ساركوزي رفض الاعتذار للجزائريين ..! ومن سيعتذر للرافدين ؟!!! * يوسف الدعيكي بكل صفاقة وقلة أدب وغرور وتكبر وعنجهية مقيتة رفض (المسيو) ساركوزي الاعتذار للشعب العربي الجزائري عن جرائم دولته المتحضرة أبان حقبة الاستعمار الفرنسي للجزائر ، تلك الجرائم التي اهتز لها ضمير العالم في حينها ، واهتز لها أكثر فيما بعد حينما نشرت فضائحها على الملا ، واليوم وبعد مرور نصف قرن تقريبا على أفظع تلك الجرائم وأكثرها عنف ودموية ، تدوس أقدام ساركوزي النتنة تراب الجزائر المروي بدماء مئات الألوف من الشهداء ، ويأبى رغم كل المحاولات الودية والإنسانية التي مورست معه ، أن يوجه ولو اعتذارا بسيط لذوي وأهالي وأبناء وأحفاد قوافل الشهداء الأبرار ، ويرفض رفضا قاطعا مجرد الحديث عن هذا الأمر ، مفضل عنه الحديث عن الصفقات التجارية والاستثمارية ، وكأن من قتل من الجزائريين على أيدي القوات الفرنسية الغازية المحتلة ، ليسوا بشر ولا ثمن لهم ولا يستحقون حتى مجرد التحدث عنهم ، ناسيا أو متناسيا هذا المتعجرف أن أجساد ودماء أولئك الشهداء هي من كانت جسر العبور الذي عبرت عليه الأجيال التي بنت جزائر اليوم ، والتي أراد ساركوزي أن تستقبله بالورود على ارض المطار ، فلولا تلك الأجساد الطاهرة والدماء الزكية ما كانت الجزائر اليوم حرة شامخة أبية يرفرف علمها وعزها في كبد السماء ، وما كان لها نشيد وطني ، ورئيسا منتخب ودستور شرعي ، وما كانت لها سيادة أصلا تؤهلها لكي تعقد الصفقات ، مع من كان يظن أنها مستعمرة أبدية له ومنتجعا ترفيهيا ومصدرا مجانيا للطاقة والثروات التي لا تنضب ، ولكن هيهات ياساركوزي أن تصدق أحلام ديغول والديغوليون أمثالك ، فها هي الجزائر اليوم أعظم شأنا منك ومن بلدك و من كل الذين كانوا يحلمون بفرنسة الجزائر والقضاء على عروبتها ، فها أنت اليوم قد جئت صاغرا ذليل تطلب الود والعطف والرضا من سادة الجزائر الأحرار مترجيا راغبا في أن يمنحوك فرصة التبادل التجاري والاقتصادي لكي تنقذ به اقتصاد وطنك المنهار ، وتنعش به جسد بلدك المتهالك ، فحتى وان عدت دون اعتذار ، فان مجرد مجيئك وانحنائك أمام العلم الجزائري لهو اكبر انتصار سجله التاريخ ، إلا أن السؤال الذي طرح نفسه بهذه المناسبة التاريخية ولان التاريخ دائما يعيد نفسه .. هو من يا ترى سيعتذر لأهل الرافدين للشعب العراقي عن كل هذا الدمار وكل هذا النهب والسلب والقتل والاغتصاب ؟!َ!! أكثر من مليون قتيل وفي ظرف زمني قياسي منذ سقوط بغداد الرشيد وحتى تاريخ رفض ساركوزي الاعتذار للأشقاء الجزائريين ، هل أعدت حكومة المنطقة الخضراء طلب الاعتذار لكي تسلمه للغزاة الأمريكان لحظة خروجهم من العراق بطلب منها كما يزعم الطلباني والمالكي ، وذلك بقولهم المضحك المتكرر من أن القوات الأمريكية سوف تخرج من ارض العراق فور طلب الحكومة العراقية المزعومة منها ذلك ؟!!! أم أن الاعتذار سيكون معكوسا ، بان تقوم الحكومةالعميلة المعينة أمريكيا ببلاد الرافدين بتقديم اعتذار للقوات الأمريكية على من قتل من جنودها ومرتزقتها بأيدي المقاومة العراقية الشريفة الباسلة ، بعد أن يسلمونهم شهائد شكر وتقدير على ما قد اقترفت أيديهم النجسة من أعمال قذرة منحطة لم تترك شبرا في العراق إلا وقد نجسته ، وبيتا ومسجدا إلا وقد دمرته ، والجدير بالذكر هنا ، هو أن الأمريكان قد استفادوا من دروس الغزاة السابقين ، فلكي يكونوا في يوما من الأيام بمنأى عن أي مسؤولية إزاء الشعب العربي وشرفاء العراق ولكي لا يطالبون يوما ما بالاعتذار أو التعويض بسبب ما ارتكبوه ويرتكبونه كل يوم بالعراق المحتل ، وضعوا قانونا يحمي جنودهم من أن يقعوا تحت طائلة القانون العراقي أو الدولي تحت أي سبب كان ، وحجتهم جاهزة من الآن للرد على كل من تسول له نفس بان يتهمهم بقتل الأبرياء في العراق ، بردهم الذي سيكون حينها جاهزا ومصدقا عليه من قبل أعوانهم وعملائهم وأذنابهم بان كل من قتلوا من العراقيين برصاص القوات الأمريكية هم عبارة عن إرهابيين وصداميين وعناصر من تنظيم القاعدة المستحلة دمائهم وأموالهم ونسائهم وبناتهم وأطفالهم بقرار من هيئة الأممالمتحدة ومجلس الأمن .. وأمجاد يا عرب أمجاد .. يا امة الصفح والعفو والاعتذار. ** محامى ليبي