إهانة العراقيين بأيادي العرب وليد الزبيدي اينما ذهب العراقي ، تلاحقه الاتهامات والمعاملة السيئة ، فالدول العربية التي يفترض أن تفتح له أبوابها مراعاة للظرف الاستثنائي الذي يمر به العراق والعراقيون تحاربه وتذله على حدودها ، هناك من يمنع دخوله نهائيا ، يا لعجائب الدنيا واهوالها ، والذين يسمحون بدخول العراقيين ، هما دولتان ، تمارسان مختلف أساليب التشدد الغريب العجيب ، التي لا تليق بأبناء العراق النشامى على الإطلاق ، وبالنتيجة تريد هذه الإجراءات اجبار العراقيين على الذهاب إلى ايران تمثل ايران الخيار الافضل . اذ تفتح مخابراتها واجهزتها الأمنية الأخرى ، بما فيها استخبارات فيلق القدس ، حدودها وابوابها لكل من يدخلها من العراقيين ، في الوقت الذي تمارس فيه معظم الدول العربية مختلف اساليب التعسف بحق ابناء الرافدين ، الذين فتحوا ابوابهم مشرعة كريمة لكل العرب طوال عقود طويلة ، ويبدو ان ما يجري من اهانة واذلال واحتقار للعراقيين في حدود هذه الدول ومطاراتها ، هو عقوبة لكل هذا الكرم والأصالة العراقية العروبية الزاخرة بالشهامة والاباء ، في حين تستقبل دول العرب الذين جاء بهم المحتل الأميركي ونصبهم في العراق بكل بهاء وتفاخر ، وتقدم لهم الورود والحلوى والريحان ، وتفتح سفاراتها في مدينة الاحتلال الأميركي (المنطقة الخضراء) ، وتعمق علاقاتها معهم . لكن التعامل مع الأصلاء من العراقيين النجباء ، يختلف تماما. فهذه اجهزة الحدود في دولة عربية تمارس الإهانة والضرب للعراقي القادم إليها ، ويشمل ذلك الذي لا يعجب المسؤول القائم على الحدود ومخطط اخر سنأتي على ذكره ، وانا اقول ، إن هذا لا يمكن ان يحصل بدون توجيهات مركزية من الأجهزة الأمنية القائمة على الأمر ، لأن الموضوع يحتاج إلى اجابة على سؤال محدد يقول، بماذا يفكر العراقي ، الذي يتعرض للإهانة والضرب والاعتداء بدون اي مبرر ، ونقول للتاريخ ، قد تكون ممارسات هذه الأجهزة الأمنية بحق العراقيين بدون علم رئيس الدولة ، وبالمناسبة تشهد الحدود مع بعض الدول العربية الكثير من الممارسات اليومية بهذا الاتجاه، ولله در العراقيين ، وليتحملوا مصائب الاحتلال وجور بعض أشقائهم العرب ، وكيف يصمدون أمام اغراءات الإيرانيين. في حدود دولة اخرى طلبوا الحصول على سمة رسمية ، لتسهيل دخول ابناء الرافدين ، الذين لم يبخلوا على العرب بشيء عبر التاريخ ، لكن العشرات يوميا يعودون مطرودين بإذلال واهانة من الحدود ، يلعنون اللحظة التي ولدوا فيها في عراق العروبة والقلعلة الحصينة ، التي طالما دافعت عن الأمة العربية ، ولأن العراقي ارتضى مرغما مجبرا بهذا الشرط ، وقدم اوراقه كاملة ، ووافقت الأجهزة الأمنية المختصة في الدولة العربية المجاورة على منحه سمة الدخول ، الا انه تتم اهانته واذلاله واعادته إلى الحدود فورا ، والحجة التي تسوقها الأجهزة المنية للأسف الشديد ساذجة ومؤلمة وتقول ، لأنك لا تحمل وثائق قديمة ، والسؤال المطروح هنا، كيف لا تثقون بوثائق جديدة من حكومة جديدة ، قدمتم لها مختلف انواع الدعم والإسناد ، وتم فتح سفارة لبلدكم ببغداد ، فما هذه الازدواجية الغريبة العجيبة؟ التي يتساءل عنها العراقيون. ومن زرع هذا الخوف من العراقي ، الذي يتعرض شرفاؤه الانقياء لمختلف انواع الإهانة والتعذيب من قوات الاحتلال الأميركية والأجهزة التابعة لها ، كذلك في حدود الدول العربية وداخل اجهزتها الأمنية، حيث ينالون القسط الأكبر من الإهانة والإذلال ، وهو ما لا يليق بالعراقيين على الإطلاق. اقول ان هذه الخاطرة السياسية ، هي رسالة للقادة العرب المعنيين بهذا الأمر تحديدا، ولمن يريد ان يسمع ، نقول ، بأن ما يحصل للعراقيين ، من جراء هذه الإجراءات التعسفية المهينة والمذلة لأبناء العراق ، انما تبغي اجهزتكم الأمنية دفع العراقيين للجوء اما إلى ايران او اميركا ، والأمر مرهون بكم ، فإذا ترغبون وتفضلون احد هذين الخيارين ، فيكون الجواب واضحا للرأي العام عراقيا وعربيا واسلاميا. اظن ان الرسالة واضحة، ولا تحتاج إلى توضيح. وشكرا لكل من يجبر ابناء العراق على اللجوء إلى ايران او اميركا، وهذا ما يكشف عن المكامن والجذور والمصالح واقول سيبقى المستقبل للعراق ، وان غدا لناظره قريب. عن صحيفة الوطن العمانية 9/11/2008