انسحاب المرشحة المغربية من سباق اليونيسكو محيط عزيزة بناني وفاروق حسني انسحبت مندوبة المغرب لدى اليونيسكو السفيرة عزيزة بناني من الترشح لمنصب مدير عام منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو". وجاء انسحاب المرشحة المغربية وفق وكالة الأنباء الإماراتية "وام" عقب مشاورات جرت بين المغرب ومصر خلال الفترة الماضية للاتفاق على مرشح عربي واحد يخوض الانتخابات بما يعزز من فرص نجاح وزير الثقافة المصري فاروق حسني لتولي هذا المنصب. وقد أثارت تصريحات وكتابات صحفية مغربية في وقت سابق بداية أزمة بين مصر والمغرب بسبب "الهجوم المغربي" على المرشح المصري لمنظمة "اليونسكو" وزير الثقافة فاروق حسني. حيث استنكر مثقفون مصريون "الحملة التي تشنها بعض الأقلام الصحفية المغربية ضد حسني"، والتي وصلت - حسب تعبيرهم - إلى حد الإساءة إلى مصر بالتقليل من دورها وريادتها على المستوى الثقافي العربي، واصفين ذلك بأنه "حملة غير نزيهة، لاعتمادها على سلسلة من الأكاذيب وإلصاقها بالمرشح المصري بدون وجه حق وبهدف تحقيق الترويج للمرشحة المغربية عزيزة بناني بأرخص الوسائل". وفي سياق متصل أعلن فاروق حسنى وزير الثقافة المصري المرشح لقيادة اليونسكو مؤخرا أن بعض الأقلام في الصحافة المغربية تتحامل عليه، وتقول "إن المغرب تقدم بالترشيح للمنصب قبل مصر بخمسة أشهر". ونقلت جريدة "الشرق الأوسط" اللندنية عن حسني قوله: "هذا غير صحيح ولم يسمع به أحد إطلاقا، وأنا اعتقد أن الرئيس المصري حسني مبارك كان لا يمكن أن يرشح مصريا، لو كان هناك ترشيح من بلد عربي". وأعرب حسنى عن تقديره للمرشحة المغربية عزيزة البناني، وقال:" أنا أتمنى ألا يكون لهذا الموقف صدى سيىء يعكر صفو العلاقات القوية بين البلدين" . وأكد حسني أنه يحب المغرب وله علاقات ممتازة وحميمة به، موضحاً أنه لم يطلب من المغرب الانسحاب من الترشيح قائلا: "طالما أنه لم ينسحب أحد فلنقبل الموقف الديمقراطي وليتم الانتخاب والترشيح بود وبدون أية خسائر". وقد التقى مؤخرا وزير الثقافة المصري فاروق حسني بالكتاب والمثقفين والإعلاميين في احتفالية ثقافية رمضانية نظمها اتحاد كتاب مصر بمقره بقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، وقال حسني خلالها أن ترشيحه لمنصب مدير عام اليونسكو يعد تكليفا من الرئيس المصري حسني مبارك وليس بقرار منه ويعتبره مهمة صعب للغاية لأنه يشعر بأنه قدم لمصر وللثقافة ما يكفيه طيلة 21 عاما، ولابد له من بذل أقصى جهد للفوز بالمنصب، فهو في نهاية الأمر يمثل مصر ولا يمثل نفسه، وهو ينتظر النتيجة بالفوز أو الخسارة مع الوضع في الاعتبار أن المرشح المصري لمنصب مدير عام اليونسكو هو أقوى المرشحين حتى الآن. إحدى جلسات اليونيسكو وأضاف كما نقلت عنه صحيفة "الاتحاد" الإماراتية أنه منذ إعلان ترشيحه لمنصب مدير اليونسكو وهو دائم التفكير في كيفية الفوز بالمنصب، حيث بدأ مرحلة التحضير من خلال لقاءات متواصلة مع وزراء الخارجية ورؤساء الدول وبحث الأمر في المؤتمرات الدولية والتعرف على رأي عدة دول ومطالبها من المدير الجديد لليونسكو، وهناك 58 دولة لها حق التصويت، وعلى الفائز بالمنصب أن يحصل على 30 صوتا على الأقل، وهناك مناقشات دائمة حول الموضوع لأن تلك الانتخابات صعبة لأنها انتخابات دول وهناك تربيطات ومصالح تحتاج منا إلى جهد وتكاتف من أعلى سلطة بالدولة. تجدر الإشارة إلى أن عزيزة بناني ولدت في الرباط عام 1943، تشغل منصب سفيرة مندوبة دائمة للمملكة المغربية لدى منظمة اليونسكو وعضو في المجلس التنفيذي لليونسكو منذ 1999 وعضو في مختلف اللجان والهيئات المتخصصة للمجلس التنفيذي والمؤتمر العام لليونسكو. وتشغل السيدة عزيزة بناني أيضا مهمة عميدة جامعة المعتمد بن عباد الصيفية بأصيلة، وهي عضو في المجلس الإداري للمعهد الدولي لتخطيط التربية في باريس، والمجلس الإداري لمؤسسة الثقافات الثلاث لحوض البحر الأبيض المتوسط في اشبيلية، ومؤسسة منتدى نساء البحر الأبيض المتوسط في تورينو وأثينا واللجنة العلمية لمؤسسة ابن عربي في مدريد، والمعهد الأرجنتيني العربي للثقافة في بوينوس ايريس، ومستشارة لمؤسسة الإرث الأندلسي في غرناطة. وسبق للسيدة عزيزة بناني أن شغلت منصب كاتبة الدولة في الثقافة، ومندوبة سامية للأشخاص المعاقين، وعميدة كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الحسن الثاني المحمدية، ورئيسة شعبة اللغة والأدب الإسباني بجامعة محمد الخامس الرباط، ورئيسة الجمعية العامة السادسة عشرة للدول الأعضاء في اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي، وعضو مختلف اجتماعات الخبراء الدوليين لصياغة الاتفاقيات الدولية. وأصدرت الأستاذة عزيزة بناني، عددا من المؤلفات والمقالات والأبحاث في مواضيع أدبية وحضارية. وحصلت مرشحة المملكة المغربية لمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو على وسام العرش من درجة ضابط وأوسمة الاستحقاق المدني من إسبانيا وجوقة الشرف من فرنسا والاستحقاق الثقافي من البرتغال والهيئة السيادية من مالطا.