صدر حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت كتاب "بدر شاكر السياب- حياته وشعره" للناقد د. عيسى بلاطة. ووفقا لجريدة "الغد" الاردنية يجتهد بلاطة في الجمع بين شعر السياب وحياته, ويحشد لذلك الحقائق المستقاة من الوثائق الرسمية والشخصية, ومن المؤلفات المعتمدة والمقالات الرصينة الصادرة بعدة لغات, ومن المعلومات المأخوذة من المعاصرين الذين عرفوا السيّاب عن قرب, ومن كتابات السيّاب نفسها الباكرة منها والمتأخرة. وزار بلاطة بذلك وطن السيّاب وأهله, فتعرف عليهم وعلى ربوع نشأته الأولى في جيكور وادي الخصيب ثم في البصرة, وعلى حياته الدراسية في بغداد وما كان له فيما بعد من عمل في العراق ثم الزواج وإنجاب الأولاد, وما قام به من زيارات الى لبنان, وإقامات قصيرة في انكلترا وفرنسا وايطاليا وغيرها, اضافة الى أنه لاحق في النهاية مراحل مرضه العضال الى أن وافته المنية في الكويت. ويشير الكتاب ايضا الى تطور السيّاب من الالتزام الشيوعي في بدايات نشاطه السياسي الى اعتناقه فكرة القومية العربية أيام مدها العارم في السنوات العشر الاخيرة من حياته, وما كان لذلك كله من أثر في نفسه وحياته وشعره. ويضمن الكتاب مقدمة كتبها الشاعر الراحل يوسف الخال يقول فيها "هذه سيرة حياة لا دراسة نقد وتقييم. وهي في ذلك لا يفصلها عن بلوغ الغاية إلا حدود الكمال". فأنت فيها أمام رجل عاش ومات كما عاش صاحبها ومات: "رجل أحب الحب فأحب الحياة, فقضى وفي نفسه حسرة من كليهما.. فكانت الحياة وكيف ينعم بها, والحب وكيف يكون من نصيبه, والموت وكيف ينجو منه, موضوع حياته وشعره". نقرأ له ... وأبرقت السماء ... فلاح، حيث تعرج النهر وطاف معلقا من دون يلثم الماءا شناشيل ابنة الجلبي نور حوله الزهر عقود ندى من اللبلاب تسطع منه بيضاءا وآسية الجملية كحل الأحداق منها الوجد والسهر يا مطرا يا حلبي عبر بنات الجلبي يا مطرا يا شاشا عبر بنات الباشا...