غطاء واشنطن وتعرّي إسرائيل! عادل إبراهيم لم يجد ناشطو «السلام الاخضر» طريقة افضل للاحتجاج على سياق التسلح النووي في الشرق الاوسط، وأمام الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريز سوى «خلع ملابسهم» مطالبين «بخلع» النووي من هذه المنطقة المتوترة اصلا والتي فيها ما يكفيها دون هذا السلاح الفتاك. ناشطو «السلام الاخضر» هؤلاء لن يطالهم بتعريهم هذا امام بيريز سوى نظرات الاستياء والتعرض لهواء مكيفات جامعة تل ابيب البارد، أما «المتخصصون» في ضرورة امتلاك اسرائيل للنووي فهم لا يعنيهم هؤلاء في شيء الا اذا فكرت كوندوليزا رايس في الزواج من هنية في غزة، وبيريز الذين يطالبونه بنبذ التسلح هو «الأب الروحي» للبرنامج النووي الاسرائيلي الذي عكف عليه منذ خمسينيات القرن الماضي. وبهذا لم يستفيد هؤلاء «المتعرون» سوى الطرد خارج أبواب الجامعة ليلبسوا ملابسهم أمام فضول المارة. بيريز دافع عن برنامج اسرائيل النووي وهاجم برنامج ايران وباكستان وهذه «بديهية» لا تحتاج لجهد خبير ودولته «المزروعة» تمتلك (200) رأس نووي وصواريخ بالستية وغواصات نووية، كل ذلك خارج اطار الذرية التي لا قدرة لها الا على ايران ودول أخرى، ولكن ان يتهم بيريز كل من يسعى لامتلاك هذا السلاح بأنه «ارهابي» لا هم له إلا تدمير الآخرين فهذا يدل على «حياة الهلع» التي يعيشها الكيان الصهيوني منذ تأسيسه وستلازمه حتى زواله لأنه في نهاية المطاف «لا يصح الا الصحيح».. والصحيح عندنا هو اعطاء الشعب الفلسطيني حقه كاملا غير منقوص، اما الصحيح عند بيريز فهو الحادث الآن: بكل تفاصيله وتداعياته ومظالمه وبشاعته، قال بيريز «إن اميركا ترتكب اخطاء» ولكنه عدّل تعبيره بصورة تبين مدى الرابط بين «خطأ الحق» «وصحة الباطل» في نظر بيريز حيث تابع جملته السابقة قائلا ولكن بدونها يكون العالم برمته خطأ كبيرا. كأن اميركا هي «مرجعية الصواب والخطأ» فما هذا الكون ذو الحضارات الراسخة والممتدة لآلاف السنين، وهي البلد الذي لم يتكون الا منذ اربعمائة عام. اسرائيل الآن «عارية» أمام هذا العالم لا تغطيها الادارة الاميركية كأم رؤوم تخاف على وليدها زمهرير الشتاء ضاربة بعرض الحائط كل قانون وعرف ودين، تغطيها ببشاعتها وقتلها اليومي للعزّل، وبأسلحتها النووية هذه، تغطيها «بعدم شرعيتها»، ولكن تظل الحقيقة: المتغطي بالظالم.. عريان. عن صحيفة الوطن القطرية 24/11/2007