أكد شكيب خليل، الرئيس الحالي لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" ووزير الطاقة والمناجم الجزائري رفضه القاطع للفكرة التي تدعمها الدول المستهلكة والتي تربط ارتفاع الأسعار بتراجع الانتاج، مشيراً إلى أن النداء الذي وجهته الدول المستهلكة لدول "أوبك" برفع انتاجها من أجل خفض الأسعار غير منطقي وغير عقلاني. وقال خليل:" إن اجتماع الدول المنتجة والمستهلكة للنفط الذي يعقد في مدينة جدة اليوم الأحد سيكون فرصة بالنسبة لمختلف المتعاملين في السوق النفطية لتبادل وجهات النظر حول ارتفاع أسعار الخام في محاولة لمعالجة هذا المشكلة، مشيراً إلى أن الأجتماع يهدف أساساً إلى توضيح المواقف بخصوص أسباب هذا الارتفاع. وداعا خليل في مؤتمر صحفي نقلته وكالة الأنباء الجزائرية "واج" إلى تركيز المناقشات خلال اجتماع جدة على مشكلة المضاربة. وقال:" إن ارتفاع أسعار النفط لا تتعلق بانخفاض الانتاج أو زيادته بل إلى المضاربة والتوترات الجيوسياسية كأزمة الملف النووي الإيراني والأزمة الاقتصادية في الولاياتالمتحدة وأزمة الرهن العقاري التي أدت إلى انخفاض نسب فوائد الخزينة الأمريكية ما تسبب في تدهور الدولار مقارنة باليورو". وأضاف خلال المؤتمر الذي عقد بالجزائر أن هناك عوامل أخرى خفية تتمثل في طاقة التكرير المحددة التي أدت إلى انخفاض توفر المازوت وبالتالي ارتفاع أسعار الوقود بعد ادخال الايتانول البيئي إلى جانب الضرائب المرتفعة التي تقتطعها البلدان المستهلكة الكبرى مثل فرنسا وبريطانيا من المنتوجات النفطية. ورداً على سؤال حول الزيادة التي تناولتها وسائل الاعلام حول امكانية رفع السعودية انتاجها النفطي ب 300 ألف برميل يومياً، أشار وزير النفط الجزائري إلى أن قرار زيادة الانتاج لن يسهم في وقف ارتفاعات أسعار النفط. وأكد رئيس "أوبك" في تصريحاته التي أوردتها وكالة الأنباء الكويتية "كونا" أن دول المنظمة لم تعمد إلى أي مشاورات أو تنسيق مسبق في المواقف قبل اجتماع جدة الذي يمثل مبادرة مشتركة بين المنظمة والوكالة الدولية للطاقة والمنتدى الدولي للطاقة مذكراً بالحوار الدائم الذي تجريه "أوبك" مع البلدان المنتجة غير العضوة مثل روسيا وعمان ومصر وسوريا والمكسيك والبرازيل حول مواضيع مرتبطة بشفافية المعلومات فيما يتعلق بالمخزون البترولي على سبيل المثال. ومن جانبه كشف الدكتور إبراهيم المهنا، مستشار وزير البترول والثروة المعدنية السعودي، أن اجتماع جدة سيعالج في المقام الأول وضع الدول النامية المتضررة بعد تذبذبات اسعار البترول العالية، مبيناً أن الاسعار القياسية قد تضر باقتصاديات الدول النامية منها والصناعية. وقال المهنا في مؤتمر عقد في جدة استعداداً لاجتماع الدول المنتجة والمستهلكة:" إن الاجتماع سيناقش الأسباب المتعددة المؤدية إلى الارتفاع الجنوني لاسعار البترول ومشتقاته". وأوضح في تصريحاته التي أوردتها صحيفة "الشرق الأوسط" تلك الأسباب تتمثل في الظروف المالية الناتجة عن انخفاض قيمة الدولار وما لحق من تداعيات أزمة الرهون العقارية الأمريكية.