جولة بوتين الآسيوية د.هاني شادي يبدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جولة آسيوية يستهلها بزيارة اندونيسيا في السادس من الشهر الجاري ، ويتوجه بعد ذلك إلى استراليا لحضور قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ ، ثم يختتم هذه الجولة بزيارة دولة الإمارات العربية المتحدة ففي اندونيسيا سيركز بوتين بجانب التعاون الاقتصادي على التعاون العسكري وبيع الأسلحة الروسية لهذه الدولة فقبل وصول الرئيس الروسي إلى اندونيسيا ، كشفت مصادر روسية عن قرض روسي لجاكارتا تبلغ قيمته مليار دولار لتمويل شراء معدات عسكرية روسية. وفي هذا السياق أكد سيرغي بريخودكو ، مساعد الرئيس الروسي للشؤون الخارجية على أن زيارة بوتين إلى اندونيسيا ستشهد توقيع اتفاقيات خاصة بالتعاون العسكري الفني ومن المتوقع أن تشتري اندونيسيا من روسيا ست مقاتلات "سوخوي" وغواصتين و9 مروحيات حربية أما في الإمارات فمن المنتظر توقيع عدد من الاتفاقيات التي تصب في إطار تدعيم القاعدة القانونية للعلاقات الروسية الإماراتية، ومنها الاتفاقية الخاصة بتسوية قضية ديون الاتحاد السوفيتي السابق وسيتم قبل وصول الرئيس بوتين إلى أبو ظبي تدشين حجر الأساس لأول معبد مسيحي أرثوذكسي في شبه الجزيرة العربية. وهو المعبد الذي تحتضنه إمارة الشارقة هذا بجانب بحث بوتين مع المسؤولين في الإمارات تطوير التعاون العسكري وتأتي زيارة الرئيس الروسي إلى الإمارات في إطار سياسة الكرملين الرامية إلى تطوير العلاقات مع الدول العربية ، خاصة وأن بوتين خلال العامين الماضيين زار مصر والأراضي الفلسطينية والجزائر والمغرب والسعودية وقطر والأردن ولعل موضوع إيران وملفها النووي سيكون حاضرا أثناء مباحثات بوتين في أبو ظبي وفي أستراليا سيعقد الرئيس الروسي قمة على هامش قمة دول آسيا والمحيط الهادئ مع نظيره الأميركي وستركز هذه القمة حسب المصادر الروسية على معضلة نشر الدرع الأميركية في أوروبا الشرقية وتشير مصادر الكرملين إلى أن بوتين سيحث بوش على ضرورة تفعيل الحوار بين البلدين حول هذا الموضوع بمشاركة الخبراء العسكريين والسياسيين وكانت الولاياتالمتحدة قد أعلنت نيتها وضع رادار في الأراضي التشيكية وصواريخ اعتراضية في الأراضي البولندية. مشيرة إلى أن ذلك مطلوب لمواجهة الخطر الذي تشكله إيران غير أن روسيا اعتبرت هذه الخطط تهديدا لأمنها القومي ويرى مساعد الرئيس الروسي سيرغي بريخودكو أنه لا يمكن للرئيس الأميركي أن يعلن تخليه عن تلك الخطط دفعة واحدة، مشيرا إلى أن روسيا لا تريد حشر الجانب الأميركي في الزاوية الضيقة وإنما تسعى إلى إقناع الأميركيين بالتدرج في تعديل موقفهم وهذا يعني أن موسكو مازالت تعلق الآمال على تغيير الموقف الأميركي والموافقة على مقترحات الرئيس الروسي البديلة والتي تكمن في الاستعانة برادار تستأجره روسيا في منطقة غابالا في أذربيجان . وبرادار آخر في جنوبروسيا نفسها وقد استبقت موسكو لقاء بوتين وبوش في سيدني بقرار معاودة الطيران العسكري الروسي بعيد المدى لدورياته المنتظمة قرب شمال أوروبا وألاسكا وعدد من القواعد العسكرية الأميركية في بحار العالم على مدار 24 ساعة يوميا كما أدخلت روسيا في السادس من الشهر الماضي إلى الخدمة أحدث منظومة للدفاعات الجوية لديها وهي " إس 400 " بجانب ذلك تواصل المؤسسة العسكرية الروسية تجاربها على صواريخ باليستية متطورة تنطلق من البر والبحر وهكذا يبدو أن الرئيس الروسي بوتين يقوي عضلاته استعدادا للقاء الرئيس الأميركي بوش في أستراليا . عن صحيفة الوطن العمانية 5/9/2007