عبد الله فلاتة اكتمل الهلال بدرًا بكأس ولي العهد، وحسم النهائي لمصلحته -كما هو متوقع- فالفريق الهلالي زعيم البطولات، ويعرف كيف ينهي المواجهات المصيرية على نحو مفرح في المدرجات الزرقاء، وإذا كنا قد أشرنا أن الاتفاق تأهل للنهائي بدقيقة واحدة، قلبها على الأهلي، فإن الهلال حسم المواجهة مع صافرة البداية. فالروح القتالية، والحيوية، والنشاط الكبير الذي كان عليه لاعبوه كلها كانت توحي بأن البطولة هلالية لا محالة، والاتفاق حضر اللقاء دون أن يتحضّر نفسيًّا للقمة الكروية، فاختلفت ثقافة البطولات لا الانتصارات، واتّضح جليًّا أن الزعيم يمضي بقوة نحو الكأس، ليس بمجرد الأهداف ولكن قياسًا على العطاء والروح التي ذكرناها، فهناك فرق تعرف كيف تتعامل مع لمعان الذهب، فتجده يتسرب في نفوس اللاعبين، ويشتعل بهم حماسًا، وأداءً خلّاقًا.. فالدفاع بقيادة تفاريس كان عشرة على عشرة، والدعيع من حق الهلاليين جميعهم -ونحن معهم- أن يرفضوا اعتزاله. فقد أثبت للمرة الألف أن المعدن الأصيل تصقله السنوات، وتزيده لمعانًا وبهاءً، فكلّما قلنا إنه كبر في السن، أكد لنا أنه شباب، وأفضل من حرّاس سن العشرين، وهذه ميزة الحراس العالميين، ويبقى الدعيع العنصر الأبرز في التشكيلة الهلالية، ووسط الزعيم حرث لاعبوه الملعب طولاً وعرضًا، فيما ملأه طارق التايب فنًا وإبداعًا، والمقدمة كما هي ساخنة نارية بياسر الكاسر، والإضافة الجميلة ليس للهلال فحسب، بل للكرة السعودية أحمد الفريدي، ونجح كوزمين في كسب منتقديه بالضربة القاضية. فالتفوق الهلالي على الاتفاق جاء من خلال الروح، والتكتيك المميّز للمدرب الذي عطّل مفاتيح اللعب الاتفاقية، وأنهى الهجمات من مهدها، ولم يسمح لهم بالتحضير، ولا شم رائحة المرمى الهلالي.?في المقابل فإن الاتفاق تبعثرت أوراقه، فتأثر بالجماهير، واهتز بالهدفين، وغاب نجما ذكرنا سابقًا بأنه سيؤثر كثيرًا على الفريق، وهو ماجد العمري. فالدفاع الاتفاقي طوال البطولة والمباريات الأخيرة كافة يعتمد على ثلاثة عناصر في العمق، ويوم الحسم غاب العنصر الأكثر حيوية ونشاطًا ونجاحًا في المراقبة، فظهرت الثغرات، ونفذ لاعبو الهلال للشباك الاتفاقية، كما أن حارس الفريق عدنان السلمان ليس مقنعًا وعلى الاتفاقيين إيجاد بديل متمكّن، متى ما أرادوا العودة للمنافسات الفعلية، وتحقيق البطولات، أمّا مجمل اللقاء وخلاصة القول بأن السيطرة الهلالية أثمرت عن فوز مستحق. وكأس بجدارة بغض النظر عن أخطاء الحكم الألماني وتساهله مع طارق التايب الذي كان يستحق البطاقة الحمراء، وكذلك المدافع راشد الرهيب، والأخير بالتحديد قدم أسوأ مبارياته، وخذل المراهنين على نجوميته، وبات يسجل تراجعًا مخيفًا في مباراتين متتاليتين، وعليه استعادة مستوياته، وفي النهاية مبروك للهلال الكأس المستحقة، وهاردلك للاتفاق، والمهم أن يبقى فارس الدهناء منافسًا قويًّا على البطولات. عن صحيفة المدينة السعودية 9/3/2008