دا حتى قيمة التعاملات بيها السنه إللى فاتت بلغت 448 مليار جنيه . يعنى أكتر من موازنة الحكومه المصرية بجلالة قدرها إللى بلغت وقتها 365 مليار جنيه بس .
= محمدين : جت الحزينه تفرح مالأليهاش مطرح .
* * حسنين : كلامك كدا ما يطمنش . تقصد إيه ؟
= محمدين : المسأله عايزه شوية توضيح . البورصة دى فعلا فكره عبقريه . وفيه دول بتستفيد بيها إنها تمول من خلالها المشروعات زى البنوك بالظبط .
دا حتى البورصة أفضل من البنوك . لأن البنوك غالبا بتدى قروض قصيرة الأجل . يعنى مدتها سنه بالكتير . لكن البورصة ممكن تمول المشروعات وحتى الحكومات لمدد طويله ممكن توصل خمسين سنه .
= = = محمدين : أصل البورصة دى عباره عن سوقين منفصلين عن بعض . واحد فيهم إسمه سوق الإصدار وواحد فيهم إسمه سوق التداول .
سوق الاصدار ده لما تكون منطقة ولا محافظة ولا بلد . شايفه إنها محتاجه تعمل مصنع معين محتاج مثلا 100 مليون جنيه . تقوم تقسم المبلغ ده أجزاء صغيره على شكل أسهم .
يعنى ممكن تخلى قيمة السهم بعشرة جنيه مثلا . وتعرض الأسهم دى على الناس علشان يشتروها . لحد ما تجمع الميت مليون جنيه . وتعمل المصنع من غير ما تستتلف جنيه واحد من البنوك .
ومصانع تانيه لكل الحاجات اللى بنستوردها زى الورق والبوتوجاز والسولار والأدويه وغيرها . دا حتى منها بنوفر احتياجتنا من السلع . ومنها بنوفر فرص عمل جديده .
= محمدين : الحقيقه فيه مزايا تانيه لسوق الإصدار ده . إنه موش بس بيوفر التمويل للمشروعات الجديده . دا كمان بيوفر التمويل للمشروعات الموجوده .
يعنى مصنع محتاج سبعين مليون مثلا علشان يتوسع أو يشترى معدات جديده . يقوم يطرح أسهم يزود بيها رأسماله بالسبعين مليون جنيه . والناس تشترى الأسهم دى وتعطيه السبعين مليون .
دا حتى الحكومات ممكن تستلف من سوق الإصدار بدل ما تستلف من البنوك .
يعنى لو الحكومه محتاجه قد عشره مليار جنيه تسد بيهم عجز الموازنه . تقوم تطلع بيهم سندات وتبيعها فى السوق . وطبعا الشركات الموجوده من حقها برضه تستلف من السوق على شكل سندات ولمدد طويله .
* * حسنين : حيرتنى .. كلامك بيقول إن البورصة كدا تبقى زى الفل .
= محمدين : كل الكلام اللى فات كان الجزء الأولانى من البورصة إللى إسمه سوق الإصدار . باقى القسم التانى إللى إسمه سوق التداول .
ودا كل الناس عارفاه لأنه دا إللى بيطلع فى التلفزيون وكل الجرايد بنتشر أخباره كل يوم . ودا إللى إنت قلت إن تعاملاته السنه إللى فاتت بلغت 448 مليار جنيه .
* * حسنين : أمال سوق الإصدار تعاملاته كانت كام ؟
= محمدين : زى ما قلنا دا سوق بيطلع أسهم نعمل بيها شركات جديده خالص . أو بيطلع أسهم الشركات الموجوده بتوسع بيها شغلها . أو بيطلع سندات للشركات او الحكومات بتستلف بيها من السوق مبلغ وبعدين ترده بعد كذا سنه .
علشان كدا اجمالى تعاملات سوق الإصدار بلغت 105 مليار جنيه . عباره عن 13 مليار جنيه إتأسست بيهم 2039 شركة جديده .
و48 مليار جنيه عباره عن توسعات فى 1090 شركة . زائد 43 مليار جنيه إصدار سندات إستلفت منهم الحكومه حوالى 34 مليار جنيه وإستلفت منهم أربع شركات 9 مليار جنيه .
* * حسنين : بس حسب كلامك إن سوق التداول تعاملاته أكبر . مش قلت إنها 448 مليار جنيه فى حين تعاملات سوق الإصدار 105 مليار بس .
= محمدين : دى أهم نقطة لو فهمتها . يبقى فهمت الحكايه . لأن ال 105 مليار جنيه بتوع سوق الإصدار دول زى ما شفت عباره عن 2039 شركة حديده . و1090 شركة بتتوسع .
لكن فلوس سوق التداول ال 448 مليار جنيه راحت فين ؟.
* * حسنين : أكيد مولنا بيها مشروعات موش إنت قلت إن البورصة وسيله للتمويل المشروعات . حتى بالأماره قلت إنه تمويل طويل شويتين عن البنوك فى المده .
= محمدين : سوق الإصدار بس هو اللى بيمول المشروعات سواء الجديده او الموجوده . لكن تعاملات سوق التداول دى عباره عن اجمالى عمليات البيع والشرا إللى تمت خلال السنه . يعنى عباره عن فلوس طالعه من جيوب الناس اللى إشترت أسهم . لجيوب الناس اللى باعت أسهمها .
يعنى فلوس دواره بين المتعاملين بالبورصه . لكن لا بتزود ماكينه فى مصنع . ولا بتوفر فرصة عمل . ولا بتساهم فى تصدير سلعه .
* * حسنين : 448 مليار جنيه فى سنه . يعنى أكبر من موازنة مصر فى سنتها . وتقولى مازودتش آله واحده فى مصنع ولا حتى فرصة عمل ؟
= محمدين : هى دى الفوله . وهى دى المصيبه إللى إحنا واقعين فيها . سمعت قبل كدا فى التلفزيون أو بالجرايد حد بيتكلم عن سوق الإصدار ؟.
* * حسنين : بصراحه إللى أعرفه أنا واصحابى إللى بيتعاملوا مع البورصه . إن البورصة دى هى الموجوده فى شارع الشريفين فى وسط البلد جنب مبنى الإذاعه القديمه .
وإللى صورتها بتطلع فى التلفزيون كل يوم فى نشرة الأخبار . ناس قاعده قدامها شاشات كمبيوتر وإللى إنت النهارده قلت لى إن إسمها سوق التداول .
= محمدين : طول عمرنا فى مصر شغالين فى سوق الإصدار . ولحد عشر سنين فاتت تعاملات سوق الإصدار كانت أكبر من قيمة تعاملات سوق التداول .
لكن فيه ناس من جوا ومن برا لهم مصالح . ركزوا الإهتمام على سوق التداول لحد ما بقت تعاملاتها أضعاف سوق الإصدار .
رغم إن الأصل هى سوق الإصدار والفرع هى سوق التداول . دا حتى سوق التداول معموله علشان تساعد فى تنشيط سوق الإصدار .
* * حسنين : إزاى يعنى ؟
= = = محمدين : ما هو لما آجى أقولك تعال إشترى سهم الشركة الفلانيه . ها تقولى طب لما أحب أبيع السهم دا أروح فين ؟. أقولك تروح سوق التداول ..
حتلاقى ناس هناك ممكن تشتريه منك وبسعر كويس . فلما تتطمن إن فيه حته ممكن تبيع فيها السهم لما تحب تبيعه . دا يخليك تشتريه .
علشان كدا لما يبقى فيه حركة فى سوق التداول دا يساعد على الحركه فى سوق الإصدار .
* * حسنين : حيرتنى .. ما هو سوق التداول مهم زى ما بتقول .
= = = محمدين : المشكلة جت منين .. إن إحنا ركزنا الإهتمام على سوق التداول وأهملنا سوق الإصدار . لأن لما تقول لواحد تعالى إشترى سهم لشركة جديده لسه بتأسس .
يقول لك ياعم . لسه ها أستنى 3 سنين لما الشركة تتعمل وأبدأ آخد أرباح . لا ياعم . أنا أروح سوق التداول أحسن . ممكن أكسب فى نفس اليوم .
* * حسنين : ودا يفرق إيه ؟ وبعدين دا واحد موش ها يأثر .
= محمدين : المسألة أكبر من كدا . لأن فرص التلاعب فى سوق التداول كتيره . يعنى ناس تطلع إشاعه تخلى سعر سعر السهم يولع . ناس تتفق مع صحفيين على نشر أخبار فى صالح شركة علشان ترفع سهمها . أو ناس تتفق مع رئيس شركة على إنه يدى شوية تصريحات يرفع بيها سعر السهم .
الناس دى بتحقق مكاسب خرافيه ممكن توصل 100 % و200 % فى السنه وممكن أكتر .
* * حسنين : وإنت زعلان ليه ؟ أنا أعرف إن مالكش فلوس فى البورصه .
= = = محمدين : ماهو إللى بيحصل فى البورصة دا بيأثر علينا كلنا .
* * حسنين : إزاى يعنى ؟
= = = محمدين : لما تيجى تقول لواحد حط فلوسك فى البنك . يقولك ها يدينى كام يعنى 6 % 8 % فى السنه . دا أنا فى البورصة ممكن أكسب 15 % و20 % فى اليوم . موش فى السنه .
لما تقول لواحد معاه فلوس إنه يعمل بيها مشروع زراعى . يقولك لسه ها أستنى 3 أو 4 شهور لحد ما المحصول يطلع . دا أنا أروح البورصة ممكن أكسب فى نفس اليوم .
وطبعا بعدها ما تقدرش تقوله إنه يعمل بفلوسه مشروع تجارى لأن دا بياخد وقت . أو يعمل مشروع صناعى لأنه دا عايز وقت أطول .
* * حسنين : كل دا مفهوم لكن دا يضرنى فى إيه ؟ وأنا أصلا ماليش فلوش فى البورصة .
= = = محمدين : ما هو لو كل الناس محتطش ودايع فى البنوك . البنوك دى ها تسلف منين ؟ ما هى بتسلف من فلوس الودايع . ولو الشركات ملقتش إللى يسلفها لا ها تعرف تنتج ولا تدفع أجور عمالها . ولو مفيش حد عمل مشروعات صناعية وزراعيه ها نستورد سلع أكتر والبطاله ها تزيد أكتر .
* * حسنين : وزنبها إيه البورصة . أقصد سوق التداول فى كل ده ؟
= محمدين : زنبها إنها كونت طبقه من المضاربين جواها . دول كل همهم الربح السريع . بأى طريقه مشروعه . موش مشروعه . المهم يحققوا ربح كبير بسرعه . طبعا دول بيخلو ناس كتير تقلدهم ويدخلوا البورصة .
والناس دول بتوع المضاربه والربح السريع . لو البورصة نامت شويه ومحققتش الأرباح اللى إتعودا عليها . يتجهوا بفلوسهم لسوق تانى يولعوا أسعارها علشان يحققوا نفس المكاسب .
مره يروحوا سوق العملات يولعوا الدولار . مره يروحوا سوق العقار يولعوا أسعار الشقق . مره يروحوا سوق الأراضى .
* * حسنين : يعنى عايز تقول إنهم ما كفاهومش يبعدوا الناس عن الاستثمار فى الزراعه والصناعة والتجاره . دول كمان بيخربوا علينا أسواق تانيه . أمال فين الحكومه من الكلام الخطير ده ؟
= محمدين : الحكومه بدل ما تطفيها . ولعتها أكثر .
* * حسنين : إزاى يعنى ؟
= محمدين : فيه حاجه إسمها حوافز الاستثمار . دى بستخدمها الحكومات لما بتكون عايزه المستثمرين بستثمرا فى مجال معين . يعنى لو عايزه المستثمرين يسثمروا مثلا فى سينا . تقوم تعطى إعفاءات ومنح فى الأراضى فى التمويل فى التراخيص للى يروح سينا تقوم الناس تتشجع .
الحكومه علشان تشجع الناس تستثمر فى البورصة عملت إعفاء من الضرائب . لأى مكاسب يحققها المتعاملين بالبورصة سواء مصريين أو أجانب .
* * حسنين : يعنى إللى معاه قرشين وعمل ورشة ولا محل ولا شركة وشغل ناس معاه يدفع ضرائب ؟. وإللى يروح البورصه ولا بيزود إنتاج ولا يوفر فرص عمل ما يدفعش ضرائب .
= = = محمدين : عارف نتيجة كدا إيه حصل . تجار ومحامين ومحاسبين وأطباء وغيرهم سابوا شغلهم الأصلي . وراحوا يستثمروا بالبورصة . تسألهم ليه عملتوا كدا .
يقول لك دا أنا كان يجيلى بتاع الضرائب وبتاع التأمينات وبتاع القوى العامله وغيره وغيره كله عايز رسوم وإتاوات . حاليا أنا موش مطالب بأى شىء .
* * حسنين : يا خبر أبيض . يعنى ال 448 مليار جنيه إللى كنت فرحان بيهم . دول جايين على حساب ودايع البنوك . وعلى حساب مشروعات صناعية وزراعيه وتجاريه كان ممكن تتم . وتوفر إنتاج وفرص عمل .
= محمدين : علشان كدا لما كانوا يبيعوا أسهم الشركة المصرية للاتصالات جابوا فى مجلة المصور . فلاح باع البقره بتاعته وراح يشترى بتمنها أسهم بالبورصة .
وقعدوا يحيوه لأنه بقى مستثمر عصرى . بدل ما يزرع ويربى مواشى ويفضل دقه قديمه . ها يقعد ع القهوة يسمع نشرة الأخبار علشان يتابع أخبار السهم بتاعه عمل إيه .