مشهد جديد على مسرح الأحداث الفلسطينية والعربية، يعرض السباق المحموم بين أطراف عدة لأغراض عدة فرق التفاوض" الأخوة الفرقاء" الساعية لتقريب المسافات والتوافق النسبي في البدايات لإنعاش الجولة وبث الأمل في نفوس الضامنين والمراقبين ، وجهد مشكور من راعي الحوار"مصر الكبيرة والقديرة" بالحرص على إنجاحه وعرض الوسائل والإجراءات بل المعاونة والضمانات ، وجمهور المشاهدين، مئات الملايين من العرب والمسلمين ترقب المشهد وقلوبها متجهة إلى السماء رجاء التوفيق والنجاح ، وفي طرف بعيد من زاوية المسرح يقف شيطان المشهد ينفس ويوسوس ويشوش أملاً في إفساد المشهد بل وهدم المسرح على من فيه ! ومع ذلك فالعرض المصري معقول والموقف التفاوضي مأمول ، وهذه بعض ملامحه.
** تشكيل حكومة انتقالية تضم وزراء من المستقلين المحسوبين على مختلف الفصائل تكون مهمتها الإعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية على حد سواء.
** إجراء الانتخابات الفلسطينية الشاملة للرئاسة والمجلس التشريعي في موعد أقصاه الصيف القادم.
** تفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية، والعمل على ضم حماس والجهاد الإسلامي والأحزاب الأخرى إلي هذه المنظمة كي تمثل كافة فصائل وشرائح المجتمع الفلسطيني.
** تأكيد الالتزام باتفاق الوفاق الفلسطيني وكذلك باتفاق القاهرة (مارس عام 2005) وتأكيد إيجاد حل لأي خلاف أو سوء فهم عبر التحاور والتشاور، ومنع استخدام القوة العسكرية لحسم أي خلاف موقف طرفي الحوار أبدا طرفا الحوار مرونة متباينة تمثلت في قبول حماس بحكومة توافقية أقل من حكومة الوحدة الوطنية وأعلى من حكومة التكنوقراط ولم تشترط رئاستها رغم الأغلبية في المجلس التشريعي وتنازلت أيضاً عن الوزارات السيادية وأخيراً أبدت أراء إيجابية نحو تمديد ولاية الرئيس عباس ضمن منظومة التوافق الوطني المنتظر وعلى الجانب الميداني أفرجت عن عدد من المعتقلين قبل عيد الفطر المبارك كما أبدا فريق التفاوض الفتحاوي بعض المرونة والتهدئة الإعلامية وحرصه الشديد على إنجاح الحوار كخيار وحيد للخروج من الأزمة والانقسام شيطان المشهد وهو متمثل في التصريحات التحريضية والعدائية بل والممارسات القمعية المتزامنة مع جلسات الحوار والمنطلقة من هنا وهناك خاصة صقور السلطة الذين أفزعهم شعاع الأمل الذي بدا من طرفي الحوار منها على سبيل المثال تصريحات اللواء دياب العلي مدير أجهزة الأمن في الضفة لصحيفة القدس العربي بأن ** خالد مشعل " إنسان تافه وناكر للجميل وأنا أؤيد موقف الرئيس عبّاس بعدم الاجتماع به ** الكفاح المسلح ليس من خياراتي لأنّه أنتج قتلة ومجموعة من الصبيان، والانتفاضة الأولى والثانية جلبتا لنا الويلات والمصائب، مؤكداً على أنّ التعاون الأمني بين الأجهزة الأمنية ** نحن ضد إطلاق النار على اليهود وضد إطلاق النار على الإسرائيليين وضد العمل التفجيري وضد الانتحاريين ونريد الأمن في البلد.
تصريحات عزام الأحمد رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي الفلسطيني " إذا فشل الحوار سيتم معاقبة الطرف الذي أفشله وسيتم اعتبار غزة إقليماً متمرداً وستتدخل القوات العربية وهو ما لم يقل به أحد على المستوى الرسمي في مصر أو غيرها من الدول الراعية للحوار الفلسطيني" ثم أكد أن حركة التحرير الوطني الفلسطيني ترفض لقاء مباشراً مع حركة المقاومة الإسلامية قبل التوقيع على الوثيقة التي ترعاها مصر والهادفة إلى إنهاء حالة الانقسام ،وقال إنه لم توجه للحركة حتى الآن أي دعوة مصرية للقدوم إلى القاهرة عموماً رغم كم الصعوبات وكثرة العقبات إلا أن أمل النجاح لن ينقطع لحاجة كافة الأطراف إليه ولأنه الوضع الطبيعي والآمن ... حفظك الله يا فلسطين ...