وعلى اثر ذلك قامت الهيئات العربية والإسلامية العاملة في الصومال في مسعى منها لاحتواء الأزمة بتشكيل لجنة تنسيق بينها وبين مكتب المساعدات التابع لمنظمة التعاون الإسلامي بهدف تكثيف الجهود الإنسانية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل خروج الأزمة عن السيطرة وقال احمد محمد ادم من منظمة التعاون الإسلامي «للجزيرة» أن الوضع أسوأ بكثير مما يتوقعه الناس ويعلمون ونريد أن نوصل رسالة للعالم مفادها أن الملايين من الشعب الصومالي يتعرضون الآن لكارثة حقيقية بالإضافة إلي ذلك فإن الجفاف خلق واقعا صعبا يعيشه اليوم آلاف الصوماليين. هذا الواقع يبدو مستحيلا تجاوزه ما لم تتكافل الجهود الدولية. وصرح الأمين عام للأمم المتحدة بان كي مون، الأسبوع الحالي، أن 11 مليون شخص علي الأقل يواجهون أسوأ موجات الجفاف التي تجتاح الصومال ومنطقة القرن الأفريقي حاليا منذ عقود. طفل يعاني من الجفاف ودعا كي مون إلي عقد اجتماع طارئ مع ممثلي الدول الأعضاء من أجل حثهم علي دعم برنامج إنقاذ الحياة في القرن الأفريقي بنحو6,1 بليون دولار كمساعدات إنسانية من أجل تخفيف معاناة المتضررين وإنقاذ حياتهم، مشيرا إلي أن حساب التبرعات لم يتلق إلا نصف المبلغ المحدد حتى الآن. ووصف كي مون الجفاف في القرن الأفريقي خاصة في الصومال بأنه «أسوء كارثة تواجه العالم الآن». وأكد صندوق الأممالمتحدة للطفولة اليونيسيف أن هناك مليوني طفل في إفريقيا علي الأقل يعانون من سوء التغذية نتيجة موجة الجفاف, وأن نحو نصف مليون من بينهم قد يتوفون علي الفور أو يصابون بأضرار ذهنية أو بدنية علي المدى الطويل. وأشارت الإحصائيات أن طفل من كل ستة أطفال في الصومال يلق حتفه قبل أن يكمل عامه الخامس بسبب سوء التغذية وأزمة الجفاف.فضلا عن المتضررين في كينيا وأثيوبيا واريتريا وجنوب السودان. وقالت اليونيسيف- في بيان لها- إن ارتفاع أسعار الغذاء وموجة الجفاف الطويلة بالمنطقة تؤدي إلي تدهور الموقف المتردي بالفعل بالنسبة لآلاف العائلات الذين هم في حاجة ماسة إلى الغذاء والمياه.