قفزت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام في بورصة نيويورك للسلع وذلك بعد أن أظهرت بيانات وزارة الطاقة الأمريكية تراجعا بشكل أكبر مما هو متوقع في حجم المخزونات من الجازولين نظرا لإغلاق بعض وحدات التكرير وبشكل متزامن مع انخفاض حجم الواردات. وقد سجل حجم المخزون تراجعا بنحو 6.3 ملايين برميل خلال الأسبوع الماضي، مقارنة بالتوقعات السابقة التي كانت تقدر حجم التراجع بنحو 2.1 مليون برميل فقط. وتمثل بذلك البيانات الجديدة أكبر انخفاض في حجم المخزون الأمريكي وذلك منذ أكتوبر من عام 2002 حينما أدى إعصار "إيزيدور" إلى تعثر عمليات الإنتاج في منطقة خليج المكسيك. وقد شهدت الواردات الأمريكية من المنتجات البترولية وفقا لبيانات وزارة الطاقة تراجعا بحوالي 17 % ليبلغ 2.6 مليون برميل يوميا في المتوسط وهو ما يمثل أدنى مستوى للواردات منذ أول إبريل من عام 2005. كما تراجعت الواردات من النفط الخام ب5.3 % ليبلغ في المتوسط 9.6 ملايين برميل يوميا. وحول تحركات الأسعار، أشارت شبكة بلومبرج إلى ارتفاع سعر النفط الخام لعقود شهر سبتمبر الآجلة بنحو 3.2 دولارات أو 2.9 % ليبلغ 116.30 دولارا للبرميل خلال تعاملات الظهيرة في بورصة نيويورك. وكان سعر الخام قد تحرك حول مستوى ال113.8 دولار قبل الإعلان عن بيانات وزارة الطاقة الأمريكية. وفي بورصة البترول الدولية بلندن ارتفع أيضا خام برنت لعقود شهر سبتمبر الآجلة وذلك بنحو 2.47 دولار أو بنسبة 2.2 % ليبلغ 113.62 دولار للبرميل. وكان التقرير الشهري لوكالة الطاقة الدولية قد رفع توقعاته المتعلقة بمستويات الطلب العالمي على النفط في العام القادم، مشيرا في ذلك الصدد إلى إمكانية ارتفاع مستويات استهلاك النفط في الصين بعد الانتهاء من دورة الألعاب الأوليمبية. وأشار للتقرير إلى أن حجم الطلب العالمي على النفط سيكون في حدود 87.8 مليون برميل يوميا وهو ما يمثل زيادة بمقدار 70 ألف برميل عن التوقعات السابقة الخاصة بحجم الطلب المنتظر في العام القادم. وأضاف التقرير إلى أن الطلب على النفط في الصين متوقع له الارتفاع بنسبة 5.7 % العام القادم وذلك مع تزايد إنفاق المستهلك الصيني على الانتقالات والسفر. وتوقعت الوكالة التي تتخذ من باريس مقرا لها نمو الطلب عالميا في 2009 ب 1.1 % مقارنة بتوقعات الشهر الماضي والتي كانت تقدر النمو في حدود 1 %. وقد رفعت الوكالة توقعاتها أيضا بالنسبة لحجم المعروض من الدول غير الأعضاء في منظمة "أوبك" ليكون حجم الزيادة في إنتاج تلك الدول العام الحالي والمقبل بنحو 100 ألف برميل يوميا. وأضاف التقرير أن الإنتاج من خارج أوبك سيتيح للأسواق معروضا بمقدار 50.1 مليون برميل يوميا العام الحالي و 50.8 مليون برميل في 2009. وأشار التقرير إلى أن تحقيق التوازن بين مستويات العرض والطلب في السوق العالمي سيتطلب أن يبلغ متوسط إنتاج "أوبك" العام الحالي في حدود 31.6 مليون برميل يوميا.