إلى الذين أسلموا دين الله في سوريا من علماء السوء والسلطان بعد أن أسلموا إخوانهم فيها إلى أنياب الكلاب
*جبهة علماء الازهر
نعم ، لقد أسلموا دين الله بسوريا بعد أن أسلموا سوريا لضواري البعث وأنياب كلابه، فبالأمس القريب ومنذ أسابيع ثلاثة خرج المدعو "أحمد حسنون" مفتي البعثيين بسوريا وفي خطبة الجمعة الشائهة له
وذلك في الثامن والعشرين من ربيع الآخر الموافق لليوم الأول من إبريل وعلى منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بمسجد دمشق بعد أن حوصرت محافظة "درعا" الأبية ومنع حزب هذا المفتي عنها شرف رفع الآذان.
خرج هذا المفتي متوقحا على رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " لو طلب مني محمد[ صلى الله عليه وسلم على رغم أنفك أيها اللعين] أن أكفر بالمسيحية أو باليهودية لكفرت بمحمد [ ألا لعنة الله عليك فقد فعلت لأنه قد طلب ].
قال: ولو أن محمدا- [صلى الله عليه وسلم أيضا على رغم أنفك وأنف سيدك وحزبه] - أمرني بقتل الناس لقلت له أنت لست نبيا" !!!
هكذا يفعل الغرور بصاحبه ، وهكذا يكون الإجرام .
[ راجع صحيفة المجتمع الكويتية العدد 1948 في الثالث عشر من جمادى الأولى - السادس عشر من إبريل] .
بمثل هذه الوقاحة يتبوأ المجرمون أعلى المناصب العلمية والدينية فينا وهم آمنون على كفرهم ، وادعون في حمقهم وحماقتهم حتى من إنكار ذوي المناصب من إخوانهم الذين هم من غير دولهم وأوطانهم.
ذلك أنهم جميعا جهلوا حقيقة الإسلام الذي يتحدثون رسميا باسمه ويطعمون آناء الليل وأطراف النهار خيره وقد اتخذوا عدو الله وعدوهم أولياء من دونه .
وبعد مرور خمسة عشر يوما على هذه الجريمة التي تغابى عنها كل علماء السلطة في ديارنا ، وفي قناة "المستقلة" ليوم الإثنين السادس عشر من مايو الجاري شهد الناطق الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين بسوريا .
بأن كلاب البعث السوري خرجوا هذا الأسبوع ينصرون مجرمهم الأكبر في سوريا بهذه الشعارات التي خرجوا بها على كل معروف ومألوف خرجوا يهتفون لابن الأسد بالكفر قائلين : " يا ألله حِلَّك حِلَّك ، احنا شيلناك وحطينا بشار محلك".
وأيضا يقولون لهذا المجرم الذي استباح كل محرم وغدر بكل حرمة " يا بشار محل ما تدوس احنا نسجد ونبوس" !.
يا أصحاب الفضيلة ذوي المناصب الدينية الرفيعة في دنيانا و أمتنا ، ما قولكم في تلك الجرائم التي لا يجهل حكمها أحد ، لكن صمتكم عنها هو سبب من أسباب ما ينزل بالأمة التي غفلت عن جرائمكم في صمتكم عن دين الله الذي تأكلون به وتخونون حقه وحق عباده عليكم.
قولوها لله ولو مرة تبرءون بها عرضكم وتؤدون بها حقا من حقوق الله عليكم، وتنصحون بها ولو مرة واحدة لأمتكم .
قولوها تنصرون بها دينكم، وتثأرون بها لكرامتكم إن كان بقيت لها حظ فيكم ، وإلا فاعلموا أن" في جهنم رحى تطحن علماء السوء طحنا " كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قولوها فكفاكم نصيبكم من خزي الصمت المزري على جريمة البعثيين الذين دانوا بقول عفلقهم ورددوا على مسمع منكم آناء الليل وأطراف النهار :
آمنت بالبعث ربًّا لا شريك له وبالعروبة دينا ما له ثاني
أما أنتم يا أبناء سوريا الذين خرجتم تثأرون لكرامتكم، وصرختم بها اليوم مدوية من حمص واللاذقية " سوريا أبدا ما تنهان" اصبروا على ما وفقتم له .
فلن تهان إن شاء الله ما صدقتم في وقفتكم لله ، فهذا هو الطريق ولا طريق سواه ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) .
اتقوا الله وذروا أمر هؤلاء الشياطين الذين لبسوا رداء الزاهدين وهم عند الله من الخاسرين بل ومن عتاة المجرمين .
اصبروا فوا الله لئن صبرتم لهو خير للصابرين، اصبروا فلن يَتِرَكُم الله أعمالكم ، واثبتوا على ما انتدبكم الله له وأقامكم فيه ، فإن الشجاعة صبر ساعة ( فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين) كما فعل إخوان لهم من قبل سبقوهم على الدرب وهم الآن في عذاب الهون .
( ولا يحسبن الذين كفروا أنَّما نُملي لهم خيرٌ لأنفسهم إنما نُملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين) ، فدعوهم لآثامهم واثبتوا على شرفكم ( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ) .
اصبروا ، وأملوا، وقولوا لدمشق غرة الشرق التي هامت بها الفرس والرومان ،فلما أيسوا منها سلطوا عليها عتاة القرامطة العلويين :
عيشي "دمشقُ" وإن فُجِعتِ وإن بكت حقا عليكِ مآثرٌ وعظام عيشي فما ينسى بنوكِ وفاءهم كلا ولن يتضاءل الأعلام فجميع أهلك في المكارم وحدةٌ تبقى وقد تسمو بها الآلام
غلبتْ شجاعتُها الجبابرةَ الأُ لى نشروا الفساد وفاخروا وأقاموا تلك الجراح – وإن تبقَّى ذكرها عاراً على الجانين قد تلتامُ في الرزء هازئة وأنت حزينة في الرَّوع تضحك حولك الآجامُ
جبهة علماء الازهر من كان يملك ما ملكتِ من العُلى ومن التراث الفخمِ ليس يُضامُ والله ما أدري أجُرحُكِ حقُّه مني العزاءُ أم الدماء وِسامُ
* بيان صدر عن "جبهة علماء الأزهر" يوم الجمعة 17 جمادى الآخرة 1432ه الموافق 20 مايو 2011م.