* يوسف الدعيكي أعزائي القراء وقرائي الأعزاء ، وزملائي المحامين ورفاقي الكتاب الصحفيين ، وأحبابي المجاهدين المقاتلين الشرفاء في فلسطين وبلاد الرافدين ، مضى عاما كاملا على استشهاد شهيد الأمة ورمز عزتها وقوتها وبسالتها ، الشهيد البطل الرئيس صدام حسين المجيد ، الرئيس الشرعي للعراق المحتل ، سنة كاملة مرت على الجميع وكأنها بضع ساعات فقط ، عدا الغزاة الطامعين وأعوانهم الأنذال من الخونة والمرتدين ، فهم دون غيرهم من قد مرت عليهم هذه السنة وما قبلها وما بعدها إنشاءالله تعالى وكأنها دهر من الزمن ، بفعل ما يواجهونه كل يوم، بل كل ساعة من ضربات قاسمة جريئة ، وعمليات فدائية جبارة ، أجبرتهم على الاختباء في مخابئهم وبالمنطقة الغبراء ، وجعلتهم يلفون حول أنفسهم دون أدنى أمل لهم في الخروج من دوامتهم هذه ، إلا بالاعتراف الواضح والصريح بهزيمتهم النكراء أمام أبطال الرافدين الشرفاء ، وخروجهم أذلاء دون رجعة من كامل التراب العراقي الطاهر الرافض كل الرفض لهم ، ولأحذيتهم القذرة ، إلا أن العبرة دائما وأبدا ليست بطول الزمن أو بقصره ، إنما بما يتخلله من أعمال وأفعال عظيمة كانت أم وضيعة ، وحوادث سارة أو محزنة ، وما نتج عن ذلك من عبر ودروس مستفادة ..
فالزمن باق وان كان يمر ، ومع مروره تتغير أمور كثيرة ، وتتعاقب بدورته أجيال تلو الأجيال ، تتحاكى وتتندر بما سجله الزمن والتاريخ من أفعال وأعمال وحوادث بمختلف أشكالها وأنواعها ، تنسب لفاعليها ، وتعود عليهم وعلى دويهم وأبنائهم وأحفادهم كل بحسب نوع ما قدم من أفعال وأعمال ، ففي خلال تلك الحقبة الزمنية المشار إليها أنفا ، وما قبلها بسنين وعقود سجل الزمن إثناء دورانه المعتاد أعمال وأفعال ومواقف صدام المشرفة العظيمة وانتصاراته الباهرة وإنجازاته العملاقة والتي يصعب على قلمي حصرها في مقال متواضع كهذا ، والتي اغتاظا منها الأعداء وأعوانه الخونة الجبناء وحركت الحقد الدفين في نفوسهم وقلوبهم المريضة ، فحشدوا وجمعوا له ما استطاعوا من المتكالبين ، وتكالبوا عليه من كل حدب وصوب ، مراهنين على وهن بعض النفوس من شدة اعنف حصار عرفته البشرية في تاريخها الطويل ، ومستغلين تشتت الأمة وتفرقها بين خائفا مرتجفا وبين طامعا هلعا ، وبين ضعيفا خانعا مستسلما ، وبين محاصرا مكبلا ، وبين شامتا حاقدا ، وانقضوا بأنيابهم المشحوذة كرها وبغضا ،
وبمخالبهم المسمومة وهم راكبين على ظهور حفنة من خونة الدين والأهل والوطن ، على البصرة وبغداد الرشيد ، وعلى تكريت والموصل العنيد ، وعاثوا في الأرض فسادا ، وفي الشجر والزرع حرقا ، وفي المال والنفط والتراث نهبا وسلبا ، ودنسوا العرض والمقدسات ، وقتلوا الأطفال الرضع ، والشيوخ الركع ، والبهائم الرتع ، واغتصبوا الحرائر من النساء ، وأهانوا أئمة المساجد ، ودمروا الطرق والمدارس والمنازل ، وسحلوا الجثث في الشوارع ، كل ذلك باسم الديموقراطية والحرية والتحرير ، ودون الزمن والتاريخ ذلك كله ، وسيستمر الزمن بسجلاته المفتوحة في دورانه يسجل كل كبيرة و صغيرة من أفعال وأعمال وحوادث ، والسعيد الشريف المشرف لدينه ولنفسه ولأهله ولوطنه هو فقط من كان اسمه وفعله وعمله قد سجلت بالسجلات المشرفة ، الناصعة البياض في سجلات التاريخ والزمن . فطوبى لكل الشرفاء ، ولكل الشهداء الأبرار ، وهنئا لهم بما قد نالوا من شرف وعزة ومكانة سامية لدى ربهم ، وفي قلوب أهلهم ، ومحبيهم وأبنائهم وذويهم ، فالمجد كل المجد لمن يصنعون الحياة ،
ويقفون فيها وهم شامخين وقفة عز ، فكما يقولون (( أن الحياة وقفة عز )) فعلينا أن نستذكر دائما وأبدا وحتى قيام الساعة ، بيوم الوقفة والوقوف على جبل عرفات ، وقفة العز والمجد والخلود تلك التي وقف فيها أسير الأمة وشهيدها ، البطل الفذ السيد الرئيس الراحل صدام حسين المجيد ، رحمه الله ورضي عنه وأرضاه ، وهو رافع الرأس والجبين ، مبتسما كاشف الوجه وفاتح العينين ، ناطقا بصوته الجهوري بكل ثقة وطمأنينة وراحة بال وضمير بالشهادتين ، اشهد أن لا اله إلا الله ، واشهد أن محمد رسول الله ... الله اكبر .. الله اكبر .. والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين ، الذين عاهدوا الله ورسوله وصدقوا عهدهم وما بدلوا تبديلا .. وكما قال الشهيد يوم عيده وعرسه .. عاشت العراق .. عاش الشعب .. عاشت الأمة .. عاشت فلسطين حرة أبية .. وان العراق سينتصر .. سينتصر .. وليخسا الخاسئون .