الرياضة لا تفيد جلسة العمل المتواصلة يعتقد الموظفون أن ممارسة الرياضة بعد الجلوس لساعات طويلة فى العمل قد تقي من مخاطر "الكرسي" التى تسبب الإصابة بارتفاع ضغط الدم وبطء الأيض وزيادة الوزن. ويؤكد الخبراء أن جلوس الشخص العادي حوالي تسع ساعات يوميا على الكرسي في المكتب أو في السيارة أو البيت، وحتى التمرين الرياضي اليومي لا يستطيع محو أثر الجلوس لساعات طويلة. وأكد علماء سويديين نشروا دراسة في مجلة طبية بريطانية للصحة والرياضة بحسب جريدة "الغد" أنه يجب التحذير طبيا من مخاطر الجلوس لساعات طويلة طبيا..ولكن لماذا تتم كل هذه الاتهامات للكرسي؟ حلل الخبراء هذا الأمر بأن الجلوس لساعات طويلة هي من أقل العمليات استهلاكا للطاقة بعد التمدد على السرير، حتى إن أكل تفاحة يستهلك طاقة من جسم الإنسان أكثر من الجلوس على الكرسي ، بينما تتحرك عضلات الظهر، والكتفين والساقين أثناء الوقوف، إلا أن الجلوس على الكرسي لا يتحدى أي عضلة في الجسم ، وأكثر الأعراض الجانبية الحتمية هي ازدياد محيط الخصر للأشخاص المعتادين على الجلوس دائما. ولو كان الوقوف يحرق القليل جدا من الطاقة والكالوريات إلا أن تغيير مسار اليوم بالوقوف له أثر إيجابي ، من السهل حرق 30 إلى خمسين كالوري يوميا وهذا يكفي بمنع ازدياد الوزن بمعدل كيلو إلى كيلو ونصف في العام. مع أن هذا الرقم ضئيل إلا أنه أفضل من إضافة هذا الوزن بالجلوس. وكمعدل، الأشخاص النحفاء يقضون ساعتين وقوفا أكثر من الأشخاص الأكثر سمنة. ووجد العلماء السويديون أن الأشخاص الذين يتحركون باستمرار ولو كانت الحركة للذهاب إلى المطبخ وعمل القهوة مثلا لا يسمنون بقدر الأشخاص الذين يقضون يومهم جالسين على المكتب أو مستلقين على الكنبة. "الجلسات المطولة ليست جيدة للصحة والأسوأ أن كثيرين يعتقدون أنهم أشخاص ذوو حركة بينما هم في الحقيقة ليسوا كذلك"، وفق قول ستيوارت بيدل بروفيسور في علم النفس في جامعة لوفبوروه البريطانية. "الناس عادة ما يخلطون بين كلمة "نمط حياة كثير الجلوس" ونمط حياة من دون رياضة، ولكن الحقيقة هي إذا كان الشخص يذهب للنادي الرياضي أو يمشي يوميا لمدة 30 إلى 45 دقيقة ثم يجلس بقية اليوم فهذا هو نمط الحياة كثير الجلوس". بإمكان الإنسان كسر الروتين وعدم الجلوس على المكتب بأخذ استراحات والوقوف والمشي قدر المستطاع. ولكن الآثار الجانبية لا تقتصر على زيادة الوزن فقط، بل يقول العلماء إن آثارا أكثر سوءا تحدث عند الجلوس طويلا. وأظهرت الدراسات التي أجريت على الفئران أن المواد الإيجابية التي تلعب فيها العضلات دورا في الأيض والسكر ودهون الجسم فقط عندما تتحرك ، هذه المواد تنتج عندما تتحرك العضلات مثلا عند المشي أو الحكة، وعند الجلوس فإن عمليات الأيض تبطئ حركتها كثيرا ، وبذلك سيؤدي على المدى الطويل للإصابة بأمراض مثل السكري وفق بيدل، ولكن المهم الانتباه إلى أن الأشخاص الذين يتحركون كل نصف ساعة معرضون بشكل أقل لهذه المخاطر. الحركة المستمرة مهمة للإبقاء على وقفة جسم صحية، وفق المتحدث الرسمي باسم جمعية العلاج الطبيعي البريطانية سامي مارغو الذي يقول إن العمود الفقري لم يصمم ليقضي ساعات طويلة في وضعية الجلوس، وذلك قد يدمر وضعية العمود ويؤثر في التنفس وعمليات الهضم. العمود الفقري الصحي يكون في شكل حرف S، ولكن الجلوس يدفع الجزء المنحني الأسفل القطني ليصبح العمود في شكل حرف C؛ حيث إن عضلات البطن والظهر التي صممت لدعم الجسم تصبح غير مستعملة. ومع مرور الوقت هذه العضلات تصبح ضعيفة جدا إذ لا تستطيع دعم العمود الفقري بفعالية وهنا تحدث آلام الظهر. يقول "عندما تكون الركبتان في درجة تسعين عند الجلوس، أوتار الركبة وعضلات الورك القابضة تصبح هشة وعضلات المؤخرة تتمدد"، مضيفا "هذا يؤدي إلى انشداد العضلات والمفاصل إلى درجة تصبح حركة الجسم أقل حرية ويصبح الجسم معرضا بشكل أكبر إلى الآلام والإصابات". كما يعوق ذلك التنفس، يقول مارغو حيث يناضل الجسم لملء الرئتين بالأكسجين في الوضعية المضغوطة أثناء الجلوس. الجلوس يضغط البطن حيث تحدث عمليات الهضم مما يبطئها. "كل هذا يعني أن الطاقة تقل مع قلة الأكسجين وبطء عمليات الهضم"، بحسب مارغو الذي يشير إلى "أن عضلات البطن لا تتحرك أو يقع عليها ضغط أثناء الجلوس فإنها تتمدد وتفقد لياقتها". "هذه أخبار سيئة بالنسبة للكثيرين ولكن يمكن ممارسة التمدد أو المشي قدر المستطاع". ولكن بالنسبة للذين لا يتمكنون من النهوض أبدا، بإمكانهم البحث عن حركات رياضية تجري على الكرسي أو على المكتب ومشاهدتها عبر الكمبيوتر وممارستها. والأمر الرائع أكثر هو تزويد المكاتب بجهاز مشي، الأمر الموجود في الولاياتالمتحدة حاليا، ولكن النهوض والمشي جيد أيضا لمن لا يعمل في شركة تزود الموظفين بجهاز مشي. ويقول مارغو "باستطاعتك اتباع عادة المشي أثناء التحدث على الخلوي؛ لأن التحرك ونقل الوزن من رجل إلى أخرى يساعد على تحرك العضلات بشكل جيد".