إستيقظت صباحا وأنا أشعر بالإحباط الشديد أيقظت الأولاد لموعد المدارس وبعد تناول وجبة الفطوروارتداء الملابس ركبنا السيارة وأخذتهم للمدرسة ثم عدت للمنزل وأنا فى رأسى أفكار كثيرة وملخبطة. قٌررت أن أمسك القلم وأبدأ بالكتابة فأنا منذ ثلاثة أيام أريد الكتابة ولدى موضوع فى رأسى ولكن فكرى المشتت لايساعدنى على كتابتة. كلما بدأت الكتابة تتداخل الأفكار فى رأسى. والأن أخذت القرار وبدأت أضع ما فى رأسى وأخرج هواجسى على الورق وأمسكت القلم لكى أبدأ. والحقيقة لم أعرف من أين أبد.
حاولت جاهدة الكتابة ولكن خاننى القلم و لم أعرف أيضا من أين أبدأ ولا كيف أبدأ. فلا أخفيكم سرا منذ بدأت الكتابة والعمل كصحفى قررت ألا أخوض الكتابة فى السياسة فأنا لاأفهمها ولا أجيد فن الكتابة بها فلها من الكتاب ما يكفى , ثم أن السياسة كل يوم بحال ومن قرر الكتابة بها أو الحديث عنها لن يكون ذا رأى واحد أو مبدأ واحد. وهذا ليس أسلوبى.فالسياسة لا تفهم أبدا فلا يوجد بها ما يسمى بالأصدقاء أو الأعداء أو حتى الأقرباء ولايوجد دين. ببساطة السياسة هى فن اللا أخلاق والمصالح والحلفاء. لذلك كان قرارى هو عدم خوض الكتابة فيها ولكن أحيانا تحدث أمور حولنا تجعلنا نتوجع فنرى القلم يرتسم فى أيدينا يريد أن يعبر بحبره عن حزنه ورفضه لما يحدث حوله. فحتى القلم يا أعزائى يشعربما نشعر به فنضطر للكتابة .
عندها تركت القلم من يدى وقررت أن أخرج من هذا المود " الحالة" وأمسكت بالتلفون لأتحدث مع صديقتى عل وعسى أن أٌخرج نفسى من حالة الكآبة فكلمة من هنا وضحكة من هناك "وبيمشى الحال". ولكن ما حدث هو العكس فما أن بدأنا الحديث حتى وجدت أن صديقتى محبطة أكثر منى وهى تريد من يخرجها من حالتها أغلقت السماعة. وقلت فى نفسى أحكى مع أختى أحسن وفعلا أتصلت بأختى وبدأنا الحديث وبعد السلامات والكلمات وجدت أن أختى محبطة أكثر منى أيضا. معها حق فهى تعيش فى أسعد مكان فى العام "غزة" وعندما سألتها عن حالهم أجابت ماذا تريدين حالنا "ونحن نعيش الحصار وبدون كهرباء وفوق هذا شوفى اللى صاير فى لبنان كل هذا وما بدو يسبب لنا إحباط, صدقنى صرنا ما بدنا شيء من هذه الدنيا ,بس بدنا نعيش بسلام" أختى وضعت يدها على الجرح فعلا هذا هو ما سبب لى ولكل العالم الإحباط. أغلقت السماعة وأنا على يقين أنها موجة إحباط عالمية.
فقبل ثلاثة أيام أستفقنا على خبر الحرب الأهلية الدائرة فى لبنان والحقيقة أن ما يحدث فى لبنان ليدمى له القلب و يصيب كل عربى بالإحباط الذى ما بعده إحباط . فنحن نريد للأمور أن تهدأ فى فلسطين والعراق ثم نستفيق على خبر الحرب فى لبنان "إنها فعلا لكارثة"........................... فإلى أين يسير العالم؟
إن ما يحدث اليوم فى لبنان يٌشعرنا بالأسى ويجعلنا نتساءل لماذا يحدث هذا؟ ومن المستفيد من جراء ذلك؟ من هو المسئول عما يحدث؟ لماذا يقتل الناس الأبرياء؟ لماذا يدمر بلد جميل كلبنان؟ لمصلحة من تعيش الشعوب فى حروب؟ فالناظر اليوم للعالم العربى يشعر بأنه يجلس على فوهة بركان ثائر بقذف بحممه بين الفينة والأخرى وأن ٌقدر له وانفجر " لا سمح الله" فسيحرق الأخضر واليابس ولن ينجو منه أحد. فهل هذا هو المطلوب!!!!!
أنا أتكلم وبعينى دمعة وبقلبى حرقه فنحن العرب هنا فى بلاد المهجر بعيدون بالجسد فقط ولكن قريبون بالعقل والقلب إلى عالمنا العربى. فكل عربى هنا متابع للأخبار ليل نهار وينام وفى قلبه حسرة لمايحدث يوميا من حرب أهلية فى العراق وحرب أهلية فى وفلسطين والأن لبنان " يا عينى يا عينى". ونتساءل جميعا متى سينتهى كل ذلك ؟ متى سنصحو من ذلك الكابوس؟
يا أخى يامن تحمل البندقية فكر قليلا لمن توجه بندقيتك اليوم لصدر أخيك المسلم؟. لمن توجه بندقيتك اليوم لصدر ابن بلدك البار بك؟ ويٌترك العدو الحقيقى . صدقنى يا أخى يامن ترفع البندقية فى وجه أبناء بلدك أصبح العالم العربى وأصبحنا معه لا نريد شيئا سوى السلام. فهل هذه أمنية ؟ وهل لها أن تتحقق؟
فلو ٌأجرى إستطلاع للرأى الأن حول ماذا يهم المواطن العربى المقيم والمغترب بالدرجة الأولى فستحسم النتيجة لصالح السلام. كنا بالأمس نطالب بتحرير الأرض ونتغنى بالمقاومة ونصلى أن يزول الإستعمارعن فلسطين فأصبح الإستعمار إستعمارين واحد فى فلسطين والثانى فى العراق. كنا ننادى بالوحدة والتوحد والوقوف صفا واحدا فى وجه الطغيان , الأن أصبح العرب فى البلد الواحد عربين وأصبح الإنسان يٌقتل على يد أخيه. كان لدينا حلم عربى واحد وهو أن نكون يدا واحد وبلدا واحدا ,أصبحنا فى البلد الواحد غرباءوكل يرى الأخر خائن وعميل. ولم يبقى لنا غير الشعارات الحنجوريه "سنحرر الأرض", "سنقاوم حتى أخر قطرة فى دمنا". سنقاوم وسنقاوم وسنقاوم "وهاهى." والسؤال عزيزى يا من ستقاوم , ستقاوم من؟ ستقاوم أخيك أم أبن عمك أو أبناء جلدتك يامن تحمل السلاح من أجل المقاومة لمن توجهه لصدر أبناء بلدك وعشيرتك؟؟؟ أهذه هى المقاومة أأبناء بلدك هم أعدائك.
يا عزيزى إذا كانت هذه هى المقاومة " فأبشر بالهزيمة" وإذا كان سلاحك موجها لأبناء عمومتك. فإذن دعنى أقول لك لاأحد يريده . "ويا محلى الإحتلال" فاليوم وبعد كل هذه الصرعات أصبحنا لا نريد شيئا سوى العيش بسلام أصبحنا نصلى للسلام المفقود فى العالم وليس للتحرر. أنظروا من أين بدأنا..... وإلى أين انتهينا........ أهذا هو حالنا.