إعجاب ثم صداقة ...... والنهاية علاقات مشبوهة ... انتبهوا أيها الآباء ..
* محمود عبد الله الباز
انتشرت في المجتمعات العربية مشكلة خطيرة جدا يغفل عنها الكثير من الآباء والأمهات وهي صداقة البنت للبنت داخل أسوار المدارس والجامعات البعيدة عن الرقابة الأبوية فالصداقة في زماننا الحالي خرجت عن معناها وقيمتها الحقيقية وخالفت المعايير الشرعية والتربوية.
وأصبحت صداقة مشوهة فقدت الالتزام الديني والاحترام المتبادل بين الطرفين فالبنت داخل المدرسة تعجب بزميلة لها ويختلف هذا الإعجاب من بنت لأخرى فهناك من تعجب بتفوق زميلتها وأخلاقها وهناك من تعجب بقوام ومظهر زميلتها واهتمامها الزائد بنفسها وهذا الإعجاب الأخير والخطير هو ما سنتحدث عنه بإذن الله.
فهذا الإعجاب يتطور تدريجيا بين البنات من تعارف ثم صداقة حميمة مع تقليد اعمي لتصل هذه العلاقة لدرجة أن البنت تغيير علي صديقتها من زملائها الآخرين .
ويتبادلون فيما بينهم رسائل الحب والغرام وكأن صديقتها بمثابة حبيب لها مع تبادل الحركات الشاذة بين بعضهم البعض بأسلوب مثيرو مقزز .
وقد قرأت واقعة تحكيها إحدي المدرسات أن إحدي البنات بالفصل جرحت نفسها لتكتب علي أحدي اللوحات (بحبك يا فلانة ) ويطلقون في المدارس علي هذه العلاقة أسم ( بويات ) اي علاقة ولد وبنت .وهذه الكارثة تحدث عنها المدرسات علي مواقع الانترنت.
وتطالعناايضا احدي الصحف بخبر عن فصل طالبتين في احدي المدارس الإعدادية تم ضبطهما يمارسون الشذوذ داخل احدي حمامات المدرسة وغيرها من القضايا الجنسية التي تنشر يوميا بالصحف والمجلات .
ومع توافر وانتشار المواقع والقنوات الإباحية علي شبكة الانترنت والهواتف المزودة بكاميرات استخدمت كوسيلة سريعة في نشر الفساد والرذيلة والابتزاز الجنسي بين الكثير من الشباب والبنات وتتحول بعد ذلك هذه البنت الي فتاه شاذة جنسيا ومنهن من تفقد عذريتها .
إذن نحن أمام مشكلة خطيرة يجب مواجهتها وإيجاد الأسباب التي جعلت هؤلاء الفتيات يلجأن لهذه الصداقات والعلاقات المحرمة فيما بينهم.
ومن وجهة نظري يعتبر السبب الأول عن هذا الفساد وانعدام الأخلاق والتربية هو الأب والأم فغياب الراعي وهو الأب والأم سبب فساد الرعية وهم الأبناء فالأب والأم لهم دور كبير في تربية وتنشئة أبنائهم القائمة علي خلق الحياء والصدق والالتزام والاحترام والطاعة .
والتي تبدأ منذ الصغر وأهمها المواظبة علي الصلاة لتخلق في نفس الأبناء حب الله والتقرب منه والخوف دوما من المعصية فالأب عليه الرقابة المستمرة بأسلوب نابع من حبه لأبنائه وخوفه عليهم في هدوء ومودة من الأب بعيدا عن التهديد والانفعال .
وعلي الأب أن يعرف من أصدقاء أبناءه فالصاحب ساحب فالصحبة من المؤثرات الأساسية في تكوين شخصية الأبناء فإن كانت صحبة أخيارٍ أفاضت على الأصحاب كلَّ خير، وإن كانت صحبة أشرار ستترك بصمات الشرِّ في حياة الأبناء.
وعلي الأب معرفة أين يذهب أبناءه ومتي يعودون وما حدود استخدامهم للإنترنت والهاتف المحمول إن وجد ويعاونه في ذلك الأم التي لها دور تربوي ورقابي كبير أيضا .
فدائما ما تحتاج البنت الي الحب والحنان والعاطفة والتودد من قبل الأم وخاصة عند انتقالها من مرحلة الطفولة الي مرحلة المراهقة وما يحدث للبنات من تغيرات جسمانية وفسيولوجية في هذه المرحلة وعلي الأم أن تتقبل أسئلة واستفسارات ابنتها في اي موضوع يخصها لتكون الأم هي مصدر المعلومات الأول والثقة الوحيد بعيدا عن العصبية و التوبيخ حتى لا تنفرها البنت وتلجأ لصديقتها في تلك الحالة .
وعلي الأم توجيه ابنتها التوجيه الصحيح في اختيار صديقاتها وحدود هذه الصداقة وعليها أيضا متابعة ابنتها في كافة مراحلها التعليمية وذلك دون أن تشعرالأبنة بذلك حتى لا تفقد البنت الثقة في أمها وعلي الأم ان تحفظ أسرار ابنتها .
ومن الأسباب التي أدت الي انتشار الشذوذ بين الفتيات أيضا هوالسينما والتلفزيون وما يبث فيهم من برامج تحوي في طياتها حوارت جنسية وأفلام تدعوالي نشر الشذوذ الجنسي والتخريب الأخلاقي غير مبالين بأي شرع او دين يحرم نشر الفتنة في المجتمع العربي بدون رقيب ولا حسيب .
فعلي المجتمع عامة وعلي الآباء والأمهات خاصة محاربة هذا الفساد الأخلاقي الذي يهدد حياة ومستقبل أبنائنا فالتعاون معا كلا في مكانه الشيخ في المسجد المعلم في المدرسة الأب والأم في المنزل فالكل راعي والكل مسئول عن رعيته فانتبهوا أيها الآباء .