حرب العلمين وسياحة السلام عصام علي تمثل العلمين نقطة تحول في الحرب العالمية الثانية, التي يمر عليها في شهر اكتوبر الحالي65 عاما, حيث دارت أعنف معارك عليها حددت مصير هذه الحرب, حيث استطاع مونتجومري البريطاني قائد قوات الحلفاء الحاق الهزيمة بثعلب الصحراء روميل القائد الألماني, وكانت النتيجة ضحايا كثيرة علي رمال صحراء الساحل الشمالي الغربي, تم دفنهم بمقابر الدفن الجماعي حيث توجد حتي الآن مقابر للايطاليين والألمان ودول الكومنولث من الانجليز وجنود الامبراطورية البريطانية السابقة من الهند ونيوزيلاندا واستراليا واوغندا وجنوب إفريقيا. وسنويا يحضر أقارب شهداء الحرب العالمية الثانية لزيارتهم بمقابر العلمين في اكتوبر ويقيمون احتفالات متواضعة لا تستغلها مصر سياحيا حتي الآن, خاصة بعد اقامة مطار العلمين والزحف العمراني والمشاريع السياحية, كما أن ذكري حرب العلمين لم توضع في أجندة المناسبات السياحية السنوية لمصر حتي الآن؟. وقد آن الأوان لكي تهتم وزارتا السياحة والثقافة بعمل مهرجان سنوي به عروض فنية تقوم بتمثيل معركة وهمية ويخرج بعدها ممثلونين عسكريون لدول الحرب العالمية الثانية متصافحين ويتقدمون للمنصة لتسلم( أوراق الزيتون الذهبية) رمز السلام, الآن, كما يحصل أحفاد وضحايا هذه الحرب علي شهادات وتذكارات مصرية ثم يتحركون في احتفال مهيب الي المقابر لوضع اكاليل الزهور علي مقابر ذويهم وهو ما يتناسب مع جلال وأهمية ذكري هذه المعركة وشهدائها, حيث تنقل أجهزة الاعلام العالمية هذا الحدث الكبير الذي يكون بمثابة دعاية ضخمة للعلمين التي أصبحت منطقة جذب سياحي عالمي جديد التي أعلنت علي اراضيها نهاية الحروب العالمية وبداية عصر السلام. وسياحة السلام في العلمين ممزوجة بالذكريات التاريخية حيث يوجد أمام مارينا العلمين اكتشافات لمدينة اثرية رومانية كاملة وآثار غارقة لمدن أخري ويقال انه علي بعد100 متر من شمال شاطئ العلمين توجد مركب غارقة منذ200 عام بها أوان فخارية وعاجية ترجع الي العصر الروماني واليوناني. وسياحة الغوص في مياه العلمين بدأت تنتشر بشكل جديد محب للمغامرة كالبحث عن السفينة الغارقة منذ الحرب العالمية الثانية أمام شواطئ سيدي عبدالرحمن والتي يذكرون أنها تحتوي علي صناديق الذهب والمجوهرات وعلي بعد كيلومتر من الشاطئ مدافع وذخائر غارقة من عهد محمد علي باشا الكبير. ولقد وصف تشرشل منطقة العلمين وحتي مرسي مطروح بأنها أفضل مناخ في العالم, مما يدعو الي اهتمامنا بتشجيع السياحة العلاجية, خاصة لأمراض الروماتيزم والشيخوخة حيث يساعد العلاج الطبيعي تحت أشعة الشمس البنفسجية علي الشفاء. وتحتل سياحة السفاري في العلمين وما حولها أهمية بالغة وخاصة رحلات شروق الشمس وزيارات لقلعة برج العرب التي انشئت بجانب جبل ايزيس واوزوريس ورحلات الامسيات الصحراوية في المجتمع البدوي بالمنطقة, وتعتبر واحة سيوة القريبة عن العلمين من أجمل المشاتي في العالم حيث حباها الله بالمياه المعدنية والعيون الطبيعية التي يظللها النخيل واشجار الزيتون ويميزها الهدوء والهواء النقي, وعلي بعد كيلومترات غربا تأخذ مرسي مطروح امتدادا سياحيا للعلمين, حيث يوجد بها كهف رومل وحمام كيلوباترا والشواطئ بمياهها التركوازية. وبعد65 عاما مرت علي الحرب العالمية الثانية تحولت العلمين من أرض دارت علي رمالها أعنف معارك الحرب الي منطقة للسلام لتتصافح الأيدي التي كانت تتحارب في الماضي ولتشهد تحركا وتحولا عمرانيا وسياحيا عالميا للمنطقة تمحو ذكريات65 عاما مضت علي حرب العلمين لتستقبل بالأمل والشروق سياحة السلام. عن صحيفة الاهرام المصرية 8/10/2007